النضال من أجل قضية الوطن، عنوان براق قد يختبئ خلفه الكثيرون ممن يسعون لفرصه، أجل فرصه تكون السبب في إشباع أطماعهم التي سيطرت عليها غريزة الشهرة وحب الامتلاك والأضواء التي يريدونها مسلطة عليهم باستمرار.

بكل بساطة فالتنسيق الذي يدور الآن في الكواليس بين كل من طارق الخولي وعمرو عز - السابق انشقاقهما عن حركة شباب 6 ابريل والذين تم فصلهما مؤخرا من الجبهة الديمقراطية- وبين "وصيف المخلوع"، ما هو إلا لعبة جديدة ومحاولة للنجاة من الغرق والتلاشي عن طريق السطو علي اسم "حركة شباب 6 ابريل" والإدعاء بتأسيس حزب يحمل نفس الاسم، فالأشخاص نفسهم قد سقطوا سقوطا نهائيا بعد أن سقطت أقنعتهم وأدرك كل من حولهم نواياهم وأدرك خداعهم.

ووصيف المخلوع ليست شخصية وهمية إنما هي شخصية حقيقية لديها تاريخ قد يلتبس علي البعض تفسيره، قد يتمكن من خداع البعض، لكن في النهاية فالفضائح لا تعرف الاختباء، فما بين علاقات مشبوهة مع السفارة الأمريكية وبين اتصالات أخري بفلول النظام وعلاقات لا نعرف لها تفسيرا قد يبرر هذه العلاقات التي تضع عار السنين فوق الرؤوس، وما بين أموال لا يعرف لها مصدر، ومن قبل تدمير حزب سياسي ناشئ بعد السطو علي اسمه وانتحال شخصية رئيسه دون وجه حق، ووصولا إلي الانفصال الذي يؤكد مقولة "أن الزيت لا يختلط بالماء" حتى وان بقيا معا في قارورة واحدة العديد من السنوات، فماذا بعد؟ وإلي أين تسير بكم الأطماع؟


كل ذلك يجعلني أعيد التفكير فيما نسب إليه من اتهامات سابقة بخصوص واقعة التزوير الشهيرة، فمن يأتي بأعمال لا مبدأ فيها الآن، لا يمكننا أن نؤكد لأنفسنا أننا حين دافعنا عنه، ودفعنا بـ "تلفيق" تهمة التزوير له من قبل نظام المخلوع، بأننا كنا علي حق، للأسف الآن لا نعرف سوي أن نفس المدان السابق بتهمة التزوير يحاول الآن أن يزور التاريخ ويحصل علي اسم ليس من حقه بدعمه اثنين قد سبق فصلهما من أي كيان يحمل أسم "6 ابريل" أو يحمل جزءا من هذا الاسم.

فلماذا يظن البعض أنه بدعمهم لمن يقومون بالسطو علي اسم "حركة شباب 6 ابريل" قد يتحصلون من وراءه علي مكاسب تخدم أهدافهم المريضة، نعم أهدافهم المريضة، ألا يعلم أن ما كتبه التاريخ لا يمكن تزييفه؟ ألا يعلم أن حركة شباب 6 ابريل ليست مجرد أسم؟ إنها "روح" تسري بأجساد لديها من المبادئ ما يصون هذا الاسم ويحفظه إلي الأبد، حتى إن تكللت محاولات السطو هذه بالنجاح، وتمكن بعض المدعين من الحصول علي توكيلات بطريقة أو بآخري بهدف تأسيس حزب يحمل اسم شباب 6 ابريل، فهل يظنون أن انعدام المبادئ، والسطو علي انجازات الغير، والتاريخ غير المشرف من الكذب والخداع، يمكنه أن يكتب لهم النجاح؟ أشك في ذلك، فالنهاية معروفة.

أيها السادة "حركة شباب 6 ابريل" ليست سلعة للبيع، وليست معروضة لمن يدفع الثمن، لقد أصبحت ملكا للشعب المصري بأكمله وأصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخه الذي شاركت في صنعه في الخامس والعشرين من يناير، إنهم ثوار مصر الذين حركوا المياه الراكدة، فلا تعبثوا معهم ولا تثيروا غضبهم، فإن خلقهم ما يمنعهم عن رد السوء بالسوء.

هاني الفرماوي
[email protected]