قهوتنا على الانترنت
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 50
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي احمد مطر ..... حياته وااعماله

    ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

    وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

    وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

    وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

    وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.

    ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

    ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،

    يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي .
    لافتات 1 1984م. لافتات 2 1987م. لافتات 3 1989م. اني المشنوق اعلاه 1989م. ديوان الساعة 1989م. لافتات 4 1993م. لافتات 5 1994م. لافتات 6 1997م. لافتات 7 1999م. لافتات متفرقة لم تنشر في ديوان بعد.
    يكتب حاليا في جريدة الراية تحت زاوية حديقة الانسان كما يصدر في عين الصحيفة لافتات جديدة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات

    درس الفطرة


    إنّي أُمِيٌّ.. لكنّي
    أحفَظُ لَونَ الوََردةِ غَيباً
    وَبِلا خَطأ
    أتهجّى العِطْرَ الفَوّاحْ.
    ***
    لَم أَقرأْ كُتُباً.. لكنّي
    أعلَمُ أنَّ عُبوسَ الظُّلْمَةِ
    تَهزِمُهُ ضِحكةُ مِصباحْ.
    ***
    لَمْ أدخُلْ مَدرسةً.. لكنْ
    أُدرِكُ أنَّ المركبَ يَغرقُ
    إن لَمْ يُدرِكْهُ الَملاّحْ.
    ***
    لم أعرفْ أيّةَ فَلسفةٍ
    لكنْ بالفِطرةِ يُمكنُني
    أن أكرَهَ صُحْبةَ أحزاني
    وأُحبَّ لِقاءَ الأفراحْ.
    ***
    لَمْ أدرُسْ فَلَكاً.. لكنِّي
    أُدرِكُ عَينَ الشّمسِ بعَيني
    مِن غَيرِ وَسائلِ إيضاحْ.
    ***
    وعلى رَغْمِ وضوحِ الدُّنيا
    ألمَحُ في الدَّرَكاتِ الدُّنيا
    أقداماً تَحمِلُ أقلاما
    وَبِحبْرِ فَسادٍ تترامى
    لِتخُطَّ سُطورَ الإصلاحْ!
    وأرى أَلسِنَةً ديداناً
    تَعْقِفُ أَنفُسَها إعلاناً
    عن رِقّةِ طَبْعِ التمساحْ!
    وأرى مِن حَوْلي أشباهاً
    مأجورينَ لَدَى أشباحْ
    يَسْعَونَ لِتلقينِ نَهاري
    أنَّ ظلامَ الّليلِ صَباحْ!
    ***
    يا أَقدامُ ويا ديدانُ ويا أَقنانْ
    وَلُّوا بثقافتِكُمْ عَنّي
    أو تُوبوا.. واقتبسوا مِنّي
    فِطْنَةَ أُمِيٍّ إنسانْ.
    أَنَا لا أفهَمُ مَعنى المبنى
    حتّى يُبنى..
    فادَّخِروا وَصْفَ الأَلواحْ.
    وإذا لَمْ أرَ مِنكُم باباً
    فَهُراءٌ كُلُّ ثَقافَتِكُمْ
    حتّى لو أنتُمْ أَثبَتُّمْ
    في ألْفِ صِحاحٍ وصِحاحْ
    صِحّةَ تَصميمِ المفتاحْ!





    أحمد مطر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات 2

    < شئون داخلية >

    وطَـني ثَوبٌ مُرَقَّـعْ
    كُلّ جُزءٍ فيهِ مصنوعٌ بِمصنَـعْ
    وعلى الثّوبِ نُقوشٌ دَمويّـهْ
    فرّقـتْ أشكالَها الأهـواءُ
    لكِــنْ
    وحّـدتْ ما بَينَها نفـسُ الهَـويّـهْ :
    عِفّـةٌ واسِعـةٌ تَشقى
    وعِهْـرٌ يَتمتَّـعْ !
    **
    وَطَني : عِشرونَ جـزّاراً
    يَسوقـونَ إلى المسلَخِ
    قُطعـانَ خِرافٍ آدميّـهْ !
    وإذا القُطعـانُ راحـتْ تتضـرّعْ
    لم تَجِـدْ عيناً ترى
    أو أُذُنـاُ من خارجِ المسلخِ .. تسمَعْ
    فطقوسُ الذّبحِ شـأنٌ داخِلـيٌّ
    والأصـولُ الدُّوَليّـهْ
    تَمنعُ المَسَّ بأوضـاعِ البلادِ الدّاخليّـهْ .
    إنّمـا تسمَحُ أن تَدخُلَ أمريكا علينا
    في شؤونِ السّلمِ والحَـربِ
    وفي السّلْـبِ وفي النّهْـبِ
    وفي البيتِ وفي الدّربِ
    وفي الكُتْبِ
    وفي النّـومِ وفي الأكلِ وفي الشُّربِ
    وحتّى في الثّيابِ الدّاخليّـهْ !
    فإذا ما ظلّتِ التّيجانُ تَلْمَـعْ
    وإذا ظلّت جياعُ الكـوخِ
    تَستجـدي بأثـداءِ عذاراها لِتدفَـعْ
    وكِلابُ القَصْـرِ تَبلَـعْ
    وإذا لم يبقَ من كُلِّ أراضينا
    سِـوى متْرٍ مُربـّعْ
    يَسَـعُ الكُرسـيَّ والوالـي
    فإنَّ الوَضْـعَ في خيرٍ ..
    وأمريكـا سَخيّـهْ !
    **
    فَرّقَتْنـا وحـدَةُ الصَّـفِّ
    علـى طَبـلٍ وَدَفِّ
    وَتَوحّـدْنا بتقبيلِ الأيـادي الأجنَبيّـهْ .
    عَـرَبٌ نحـنُ .. ولكِـنْ
    أرضُنا عادتْ بِلا أرضٍ
    وعُدنـا فوقَها دونَ هويَـهْ .
    فَبِحـقِ البيتِ
    .. والبيتِ المُقَنّـعْ
    وبِجـاهِ التّبَعيّـهْ
    أعطِنا ياربُّ جنسيّـةَ أمريكا
    لكي نحيا كِرامَـاً
    في البِـلادِ العَربيَـهْ !

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات 2

    < إضراب >

    الوردُ في البستانْ
    ممالكٌ مُترَفـةٌ، طريّـةُ الجُـدْرانْ
    تيجانُها تسبحُ في بَرْدِ النـدى
    والنّـورِ والعطـورْ
    في سـاعةِ البكـورْ
    وتستوي كسلـى على عُروشِها .
    وتحـتَ ظُلمَـةِ الثّرى
    والبؤسِ والهـوانْ
    تسافرُ الجُـذوُر في أحزانِهـا
    كي تضحـكَ التيجانْ !
    **
    الوردُ في البُستانْ
    ممالِكٌ مُترفَـةٌ تسبحُ في الغرورْ
    بذكرِها تُسبِّحُ الطّيـورْ
    ويسبحُ الفراشُ في رحيقِها
    وتسبحُ الجـذورْ
    في ظُلمـةِ النسيانْ
    **
    الوردُ في البُستانْ
    أصبَحَ .. ثُمَّ كانْ
    في غفلَـةٍ تهدّلـتْ رؤوسُـهُ
    وخـرّتْ السّيقانْ
    إلى الثّـرى
    ثُـمّ هَـوَتْ من فوقِها التّيجـانْ !
    **
    مرّتْ فراشتانْ
    وردّدت إحداهُمـا :
    قَـدْ أعلنَتْ إضـرابَها الجـذورْ !
    **
    ما أجبنَ الإنسانْ
    ما أجبَنَ الإنسـانْ
    ما أجبنَ الإنسـانْ !


    -----------------------------------
    -----------------------------------

    < مأساة أعواد الثقاب >

    أوطانـي عُلبـةُ كبريتٍ
    والعُلبَـةُ مُحكَمَـةُ الغلْـقْ
    وأنـا في داخِلها
    عُـودٌ محكـومٌ بالخَنْـقْ .
    فإذا ما فتَحتْها الأيـدي
    فلِكـي تُحـرِقَ جِلـدي
    فالعُلبَـةُ لا تُفتـحُ دَومـاً
    إلاّ للغربِ أو الشّرقْ
    إمـَّا للحَـرقِ، أو الحَـرقْ
    **
    يا فاتِـحَ عُلبتِنا الآتـي
    حاوِلْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ
    الفتـحُ الرّاهِـنُ لا يُجـدي
    الفتـحُ الرّاهِـنُ مرسـومٌ ضِـدّي
    ما دامَ لِحَـرقٍ أو حَـرقْ .
    إسحَـقْ عُلبَتنا، وانثُرنـا
    لا تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا
    عنـدَ السّحـقْ .
    يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُـرّاً
    في أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ .
    الأسـوارُ عليها عُشْـبٌ
    .. والأبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات 2

    < حوار علي باب المنفي >

    لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟
    - أتسألُني
    لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟
    لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟
    لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟
    أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَـدَرُ ؟!
    أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ
    طائـرٌ حُـرٌّ،
    نسيمٌ بارِدٌ ،حَـرَرُ
    محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ !
    أنا الشَجَـرُ
    تمُـدُّ الجـَذْرَ من جـوعٍ
    وفـوقَ جبينِها الثّمَـرُ !
    أنا الأزهـارُ
    في وجناتِها عِطْـرٌ
    وفي أجسادِها إِبَـرُ !
    أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
    فإن أطعَمتها زهـراً
    ستَزْدَهِـرُ .
    وإنْ أطعَمتها ناراً
    سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ .
    فليتَ ( اللاّتَ ) يعتَبِرُ
    ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي
    ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي
    ويعتَـذِرُ !
    * لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ
    ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ
    تصوغُ الحرفَ سكّيناً
    وبالسّكينِ تنتَحِــرُ ؟!
    - أجَـلْ أدري
    بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ،
    مُنتَحِـرُ
    ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ
    وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟
    فلا كفُّ لهم تبدو
    ولا قَـدَمٌ لهـمْ تعـدو
    ولا صَـوتٌ، ولا سَمـعٌ، ولا بَصَـرُ .
    خِـرافٌ ربّهـمْ عَلَـفٌ
    يُقـالُ بأنّهـمْ بَشَـرُ !
    * شبابُكَ ضائـعٌ هَـدَراً
    وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ .
    بِرمـلِ الشّعْـرِ تبني قلْعَـةً
    والمـدُّ مُنحسِـرُ
    فإنْ وافَـتْ خيولُ الموجِ
    لا تُبقـي ولا تَـذَرُ !
    - هُـراءٌ ..
    ذاكَ أنَّ الحـرفَ قبلَ الموتِ ينتَصِـرُ
    وعِنـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
    وبعـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
    وانَّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ
    وَيصْـدأُ .. ثمّ يندَثِـرُ
    ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْـرٌ
    لـدى الدُّنيـا ولا خَـبَرُ !
    * وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنتَظِـرُ ؟
    سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى
    وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا
    وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً
    وفي الميلادِ تُحتضَـرُ !
    - وما الضّـرَرُ ؟
    فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ
    إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا
    وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا
    وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا
    ولكنّي بِصـدْقي
    أنتقي موتاً نقيّـاً
    والذي بالكِذْبِ يحيا
    ميّتٌ أيضَـاً
    ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !
    * وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟
    - إذا أودى بيَ الضّجَـرُ
    ولـمْ أسمَعْ صـدى صـوتي
    ولـمْ ألمَـح صـدى دمعـي
    بِرَعْـدٍ أو بطوفـانِ
    سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي
    وأحشِـدُ كلّ نيرانـي
    وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ
    مِـنَ البارودِ
    في أعمـاقِ وجـداني
    وأصعَـدُ من أساسِ الظُلْمِ للأعلى
    صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى
    وأجعَـلُ كُلّ ما في القلبِ
    يستَعِـرُ
    وأحضُنُـهُ .. وَأَنفَجِـرُ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات 2

    < البيان الأول >

    قلمى وسط دواة الحبر غاص
    ثم غاص
    ثم غاص
    قلمي فى لجة الحبر أختنق
    وطفت جثته هامدة فوق الورق
    روحه في **********د الأحرف ضاعت في المدى
    و دمى في دمه ضاع سدى
    و مضى العمر و لم يأت الخلاص
    آه ياعصر القصاص
    بلطة الجزار لا يذبحها قطر الندى
    لا مناص
    آن لي أن أترك الحبر
    و أن أكتب شعري بالرصاص



    < أحرقي في غُربتي سفني >

    أَلأَنّـني
    أُقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
    وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ
    وتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُ
    فذُبتُ من شجَـني
    ألأَنـني
    أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ
    أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني
    وأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري
    وعَـنْ فَـنَني
    عطّلتِ أحلامـي
    وأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ المِنَنِ ؟!
    ما ساءني أن أقطَـعَ الفلَوَاتِ
    مَحمولاً على كَفَني
    مستوحِشـاً في حومَـةِ الإمـلاقِ والشّجَنِ
    ما ساءنـي لثْمُ الرّدى
    ويسوؤني
    أنْ أشتري شَهْـدَ الحيـاةِ
    بعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِ
    **
    ومِنَ البليّـةِ أنْ أجـودَ بما أُحِـسُّ
    فلا يُحَسُّ بما أجـودْ
    وتظلُّ تنثالُ الحُـدودُ على مُنايَ
    بِلا حـدودْ
    وكأنّني إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديَّ
    على يديكِ يَـدَ القيـودْ
    أوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ !
    ولقَـدْ خَطِبتُ يـدَ الفراقِ
    بِمَهْـرِ صَـبْري، كي أعـودْ
    ثَمِـلاً بنشوةِ صُبحـيَ الآتـي
    فأرخيتِ الأعِنّـةَ : لنْ تعـودْ
    فَطَفـا على صـدري النّشيجُ
    وذابَ في شَفَتي النّشيـدْ !
    **
    أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوعِ
    على بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ :
    أنـا لن أعـودَ
    فأحرقـي في غُربتي سُفُـني
    وارمـي القلـوعَ
    وسمِّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ الزّمَـنِ
    وخُـذي فـؤادي
    إنْ رضيتِ بِقلّـةِ الثّمَـنِ !
    لكـنّ لي وَطَناً
    تعفّـرَ وجهُـهُ بدمِ الرفاقِ
    فضـاعَ في الدُّنيـا
    وضيّعني
    وفـؤادَ أُمٍّ مُثقلاً بالهـمِّ والحُـزُنِ
    كانتْ توَدِّعُـني
    وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا
    فيخذلُني .
    ويشدُّني
    ويشدُّني
    ويشدُّني
    لكنَّ موتي في البقـاءِ
    وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني
    **
    أَنَا يا حبيبـةُ
    ريشـةٌ في عاصِفِ المِحَـنِ
    أهفـو إلى وَطَـني
    وتردُّني عيناكِ .. يا وَطني
    فأحـارُ بينكُما
    أَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إلى عَـدَنِ ؟
    كمْ أشتهي ، حينَ الرحيلِ
    غـداةَ تحملُني
    ريحُ البكـورِ إلى هُناكَ
    فأرتَـدي بَـدَني
    أنْ تُصبِحـي وطَنـاً لقلبي
    داخِـلَ الوَطَـنِ !

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات 1

    < أنحناء السنبلة >

    أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ
    خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابلهْ
    خُطاكُـم على جُثّتي نازلـهْ
    وصَمـتي سَخــاءْ
    لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقـاءْ
    وأنَّ الخُطى زائلـهْ.
    ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَـدري الهَـواءْ
    سَـلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلهْ !
    **
    سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ
    أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلهْ
    إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ
    فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!
    **
    أجلً إنّني أنحني
    فاشهدوا ذُلّتي الباسِلَهْ
    فلا تنحني الشَّمسُ
    إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
    ولا تنحني السُنبلَهْ
    إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
    ولكنّها سـاعَةَ الإنحنـاءْ
    تُواري بُذورَ البَقاءْ
    فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
    ثورةً .. مُقْبِلَـهْ!
    **
    أجَلْ.. إنّني أنحني
    تحتَ سَيفِ العَناءْ
    ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلـهْ
    وَذُلُّ انحنائـي هوَ الكِبرياءْ
    لأني أُبالِغُ في الإنحنـاءْ
    لِكَي أزرَعَ القُنبُلَـهْ!

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات 1

    < سَـواسِيَهْ >

    (1)
    سَـواسِيَهْ
    نَحـنُ كأسنانِ كِـلابِ الباديـهْ
    يصْفَعُنا النِّباحُ في الذِّهابِ والإيابْ
    يصفَعُنا التُرابْ
    رؤوسُنا في كُلِّ حَرْبٍ باديَهْ
    والزَّهـوُ للأذْنابْ
    وبَعْضُنا يَسحَقُ رأسَ بعْضِنا
    كي تَسْمَـنَ الكِلابْ!
    (2)
    سَواسِيَـهْ
    نحنُ جُيـوبُ الدّالِيَـهْ
    يُديرُنا ثَـورٌ زوى عَينيـهِ خَلفَ الأغطيَهْ
    يسيرُ في استقامـَةٍ مُلتويهْ
    ونحْـنُ في مَسيرِهِ
    نَغـرقُ كُلَّ لَحظَـةٍ
    في السّاقيَـهْ
    **
    يَدورُ تحتَ ظِلّةِ العريشْ
    وظِلُّنا خُيوطُ شَمسٍ حاميـهْ
    ويأكُلُ الحَشيشْ
    ونحْـنُ في دورَتِـهِ
    نسقُطُ جائِعينَ .. كي يعيشْ!
    (3)
    نحْـنُ قطيعُ الماشيَـهْ
    تسعى بِنـا أظلافُنـا لِمَوْضِـعِ الحُتوفْ
    على حِـداءِ "الرّاعيــهْ"
    وأَفحَـلُ القادَةِ في قَطيعِنا
    .. خَـروفْ !
    (4)
    نَحـنُ المصابيحُ بِبَيتِ الغانيَـهْ
    رؤوسُنا مَشدودَةٌ في عُقَدِ المشانِقْ
    صُـدورُنا تلهو بها الحَرائِـقْ
    عيونُنـا تغْسِـلُ بالدُّمـوعِ كلَّ زاويَـهْ
    لكنَهـا تُطْفأُ كُلَّ لَيلَـةٍ
    عِنـدَ ارتكابِ المَعصِيَـهْ !
    (5)
    نَحنُ لِمَـنْ؟
    وَنحْـنُ مَـنْ؟
    زَمانُنـا يَلْهَثُ خارجَ الزّمَـنْ
    لا فَـرقَ بينَ جُثّـةٍ عاريَـةٍ
    وجُثّـةٍ مُكْتَسيَهْ.
    سَـواسِيَهْ
    موتى بِنعْشٍ واسِعٍ .. يُدعى الوَطَـنْ
    أسْمى سَمائِهِ كَفَـنْ.
    بَكَتْ علينا الباكِيَـهْ
    وَنَـامَ فوقَنا العَفَـنْ !

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات 1

    < أعترافات كذّاب >

    بِملءِ رغبتي أنا
    ودونَمـا إرهابْ
    أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّأبْ!
    وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمـهْ
    أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمـهْ
    وأَدّعي أنّي على صَـوابْ
    وها أنا أبرأُ من ضلالتي
    قولوا معي: إغْفـرْ وَتُبْ
    يا ربُّ يا توّابْ.
    **
    قُلتُ لكُم: إنَّ فَمْي
    في أحرُفي مُذابْ
    لأنَّ كُلَّ كِلْمَةٍ مدفوعَـةُ الحسابْ
    لدى الجِهاتِ الحاكِمـهْ.
    أستَغْفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
    فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّ الأنظِمـهْ
    بما أقولُ مغْرَمـهْ
    وأنّها قدْ قبّلتني في فَمي
    فقَطَّعتْ لي شَفَتي
    مِن شِدةِ الإعجابْ!
    **
    أوْهَمْتُكـمْ بأنَّ بعضَ الأنظِمـهْ
    غربيّـةٌ.. لكنّها مُترجَمـهْ
    وأنّها لأَتفَهِ الأسبابْ
    تأتي على دَبّابَةٍ مُطَهّمَـهْ
    فَتنْـشرُ الخَرابْ
    وتجعَلُ الأنـامَ كالدّوابْ
    وتضرِبُ الحِصارَ حولَ الكَلِمـهْ.
    أستَغفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
    فَكُلُّها أنظِمَـةٌ شرْعيّةٌ
    جـاءَ بهـا انتِخَابْ
    وكُلُّها مؤمِنَـةٌ تَحكُمُ بالكتابْ
    وكُلُّها تستنكِرُ الإرهـابْ
    وكُلّها تحترِمُ الرّأيَ
    وليستْ ظالمَهْ
    وكُلّهـا
    معَ الشعوبِ دائمـاً مُنسَجِمـهْ!
    **
    قُلتُ لكُمْ: إنَّ الشّعوبَ المُسلِمهْ
    رغمَ غِنـاها .. مُعْدمَـهْ
    وإنّها بصـوتِها مُكمّـمَهْ
    وإنّهـا تسْجُـدُ للأنصـابْ
    وإنَّ مَنْ يسرِقُها يملِكُ مبنى المَحكَمهْ
    ويملِكُ القُضـاةَ والحُجّـابْ.
    أستغفرُ اللّهَ .. فما أكذَبَني!
    فهاهيَ الأحزابْ
    تبكي لدى أصنامها المُحَطّمـهْ
    وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ
    على يَهودِ الدّونِمَـهْ
    وهاهوَ الصِّدّيقُُ يمشي زاهِـداً
    مُقصّـرَ الثيابْ
    وهاهوَ الدِّينُ ِلفَرْطِ يُسْـرِهِ
    قَـدْ احتـوى مُسيلَمـهْ
    فعـادَ بالفتحِ .. بلا مُقاوَمـهْ
    مِن مكّـةَ المُكرّمَـهْ!
    **
    يا ناسُ لا تُصدّقـوا
    فإنّني كذَابْ!

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    من ديوان لافتات


    أحبك

    يا وَطَـني
    ضِقْتَ على ملامحـي
    فَصِـرتَ في قلـبي.
    وكُنتَ لي عُقـوبةً
    وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
    لَعَنْـتني ..
    واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغـةِ السّـبِّ!
    ضَـربتَني
    وكُنتَ أنتَ ضاربـي ..وموضِعَ الضّـربِ!
    طَردْتَـني
    فكُنتَ أنتَ خطوَتي وَكُنتَ لي دَرْبـي !
    وعنـدما صَلَبتَني
    أصبَحـتُ في حُـبّي
    مُعْجِــزَةً
    حينَ هَـوى قلْـبي .. فِـدى قلبي!
    يا قاتلـي
    سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي.
    يا قاتلـي
    كفاكَ أنْ تقتُلَـني
    مِنْ شِـدَّةِ الحُـبِّ !

 

 
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©