جزاك الله خيرا اخى مصطفى و بارك الله لنا فيك تحياتى
الحمد لله و لا معبود بحق سواه و لا رب خالق الا اياه لا اله الا الله ........... و بعد
فان ارداة الله تعالى فى الامداد تغلب الظنون و تحير الفنون و تسير العاقل مجنون لذالك وجب التسليم لارادته تعالى و الاذاعان له و تقبل مراده فى خلق على جميع احواله بالخضوع و الانقياد و بما ان ارادة الله فى خلقه واجبة النفاذ و تصيب ما قدر له ذالك و لا تخطأه و لا ينالها غيره اثبتها الله تعالى لذاته المقدسه و نفاها عن مقدور سواه فقال ( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير تولج الليل فى النهار و تولج النهار فى الليل و تخرج الحى من الميت و تخرج الميت من الحى و ترزق من تشاء بغير حساب ) ففى هذه الايه الكريمه اثبت الله تعالى التفرد بالملك لذاته و حرية التصرف المطلقه فيه مع التحكم فى الرزق بالنسبه لمقداره و قلته و زيادته لمن يختارهم من عباده الذى امتحنهم بالعز و الذل ثم جاء تعالى فى ايه اخر و اخبر بان زياده الرزق منه تعالى لعباده ما هو الا نوع من انواع اللطف بهم و ليس لتفضيل بعض الخلق على بعض فقال ( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء ) و لما اشتد على الخلق امور الدنيا بكثرة الاولاد و تعدد الزوجات و الاوباء و البلاء و الغلاء اجتهد اولى العلم الى الله تعالى بالدعاء لرفع ذالك البلاء و اتبعهم اهل الفضل و الورع و التقوى و الصالحين فاستجاب الله منهم عبر القرون و السنين و تلك سنه الله فى خلقه و لا تبديل لسنه الله اسستجاب الله تعالى منهم صالح دعائهم فانزل الله تعالى الرحمه عليهم فزادهم فى رزقهم بالعدل و الكرم و سمى تلك الزياده فى الرزق رحمه فقال ( ليبلغا اشدهما و يستخرجا كنزهما رحمة من ربك ) فاضاف تعالى استخراج الكنز للغلامين فى قصه الخضر و موسى الى رحمته تعالى و اثبتها فى زكر قصة ايوب عليه السلام عندما شفاه الله من الامراض و اوسع له فى رزقه فقال ( و اتيناه اهله و مثلهم معهم رحمة من عندنا ) فاين كان و على كل حال فان توسيع الله تعالى الرزق لعبد من عباده ليس لخصوصيته و لا لفضليته و لا لدرجته او قربه و لكن رحمه منه تعالى له و فضلا و منا و كرما و جودا و لطفا لانه تعالى العدل فى كل شىء ليس عنده تمييز احد على احد و لا تفضيل الخلق بعضهم على بعض فى امر يختص بالدنيا و لكن جهل الناس ذالك كله و تناسوا رحمة الله و لطفه بعباده و تحاسدوا و تباغدوا بسبب المال و الاولاد و الزخارف الفانيه و انما كان ذالك كذالك بسبب فساد اخلاقهم و قلة ايمانهم و بعدهم عن خالقهم فكانت المنحه و كانت الفتنه ليميز الله الخبيث من الطيب و تحول الصراع من تنافس اخروى على جنه و نعيم و ثواب مقيم ( و فى ذالك فليتنافس المتنافسون ) الى التزاحم و الانكباب الدنيوى المذموم الموصل الى العذاب و الجحيم و اصبح الخطر يمد خيوطه كالاخطبوب فى كل الناس حتى امتلكهم فانتزع الله البركه فى رزقهم و العافيه من ابدانهم و الثمرة من اعمالهم و اصبحوا ( كالذين بدلوا نعمة الله كفرا و احلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار ) لذالك لابد و ان يراجع الناس انفسهم بانفسهم و يحاسبوها قبل تحاسب و ليعلموا ان الاصل فى الحقيقه هو الموده و القربه و ليست الكراهيه و الفرقه و التنافس فى طبيعته على تحصيل جزيل الثواب من الله فى الاخره و ليس القليل من الدنيا الفانيه و ان العفاف هو الكفاف و ان الورع يحمى من الصرع و ما من شىء ظهرت له علامات الا انتهى و مات و ما اكتمل الشىء الا اختمل فتوببوا الى الله جميعا لعلكم ترحمون و اعلموا مراد الله فيك و لا تحكموا الاهواء فتختلفوا و تذهب ريحكم و اتقوا الله الذى خلقكم و اعلموا ان الموت تحت اظافركم و هو قريب منكم فلا تامنوا مكر الله و لا تطمئنوا لحادثات الايام الله يقول الحق و هو يهدى السبيل احبكم فى الله و تزكروا فان الزكرى تنفع المؤمنين من قبل ان ياتى امر الله و تسمعوا الاستغاثات ربى ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت يوم لا ينفع الندم فستعلمون ما اقول لكم و افوض امرى الى الله ان الله بصير بالعباد
جزاك الله خيرا اخى مصطفى و بارك الله لنا فيك تحياتى
حب النبى وهذا القدر يكفينىالبحث على جميع مواضيع العضو محمد مطاوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)