وصل اللورد نظير أحمد، العضو المسلم بمجلس اللوردات البريطاني عن حزب العمال، إلى العاصمة السودانية الخرطوم في مسعى لإطلاق سراح المدرسة البريطانية جيليان جيبونز الصادر بحقها حكم بالسجن 15 يوما وترحيلها من البلاد بسبب إدانتها بتهمة الإساءة إلى الإسلام.

وقد سجنت جيبونز، البالغة من العمر 54 عاما، بعد أن وجدتها المحكمة "مذنبة" بسماحها لتلاميذها بإطلاق اسم "محمد" على دب دمية. ومن المتوقع أن يلتقي اللورد أحمد خلال هذه الزيارة بكل من الرئيس السوداني عمر حسن البشير ووزير العدل في حكومته.


مخرج للأزمـــة
وقال مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، فرانك جاردنر، إن هذا اللقاء قد يوفر سبيلا للخروج من الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين لندن والخرطوم بسبب قضية جيبونز.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها بحثت مع اللورد أحمد موضوع زيارته للخرطوم، لكنها أكدت أنها زيارة خاصة. وترافق اللورد أحمد في هذه الزيارة الليدي سعيدة وارسي، الوزيرة المسلمة في حكومة الظل المعارضة (من حزب المحافظين).

وكان اللورد أحمد قد أجرى مفاوضات خاصة مع المسؤولين السودانيين خلال الأسبوع، وذلك في مبادرة منفصلة عن جهود الحكومة الرامية لحل أزمة المدرسة البريطانية.
وقالت مصادر مكتب اللورد أحمد لـ بي بي سي: "بلغنا أن السلطات السودانية ستتعاون في هذه القضية". وقال مراسلنا إنه من المتوقع أن يلتقي الوفد بالرئيس السوداني ويعود إلى بريطانيا الاثنين، "ونأمل بصحبة جيبونز".

قـــوة استعمــارية
وتابع جاردنر قائلا "يعتقد المحللون إنه يناسب الحكومة السودانية ان تظهر الرحمة في تسليمها إلى وفد مسلم بدلا من الظهور وكأنها ترضخ للقوة الاستعمارية السابقة في السودان: بريطانيا". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن وفدا من القنصلية البريطانية في الخرطوم قام بزيارة جيبونز مجددا، وهي بحالة طيبة.

وأجرى رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اتصالا للمرة الثانية مع أسرة جيبونز.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني دفيد مليباند عن قلق بريطانيا العميق لاعتقالها.
وقال إنه لا توجد خطط لمطالبة البريطانيين الذين يعيشون ويعملون في السودان بالمغادرة إلا أنه طلب إلى الطاقم الدبلوماسي بمراقبة الموقف "عن كثب".

مظــاهرات
وكان المئات من السودانيين قد خرجوا في العاصمة الخرطوم بعد صلاة الجمعة في مظاهرات تشجب إصدار "حكم مخفف" على جيبونز. وتجمع المتظاهرون في ميدان الشهداء أمام القصر الجمهوري وكان الكثيرون منهم يحملون الأسلحة البيضاء، وكان بعضهم يهتف: "العار للحكومة البريطانية، أعدموها، اقتلوها".

وقد انتشر المئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب في المكان، ولكنهم لم يفرقوا المتظاهرين. وبرأت المحكمة السودانية التي أصدرت الحكم جيبونز من تهمتين، وهما الحث على الكراهية واحتقار المعتقدات الدينية. وكانت ستواجه في حال ادانتها عقوبة أربعين جلدة والسجن لفترة أطول أو دفع غرامة مالية كبيرة.

استئنــاف الحكــم
ومن جانبه قال محامي جيبنز إنه سيستأنف الحكم الصادر بحقها. وأُثيرت القضية عندما اشتكت أسر عدد من طلاب المدرسة لدى السلطات السودانية على ما قامت به المدرسة، مما حدا بالسلطات الى اعتقالها. وفي رد فعله على هذه التطورات، عبر مجلس مسلمي بريطانيا عن انزعاجه، وطالب باطلاق سراح جيبونز على الفور.

وقال الأمين العام للمجلس، محمد عبد الباري، "إن هذا القرار مشين وينافي المنطق لأنه من الواضح أن المدرسة البريطانية لم تتعمد إهانة العقيدة الاسلامية". وطالب عبد الباري الرئيس السوداني بالتدخل لإطلاق سراح جيبونز.