أوباما يستعين بالإنترنت لنقل سلطته للبيت الأبيض



لجأ الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما إلى شبكة الإنترنت عبر موقع إلكتروني أسماه change.gov يتضمن دليلاً لعملية الانتقال إلى البيت الأبيض.



ويتضمن الموقع اقتراحات من المواطنين الأمريكيين تتعلق برؤيتهم للولايات المتحدة، ويمكن من خلال الموقع التقدم بطلبات عمل مع الإدارة الجديدة.

وقد أدرجت الإدارة الجديدة على الموقع 13 قضية تعتبرها الأكثر إلحاحًا، والتي ستواجه الرئيس المنتخب قريبًا، كما أدرج مكتب المحاسبة التابع للحكومة الأمريكية عرضًا للمؤسسات المالية والأسواق، وكذلك النزاع في العراق وأفغانستان ضمن القضايا الشديدة الإلحاح.

وينظر البعض إنشاء هذا الموقع على أنه خطوة في سبيل جعل عملية الحكم شفافة كما وعد أوباما.


وستقوم مدونة خاصة بتوثيق عملية الانتقال وكذلك عرض السير الذاتية للشخصيات التي سوف يستخدمها أوباما في إدارته.

وسوف يقبل الموقع أيضًا طلبات التحاق بالعمل مع الإدارة الجديدة، ولا يعطي الموقع تفاصيل حول الوظائف الشاغرة، ولكن ذكر في الموقع أن بعض تلك الوظائف سيتطلب موافقة مجلس الشيوخ، مما يعني أنها وظائف حساسة.

وطلب الموقع من المواطنين الكتابة حول ما عنته حملة أوباما بالنسبة لهم، وكذلك حول ما يرغبون في حدوثه في أمريكا.



وليس باراك أوباما وحده من يستخدم الشبكة لإيصال رسالته، فقد تمكن المرشحان الطامحان لتمثيل ولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ الأميركي، جيم جيلمور "58 سنة"، ومارك وورنر "53 سنة"، من نقل حملتهما الانتخابية إلى موقعي "فيسبوك" و "مايسبيس"، وذلك ضمن توجه كثير من المرشحين إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من استراتيجية حملاتهم الانتخابية.



وعن هذا يقول جيسي مالوري، المسئول عن الاتصالات الميدانية في حملة جيلمور: "الأمر أخذ هذه الأدوات واستخدامها لمنح الناخب طريقة للتواصل مع الحملة.. وكثيرٌ مما نفعله لا يتعدى اعتماد النواحي التقليدية في الحملة الانتخابية وتكييفها لتناسب عصرنا".

ويتضمن موقع حملة المرشح وورنر على الإنترنت ربطة وصل بصفحته على فيسبوك، وببث أنبائه وتحديثها على موقع تويتر "تويتر فيد"، حيث يمكن لناخبيه الاشتراك للحصول على تحديثات قصيرة فورية "تدعى تويت" حول مكان تواجده.

وتضمنت رسائل التويت الحديثة نبأ "أتوجه الآن إلى مؤتمر فيدلير في جالاكس" ونبأ "موجود الآن في مطعم لين العائلي في ماثيوز".

وسلك المرشح جيلمور نفس مسلك وورنر وقام بنشر لمحات موجزة عن سيرته على موقع "فيسبوك" وموقع "مايسبيس"، ويتضمن موقع حملته "موارد لأصحاب المدونات" يمكن للناخبين فيها نقل خلفية لشاشة أجهزة الحاسوب من موقعه إلى أجهزتهم تتضمن شعاره أو عمود استعراض ينقل أنباء نشاطاته.

ولا يقتصر تعامل حملات المرشحين مع شبكة الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه نمى إلى التعامل مع البلوجرز "أصحاب المدونات" وصحافيي الإنترنت بجدية لا تقل عن جدية تعاملها مع الصحافيين التقليديين العاملين في الصحف الرئيسة.



وتقول آنا جامونال مديرة الاتصالات في حملة جيلمور: "أصبح كل من موقعي مايسبيس ويوتيوب مصدر أخبار حملات انتخابية تستهدف الناخبين الشباب".


وازداد إقبال الناخبين الشباب على الانتخاب هذا العام بحيث أصبح ثلاثة أضعاف أو حتى أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 2007 في كثير من الولايات الرئيسة.



وشارك أكثر من 5.6 مليون ناخب شاب في الانتخابات التمهيدية والاجتماعات الانتخابية الحزبية هذا العام، أي بزيادة بلغت نسبتها 103% مقارنة بعام 2004.



والدخول إلى الانترنت ليس ظاهرة جديدة على الإطلاق في الولايات المتحدة؛ فابتداءً من منتصف التسعينيات، حاز الملايين من الأميركيين على فرص الوصول إلى شبكة الإنترنت، والمهارات التكنولوجية المرافقة، في البيت، والعمل، والمدرسة.



ووفقاً لتقرير أصدره في يونيو 2007 مشروع "بيو إنترنت وأميركان لايف"، فإن 71% من جميع الأميركيين البالغين أصبحوا يملكون إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت من داخل بيوتهم، بينما أصبح حوالي 50 % من البالغين لديهم إمكانية الولوج السريع إلى شبكة الإنترنت