ان اسلام عظماء العالم و اكابرته و بطارقته و فلاسفته و مبدعيه و طلاسنته و ملوكه ما هو الا شاره تشيد بعظموت الاسلام دينا و بقوته و صموده عقيدتا و قدره هذا الدين العظيم على مسايره كل العصور و بانه دينا عالميا صالحا بقرانه و سنته و قوانينه لكل زمان و مكان دينا خالدا يتغير العالم باجنعه من حوله و هو صالحا ثابتا على مبادئه لا يتغير و لا يعتريه النقص او الخطا لا يرومه مقاومته لكل ما يعترضه من مناوشات و مشاكسات و معارضات بل و تحدى الاسلام العظيم كل من يحاول النيل منه او وصفه بما ليس فيه من اوصاف بدافع الحقد و الكراهيه بل ازال هذا الدين القوى صم صلاديد الجبال الرواسى التى كانت فى قلوب الغرب و المستشرقين الذين ما اشاروا على الاسلام الحنيف باصبع الاتهام حتى بتر و قطع الدين منهم الابهام و حولهم الى خدام يدينون بالاسلام ان هذا الدين العظيم تحدى فلاسفه الغرب الملحد حينما حاولوا طمس صوره الانسان و تحويله الى قرد او حيوان شرس لا هم له الا الشهوة و الاستمتاع و الاستهلاك لا يفكر فيما خلق له من معنويات و لا يصعد لما اعد له من روحانيات بل و اجاب الاسلام الحنيف على سؤال متكرر حاول المستشرقين المغرضين طرحه امام الاعين زاعمين ان الاسلام انتشر بالسيف و القتل و الجبر و ذاع بالقهر فاجاب الاسلام عليهم اجابت العاقل الدؤب بانهم لم يفهموا او تناسوا ان الذى ينتشر بالسيف لا يستعمر او ان الذى يذاع بالقهر لا يدوم و لكن الحقيقه ان الاسلام انتشر بذاته و انتصر بمبادئه و ذاع باخلاقه و قوة اقناعه و قناعه حججه و براهينه و الا فاى قوة فى عصرنا الحاضر الذى تفجرت فيه الثورات من اجل الحريات اى قوة فى هذا العصر الحاضر تجبر مفكرين عالميين على ترك معتقداتهم و الاتجاه نحو الاسلام يعتنقونه فى حريه و فرح و استبشار و اقتناع ففى حياة كل انسان نقطة تحول يتجه بعدها لتجاها جديدا لا علاقة له بماضيه و قد تكون احيانا نقطه التحول هذه حاسمه فى حياه الانسان و انقاذه و خلاصه و ليس امتع من ابراز نقطه التحول هذه على العديد من المستويات و الشخصيات العالميه فقد يتحول الانسان من عمل الى عمل او من الحياه فى بلده الى اختيار بلد اخر يعيش فى ظله و قد يتحول من حب الى حب او من حياه الى حياه و لعل قمة هذه التحولات جميعا هو التحول الى اعتناق الاسلام و هذا التحول هو قمة التحولات لان صاحبه استطاع ان يصعد الى اعلى قمة فى الوجود كله الذى من اجله خلق الله تعالى العالم كله بل و الانسان نفسه و جعله خليفة له فى ارضه فلقد خلق الله الانسان لذاته و خلق كل ما فى الكون لاجل الانسان و جعل لذالك قانون عادلا يحكم التوازن بينهما هو العباده لله واحده و تنزيه الله تعالى عن رق الاغيار مقابل خضوع كل ما فى الوجود لذالك الانسان لخدمته و معاشه ليتمكن الانسان من عبادة الله حق عبادته قال تعالى ( الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بامره و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون و سخر لكم ما فى السماوات و ما فى الارض جميعا منه ان فى ذالك لايات لقوم يتفكرون ) و لكن تحول الانسان من عقيدته الى عقيده اخرى ليس امرا سهلا لان العقيده هى اهم شىء فى حياه الفرد بل و المجتمع بأسره و هو مرتبط بها ارتباطا وثيقا قد يضحى الانسان بحياته من اجل عقيدته و قد يكون ما يعتقده الانسان باطلا و لكنه مع ذالك يدافع عنه حتى الموت و كم خاض الكفار حروبا عده داميه هلك فيها اقواما غابره فى سبيل معتقداتهم الباطله حتى رأينا رجلا كابى سفيان و هو من عظماء قريش المبجلين و اصحاب الراى فيهم يقول فى غزوة أحد و قد ظن المشركين انهم انتصروا يقول (اعل هبل ) ان الباطل له غشاوة تحجب نور الحق و تطمس بصيره القلب فلا يرى صاحبه الا ما يزينه له الشيطان من ضلال و ما يزيفه له رفاقه من بهتان و من اجل ذالك كانت الهدايه التى تحول الانسان من معتقد الى معتقد او من دين الى دين بيد الله وحده لا شريك له (من يهدى الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) و كم من العظماء فى العالم هداهم الله فاصبحوا يقبلون على الاسلام فى حماس و شوق و يؤثرونه على ما كانوا يعتنقونه قبله و من الذين كان لاسلامهم ضاحيه نور لامثالهم المهاتما غاندى الزعيم الهندى الذى استطاع ان يقهر الاستعمار الانجليزى فى الهند بزهده و هدوئه و مسالمته و اخلاصه لوطنه لقد استطاع ان ينتزع اعجاب العالم كله فضلا عن ملايين شعبه و كان له ابن اسمه هيرالال كان يدين بالبراهميه عقيده الهندوس الشائعه فى الهند و هى قائمه فى مبادئها على تعدد الالهه و احتقار غيرهم مما لا يدينون بديانتهم و كان هيرالال يشتغل بالمحاماه و بحكم عمله استطاع ان تقع عينيه على كثير من المظالم الاجتماعيه و الطبقيه التى يعانى منها الشعب الهندى و كانت هذه الفوارق و المظالم تقرها ديانتهم فنظر هيرالال الى مجتمع المسلمين فى الهند فلم يجد بينهم هذا الظلم و لا الفوارق الطبقيه التى تعانى منها ديانته الهندوسيه فأقبل على دراسه الاسلام دراسه تامل و عنايه فما لبث ان كشف الله عن قلبه الحجاب الذى يغلف به قلوب اهل الزيغ و الضلال فادرك ان الاسلام هو الدين الحق و من هنا بدا هيرالال يشق طريقه بخطا ثابته نحو الاسلام فاعلن اسلامه فى جرأه منقطعه النظير امام حشد كبير من المسلمين فى الجامع الكبير فى بومباى صعد عبدالله هيرالال غاندى بعد اسلامه الى المنبر و القى خطبه عريضه فقال ( كلكم يعلم انى هيرالال بن الزعيم الوثنى غاندى فانا أعلن على رءوس الاشهاد و فى وسط هذا الجمع العظيم بانى قد عشقت الاسلام و احببت القران و امنت بالله وحده و بالرسول محمد الاطهر بهذا اعلنت و بها ساحيا و اموت ) لقد تضمنت هذه الكلمات عقيده المسلم الكامله و هكذا زالت الغشاوة عن عين هذا المفكر الهندى الكبير و كذالك ( ليبولد فايس ) العالم النمساوى حينما اسلم و اختار لنفسه اسم ( محمد اسد ) و كان ليبولد فايس ينتمى لاسره يهوديه تعيش فى النمسا فى مدينه ليفو التى اصبحت تابعه لبولندا و اشتغل بالصحافه و جاء الى الشرق الاوسط بحكم عمله و احتك بالمسلمين و اعجب بهم فاقبل على الدين الاسلام يدرسه و يبحث فيه و اقتنع بعد دراسته بقيمه هذا الدين العظيم فاسلم و اختار لنفسه اسم محمد تيمنا بالنبى الكريم و قام برحلات كثيره فى ربوع العالم الاسلامى زادته يقينا و تمسكا بعقيدته الجديده و كذالك ( مارمادوك ) ابن القسيس البريطانى المشهور ( تشارلز بكتال ) يتحول بعد اسلامه الى شعله نشاط و يقوم بجهد عظيم فى ترجمه معانى كلمات القران الكريم الى الانجليزيه و اقبل على القران تتشربه روحه و يعيه قلبه و اسمى نفسه محمدا بعد اعلان اسلامه و كذالك ( ابراهيم بولات ) ذالك الحاخام و الحبر اليهودى الذى عاش فى مدينه مرجلان فى ولايه اوزبكستان احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتى سابقا هذا الحاخام الذى اعلن اسلامه بعد دراسه مستفيضه عن الاسلام و قراءه واعيه له تبين فيها ان الشريعه الاسلاميه تقدم صوره واضحه لا لبس فيها و لا غموض للخالق المتعالى و تنزه عن الشبه بغيره سبحانه و توقر و تحترم كل ما سبقها من الرسالات السماويه المنزله و تحترم و تبجل الانبياء و الرسل جميعا فتقدم بخطا ثابته نحو الاسلام و تحول بعد ان اعلن اسلاميه الى داعيه اسلامى و ترك ابراهيم عمله فى المصنه الذى كان يعمل فيه و التحق بمسجد ليقوم بمهمة الاذان فيه و امامه المصلين و تحفيظ الشباب القران الكريم و هكذا اصبح لكل من اسلم من هؤلاء العظماء و غيرهم مركز اشعاع للدعوة الى الاسلام ليكون الدين كله لله و يزيد الانسان المسلم تمسكا و حبا و عشقا لدينه و معرفه و ثقه و حمدا لله تعالى نعمه الاسلام التى لا يساويه نعمه فكفى للمسلم فخرا بدينه و كفا له العزة برسوله و الله اسئل ان يجعلنا من ارباب دعاته و من المخلصين فى عبادته و المطبقين لشريعته
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)