سأمضى وما بالموت عار على الفتى تحياتى
ان الحمد لله أحمده وأستعين به وأستهديه وأستغفره وأصلى وأسلم على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين --وبعد نستكمل بفضل الله تعالى موضوعنا كيف قتل الحسين --فسكت القوم وقال رئيسهم الحر ابن يزيد يحذره ويقول له - لئن قاتلت لتقتلن -فصاح الحسين قائلا -أبالموت تخوفنى -ما أدرى ما أقول لك ولكنى أقول ما قاله أخو الأوس لابن عمر وهو يريد نصرة رسول الله (ص) فخوفه ابن عمر وأنذره أنه لمقتول - فأنشد -سأمضى وما بالموت عار على الفتى---اذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما---وأسى الرجال الصالحين بنفسه---وخالف مثبورا وفارق مجرما---فان عشت لم أندم وان مت لم ألم---كفى بك ذلا أن تعيش وترغما- ثم سرى نبأ قدوم الحسيبن بين أهل الكوفة فهرع اليه نفر قليل منهم يريدون أن يكونوا معه -وقالوا ان الرشوة والمطامع ملكت زمام الناس -وغدا سترى سيوفهم ونبالهم مصوبة اليك -وأخبروه بمصرع رسله فى الكوفه -وطرف الدمع من عينيه وتلا قول الله تعالى (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )اللهم اجعل لنا ولهم الجنة واجمع بيننا وبينهم فى مستقر رحمتك وغائب مدخور ثوابك -ثم قال والأسى يعتصر قلبه -الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم -يحوطونه ما درت به معائشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون -ثم جمع أصحابه وأهل بيته وحمد الله وقال (أما بعد فانى لا أرى أصحابا أوفى ولا أبر ولا أوصل من أهل بيتى -فجزاكم الله عنى خيرا -الا وانى قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا فى حل -وليس عليكم منى ذمام -هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه مركبا وليأخذ كل رجل منكم برجل من أهل بيتى ثم تفرقوا فى البلاد حتى يأذن الله-فان القوم يطلبوننى ولو أصابونى لهوا عن طلب غيرى )فأجابوا فى صوت واحد وقالوا-معاذ الله والشهر الحرام -فماذا نقول للناس اذا رجعنا اليهم -أنقول أننا تركنا سيدنا وابن سيدنا وعمادنا خلفنا يقتلون وجئنا فرحين بالحياة -معاذ الله بل نحيا بحياتك ونموت معك وأقبل الفتى على الأكبر ابن الحسين وقد علم أنهم مخيرون بين الموت أو التسليم -فسأل أباه -ألسنا على الحق -فقال بلى والله الذى يرجع اليه العباد -فقال الفتى يا أبتى والله لا نبالى -ثم قال بعض أصحابه -أنحن نتخلى عنك ولم نعذر الى الله فى أداء حقك -أما والله لا نفارقك حتى نكسر فى صدور أعدائك رماحنا ونضربهم بسيوفنا ما ثبتت قوائمها فى أيدينا -والله لو لم يكن معنا سلاح لقذفناهم بالحجارة دونك حتى نموت معك -وهكذا كان الجميع لا يبالون بما سيلقونه ما داموا أنهم قائمون بنصرة الحق وعليه يموتون -- وما سمع الحسين هذه الأيات الصادقه فى الحب والولاء له حتى بكى الحاضرون ثم هزت الشهامه زهير ابن القين فصاح قائلا والله لوددت أنى قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة ويدفع بذلك الفشل عن نفسك وعن هؤلاء الفتيان من أهل بيتك وقال مسلم ابن عوسجه عاتبا -أنحن نخلى عنك وبم نعتذر الى الله فى أداء حقك -لا والله حتى أطعن فى صدورهم برمحى وأضربهم بسيفى ما دام قائما فى يدى ولو لم يكن معى سلاح أقابلهم به لقذفتهم بالحجارة-والله لا نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك -أما والله لو أننى اقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أذرى ويفعل بى ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامى دونك -رأى الحسين ذلك الولاء الصادق والتفانى والبطولة والتأييد وطلب الاستشهاد فى سبيل نصرته -فقضى ليلة القتال ساهرا قلقا لا يصافح الكرى عينه معتزلا فى خيمته يصلح أداة الحرب ويفكر فيما ستكون عليه الحال فى الصباح اذا التحم مع العدو وكان يرتجز ويقول متأثرا (يا دهر أف لك من خلبل ---كم لك بالاشراق والأصيل ---من صاحب أو طالب قتيل ---والدهر لا يقنع بالبديل ---وانما الأمر الى الجليل --وكل حى سالك السبيل )وهكذا كانت السيدة زينب ساهرة فى خيمتها بجوار خيمة أخيها فما سمعته يتأوه أو يرتجز حتى دخلت عليه صائحه واثكلاه ليتنى عدمت الحياة -فقال لها الحسين يا أخية لا يذهب بك الشيطان -فقالت بأبى وأمى يا أبا عبدالله فترقرقت عيناه بالدموع وقال--لو ترك القطا لنام -وقام وأدخلها فى خيمتها وقال -يا أخية اتقى الله وتعزى بعزاء الله واعلمى أن أهل الأرض يموتون وأن أهل السماء لا يبقون وأن كل شيئ هالك الا وجهه -أبى خير منى وأمى خير منى وأخى خير منى ولى ولهم ولكل مسلم أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم -يا أخية --------------- ونستكمل فى الموضوع القادم ان شاء الله ان كان فى العمر بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حب النبى وهذا القدر يكفينىالبحث على جميع مواضيع العضو محمد مطاوع
سأمضى وما بالموت عار على الفتى تحياتى
حب النبى وهذا القدر يكفينىالبحث على جميع مواضيع العضو محمد مطاوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)