وبشر الصابرين ---- اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين --- جزيت عنا خيرا يا ابا سيف الدين
الرضا بما اراده الله للانسان هو اعلى من الصبر على الوقوع فى الشدائد بدرجه لان القانون يقول ان من رضى صبر و ليس من صبر رضى لذالك من رضى بما اراده الله له رضى الله عنه فان رضا العبد عن ربه اكبر من سائر الطاعات قال تعالى ( و رضوان من الله اكبر ) و ايضا سئل النبى طائفه من الصحابه من انتم قالوا مؤمنون قال و ما علامة ايمانكم قالوا نصبر على البلاء و نشكر على الرخاء و نرضى بمواقع القضاء فقال النبى انتم مؤمنون و رب الكعبه ان الرضا بما عند الله يرفع للعبد درجاته فى الدنيا و الاخره و يكون بذالك من المقربين الى الله تعالى و يصبح العبد بالرضا من الذين يحبهم الله و يصطفيهم قال النبى ( اذا احب الله عبدا ابتلاه فان صبر اجتباه فان رضى اصطفاه ) و بما ان الرضا له درجات كبيره و ثوابات عظيمه و اجور جمه كان الرضا غايه الانبياء و مطلب الاصفياء و منتهى العبادات و اعلى القربات قال موسى عليه السلام يارب دلنى على امر فيه رضاك حتى افعله فاوحى الله تعالى اليه رضائى فى رضائك بقضائى و قال سفيان الثورى رضى الله عنه و هو جالس امام السيده رابعه العدويه اللهم ارضا عنى فقال رابعه اما تستحى من الله ان تساله الرضا عنك و انت غير راضى عنه فقال و متى يكون العبد راضيا عن الله قالت اذا كان سروره بالمصيبه مثل سروره بالنعمه
اذا ما رماك الدهر يوما بنكبة *** فهيأ له صبرا و أوسع له صدرا
فان تصاريف الزمان عجيبة *** فيوما ترى عسرا و يوما ترى يسرا
فالرضا بما عند الله ثوابه جزيل و اجره كثير لان الرضا له باب مفتوح الى الثناء الحسن من الله على العبد و الثناء له باب مفتوح الى العطاء فى اكرام العبد و العطاء له باب مفتوح الى الجزاء للعبد و الجزاء له باب مفتوح الى البقاء على دوام محبه الله للعبد الراضى و البقاء له باب مفتوح الى اللقاء يوم يلاقى العبد الراضى ربه فيقول الله تعالى لهذا العبد الراضى فى يوم التلاقى ( وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره ) فيفرح العبد الراضى عند لقاء ربه لانه نال شرف النظر الى وجهه تعالى و من نال شرف النظر بالرضا استراحت نفسه بما سيلقاه من اكرام الله له تعالى بالجنه فترتسم على وجه العبد الراضى يومئذ علامات الرضا للاستبشار بالنعيم ( وجوه يومئذ ناعمه ضاحكة مستبشره ) فيعرف يومئذ الراضين عن الله الصابرين على بلواه بوجههم النضره ( تعرف فى وجوههم نضرة نعيم ) فيلاقون رضا الله تعالى عنهم و النعيم المقيم ( يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ) فالرضا عن الله و تحمل الشدائد و الصبر على المكاره و احتمال البلاء هو اعظم العبادات و رضا الله عن العبد الراضى هو اكبر من كل شىء و ذالك يكفى ( و فى ذالك فاليتنافس المتنافسون )
وبشر الصابرين ---- اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين --- جزيت عنا خيرا يا ابا سيف الدين
حب النبى وهذا القدر يكفينىالبحث على جميع مواضيع العضو محمد مطاوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)