ضحت الاقدار حينما فشل الشطار
من الاختبارات الصعبه التى اختبر الله تعالى به عباده المخلصين و من المعضلات التى الجمت افواه الملحدين بلجام من غسلين و من العقبات التى ما جحد بها المنافقين الا و يسب من فوق رؤوسهم الحميم فهى كؤود يصهر به ما فى بطونهم و الجلود انها القضيه التى ظلت و ما زالت تحت ميكروسكوب العلماء العاملين الذين اطمئنت قلوبهم بمراد رب العالمين انه الخطب الجسيم و الامر العظيم القضاء و القدر الذى اراده الله تعالى فى قديم سرمديته فامر به القلم فكتب فى اللوح المحفوظ قضاء و قدر ما كان و ما يكون و ما هو كائن قبل ان يكون كائن منذ بدء الخليقه الى قيام الساعه و لذالك فكل ما يجرى فى العالم من حركه و سكون و خير و شر و نفع و ضر و ايمان و كفر و طاعه و معصيه كل ذالك واقع على حسب قضاء الله و قدره و ارادته و مشيئته فلا طائر يطير بجناحيه و لا حيوان يدب برجليه و لا تسقط و رقه و لا تطير بعوضه و لا تقع حبة فى ظلمات البر و البحر او فى صخره كل ذالك لا يجرى الا و قد سبق علمه تعالى به و قضا به و قدره كل ذالك مسطور فى كتاب و كل مراد الله من خلقه كائن لا محاله و ما قدر الله تعالى وصوله اليك بعد الطلب فهو لا يصل اليك الا بعد الطلب فان تعسر شىء فبتقديره و ان اتفق شىء فبتيسيره فاذا ايقن الانسان بذالك لابد عليه ان يقر و يعترف به فهو من اصول الايمان و اقوى عرى الاسلام فعن عمر بن الخطاب قال ( بينما نحن جلوس عند رسول الله فى المسجد اذ دخل علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر يرى عليه اثر السفر و لا يعرفه احد منا فاجلس ركبتيه الى ركبتى رسول الله و وضع يديه على فخذيه ... و الحديث مشهور ......... فقال اخبرنى ما الايمان فقال ان تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسوله و القضاء و القدر خيره و شره حلوه و مره ) فاذا ارتاح قلب المؤمن و سكنت سريرته بما قضاه الله و قدره له اطمئنت نفسه بان ما عند الله لا يفوته و لا يخطئه و لابد من حصوله عليه و بذالك يكون الانسان اخذ باسباب الوصول الى كمال الايمان و لكن ما هو القضاء و القدر ؟
القضاء هو :- ما حكم الله به تعالى من امور خلقه و اوجده فى الواقع .
القدر هو :- ما قدره الله تعالى من امور خلقه فى علمه .
وبذالك يكون الايمان بقضاء الله و قدره معناه الايمان بعلم الله الازلى و مشيئته تعالى النافذه و قدرته الشامله .
و لابد من الايمان ايضا بمراتبه فالايمان بالقضاء و القدر له اربع مراتب و هى ( العلم , المشيئه , الكتابه , الايجاد ) .
1- الايمان بالعلم هو :- ان تؤمن بعلم الله تعالى بالاشياء قبل كونها ووقوعها قال تعالى ( و لا حبة فى ظلمات البر و البحر و لا رطب و لا يابس الا بعلمه ) و قال تعالى ( لا يعزب عن ربك من مثقال ذره ) .
2- المشيئه هى :- ان تؤمن ان مشيئه الله شامله كل حركه و سكون و ظاهر و خفى فى السماوات و الارض و لا يقع شىء فى ملكه الا بمشيئته قال تعالى ( و ما تشاءون الا ان يشاء الله ) .
3- الكتابه هى :- ان تؤمن ان الله تعالى قد كتب ما علمه بعلمه القديم فى اللوح المحفوظ ما هو كائن قبل ان يكون قال تعالى ( و كل كبير و صغير مستطر ) و قال تعالى ( ما اصاب من مصيبه فى الارض و لا فى انفسكم الا فى كتاب من قبل ان نبرأها ان ذالك على الله يسيرا ) .
4-الايجاد هو :- ان تؤمن ان الله تعالى واجد كل شىء و خالقه قال تعالى ( الله خالق كل شىء ) .
كما انه لا يجوز لاحد ان يحتج بقدر الله و مشيئته على ما يرتكبه من معصيه او كفر فقد قال تعالى ذلك صريحا قال ( سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا و لا اباؤنا و لا حرمنا من شىء كذالك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا ) كما انه يجب على العبد المؤمن حقا ان ينفذ اوامر الله و ان يجتنب نواهيه فليس المطلوب ان يبحث عن كنه مشيئه الله و علمه فذالك غيب و لا وسيلة اليه و عقولنا محدوده و البحث عن ذالك تكلف لم نؤمر به كما انه يعتبر كل من تبجح بالجحود للقضاء و القدر مرتد خارج عن الدين يستتاب او يقتل فان مشيئة الله قاضيه ماضيه ليس لها دافع و لا راجع ساريه فى نواميس الكون و قوانين الوجود فلا قدرة للعبد على الغاء قضاء الله و قدره و لا رده او الهروب منه و يجب على كل انسان ان يعلم علم اليقين ان الله تعالى لا يظلمه و ان رزقه واصل اليه لا محاله فالعاقل من يستريح بما عند الله و يبذل الجهد و يستفرغ الوسع فى تحصيل رزق الله بالسعى و عدم الكسل و التوانى فى العمل و ينبغى عليه ان يترك الحرص و يسلم امره كله لله لان الحرص على ما ينفع لا يتم الا بمعونته تعالى و توفيقه و بذالك اكون اكمل و اتممت و رضيت رزقنا الله حلاوة الايمان به و حسن التوكل عليه و متعنا بالنظر اليه و كمد اعين اهل الطغيان و نصر اهل الاحسان و السلام
يا مصطفى لقد تعثر لسانى بالكلام فكل ما اقوله هو -وما تشاءون الا ان يشاء الله رب العالمين -بارك الله فيك
حب النبى وهذا القدر يكفينىالبحث على جميع مواضيع العضو محمد مطاوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)