قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 14 من 14
  1. #11

    افتراضي سلّة ليمون



    سلّة ليمون





    سلّة ليمون !
    تحت شعاع الشمس المسنون
    و الولد ينادي بالصوت المحزون
    " عشرون بقرش
    " بالقرش الواحد عشرون ! "



    سلّة ليمون ، غادرت القرية في الفجر
    كانت حتّى هذا الوقت الملعون ،
    خضراء ، منداة بالطلّ
    سابحة في أمواج الظلّ
    كانت في غفوتها الخضراء عروس الطير
    أوّاه !
    من روّعها ؟
    أيّ يد جاعت ، قطفتها هذا الفجر !
    حملتها في غبش الإصباح
    لشوارع مختنقات ، مزدحمات ،
    أقدام لا تتوقّف ، سيّارات ؟
    تمشي بحريق البنزين !
    مسكين !
    لا أحد يشمّك يا ليمون !
    و الشمس تجفف طلّك يا ليمون !
    و الولد الأسمر يجري ، لا يلحق بالسيّارات
    عشرون بقرش
    " بالقرش الواحد عشرون ! "



    سلّة ليمون !
    تحت شعاع الشمس المسنون
    و قعت فيها عيني ،
    فتذكّرت القرية !



    ( أواخر 1957)







    يتبع



  2. #12

    افتراضي إلى اللّقاء






    إلى اللّقاء




    ( باسم الصديق رجاء النقّاش ..، أبريل 1956 )


    1
    يا أصدقاء !
    لشدّ ما أخشى نهاية الطريق
    وشدّ ما أخشى تحيّة المساء
    " إلى اللّقاء "
    أليمة " إلى اللّقاء " و " اصبحوا بخير ! "
    و كلّ ألفاظ الوداع مرّه
    و الموت مرّ
    و كلّ شيء يسرق الإنسان من إنسان !



    2
    شوارع المدينة الكبيره
    قيعان نار
    يجترّ في الظهيره
    ما شربته في الضحى من اللّهيب
    يا ويله من لم يصادف غير شمسها
    غير البناء و السياج ، و البناء و السياج
    غير الربّعات ، و المثلّثات ، و الزجاج
    يا ويله من ليلة فضاء
    و يوم عطلته
    خال من اللّقاء
    يا ويله من لم يحب
    كلّ الزمان حول قلبه شتاء !


    3
    يا أصدقاء !
    يا أيّها الأحياء تحت حائط أصمّ
    يا جدوة في اللّيل لم تنم
    لشدّ ما أخشى نهاية الطريق
    أودّ ألاّ ينتهي ،
    و لا يضيق
    و يفرش الرؤى المخصّله السعيده
    أمامنا .. في لا نهاية مديده
    كأفق قرية في لحظة الشروق
    و الأفق رحب في القرى حنون
    و ناعم و قرمزي يحضن البيوت
    و تسبح الأشجار فيه كالهوادج المسافره
    يا ليتنا هناك !
    نسير تحت صمته العميق
    و نوره المضبّب الرقيق
    جزيرة من الحياه
    ينساب دفء زرعها على المياه
    و لا تملّ سيرها .. يا أصدقاء !



    4
    اللّيل في المدينة الكبيره
    عيد قصير
    النور و الأنعام و الشباب
    و السرعة الحمقاء و الشراب
    عيد قصير
    شيئا .. فشيئا .. يسكت النغم
    و يهدأ الرقص و تتعب القدم
    و تكنس الرياح كلّ مائدة
    فتسقط الزهور
    و ترفع الأحزان في أعماقنا رؤسها الصغيره
    و ننثني إلى الطريق
    صفّان من مسارج مضبّبه
    كأنّها عندان قرية مخربه
    تنام تحتها الظلال
    وقد تمرّ مركبة
    ترمي علينا بعض عطرها السجين
    و ساعة الميدان من بعيد
    دقاتها ترثي المساء
    و تلتوي أمامنا مفارق ثلاثة ،
    تمتدّ في بطن الظلام و السكون
    و تهمسون :
    " إلى اللّقاء ! "



    اللّيل وحده يهون
    وداعه يهون فالنهار ذو عيون ،
    تجمّع العقد الذي انفرط
    لكنّ دربنا طويل
    و ربّما جزناه أشهرا و أشهرا معا
    لكنّنا يوما سنرفع الشراع
    كلّ إلى سبيل
    فطهّروا بالحبّ ساعة الوداع !


    يتبع


  3. #13

    افتراضي قصّة الأميرة و الفتى الذي يكلّم الماء



    قصّة الأميرة و الفتى الذي يكلّم الماء





    أعرفها ، و أعرفه
    تلك التي مضت ، و لم تقل له الوداع ، لم تشأ
    و ذلك الذي على إبائه اتّكأ
    يجاهد الحنين يوقفه
    كان الحنين يحرفه
    فهو أنا و أنت ، و الذين يحفرون تحت حائط سميك
    لتصبح الحياه عشّ حبّ
    به رغيف واحد ، و طفلة ضحوك !




    أعرفها ، و أعرفه
    أميرة شرقيّة تهوى الغناء
    تهواه لا تحترفه
    و تعشق اللّيالي الماسيّة الضياء
    - صاحبة السمو أقبلت !
    ... و يصبح البهو المليء ضفتين
    و تهمس الشفاه كلمتين .. كلمتين
    - عشقتها هذا المساء شاعر أنيق
    - نعم ... فإنّها تضيق بالعشيق
    إذا أتى الصباح و هو في ذراعها
    و تهمس امرأة
    - دولابها يضمّ ألف ثوب
    و تهمس امرأه
    - و قلبها يضمّ ألف حبّ
    - نعم نعم ... فانهات أميره لا تكتفي بحب
    و يخفت الحديث ثمّ يهتف المضيف
    - يا أصدقاء
    صاحبة السمو تبدأ الغناء !
    ... و يخفت الضياء غير كوّة تنير وجهها
    و تبدأ الغناء ... " أوف ! "
    " قلبي على طفل بجانب الجدار
    لا يملك الرغيف ! "
    .. و تلهث الأكفّ .. فلتحيا نصيرة الجياع
    ثمّ تدور عينها لتلمح الذي أصابه الكلام
    و عندما يرفّ نور الشمس تهمس " الوداع "
    و في ذراعها عشيقها الجديد !





    أعرفها ، و أعرفه
    لأنّني كنت كثيرا ما اصادفه
    على شجيرة المساء ، قابعا بنصف ثوب
    يقول للمساء
    " يا أيّها الحزن الأثيري الرحيب !
    يا صاحب الغريب
    أنا كلام الأرض .. هل أنصت لي ؟ !
    أنا ملايين العيون ... هل نظرت لي ؟ !
    لي مطلب صغير
    أن تصبح الحياة عش حب
    به رغيف واحد و طفلة ضحوك ! "
    ... و في ليالي الخوف طالما رأيته يجول في الطريق
    يستقبل الفارّين من وجه الظلام
    و يوقد الشموع من كلامه الوديع
    ففي كلامه ضياء شمعة لا تنطفيء
    و يترك اليدين تمشيان بالدعاء ،
    على الرؤوس و الوجوه
    و تمسحان ما يسيل من دموع
    " الصبح في الطريق
    يا أصدقائي ! انّني أراه
    فلا تخافوا ... بعد عام يقبل الضياء ! "
    و عندما يمشون تمشي فوق خدّيه الدموع
    و يفلت الكلام منه ، يفلت الكلام
    " هل يقبل الضياء حقّا بعد عام ؟ "





    ذات مساء كان صاحبي يكلّم المساء
    فانساب مقطع مع الرياح ثمّ وشوش الأميره
    فقرّبت مرآتها و صفّقت
    " يا أيّها الغلام !
    بجانب القصر فتى يخاطب الظلام
    اذهب اليه ، قل له سيّدتي تريد أن تكلّمك
    و لا تقل _ أميرتي "
    ... ثمّ تهادت نحو شرفة جدرانها زهور
    ورددت في الصمت " أوف ! "
    قلبي على طفل بجانب الجدار
    لا يملك الرغيف ! "
    و أقبل الغلام يسبق الفتى
    - أميرتي .. سيّدتي ... أتيت به !
    - " أهلا و سهلا .... ليلتنا سعيده
    ادخل ... تفضّل ".. و انقضى المساء !
    .. و في الصباح ساءلته ... " ما الذي رأيت ؟ "
    _ " سيّدتي .. إنّي رأيت كلّ خير "
    " سيّدتي ... أنا سعيده ! "
    قالت له ، و عينها في عينه المسهّده
    - " أراك قد عشقتنا ! "
    فلم يردّ صاحبي
    قالت له : " فما الذي تعطيه لي لو أنّنا عشنا معا ! ؟
    فدمّعا
    ثمّ أجابها و صوته منغّم حزين
    سيّدتي ... أنا فتى فقير
    لا أملك الماس و لا الحرير
    و أنت في غنى عمّا تضمّ أشهر البحار من لآل
    فقلبك الكبير جوهرة
    جوهرة نادرة في تاج عصرنا
    و لو قضيت عمري الطويل أقطع البحار ،
    و أنشر القلاع ،
    و أبسط الشباك ، أقبض الشباك
    لما وجدت مثلها
    لكنّني و جدتها هنا
    وجدتها لمّا سمعت لحنك المنساب كالخرير
    يبكي لطفل نام جائعا ! "
    .. فابتسمت قائلة : " لا أنت شاعر كبير !
    يا سيّدي أنا بحاجة إلى أمير
    إلى أمير ! "
    و انسدّ في السكون باب !!






    أعرفها ، أعرفه
    تلك التي مضت و لم تقل له الوداع .. لم تشأ
    و ذلك الذي على إبائه اتّكأ
    يجاهد الحنين يوقفه
    كان الحنين يجرفه !!





    ( ابريل 1957)





    يتبع




  4. #14

    افتراضي

    مقتل صبي







    الموت في الميدان طنّ
    الصمت حطّ كالكفن
    و أقبلت ذبابة خضراء
    جاءت من المقابر الريفيّة الحزينة
    ولو لبت جناحها على صبيّ مات في المدينه
    فما بكت عليه عين !


    الموت في الميدان طنّ
    العجلات صفّرت ، توقّفت
    قالوا : ابن من ؟
    و لم يجب أحد
    فليس يعرف اسمه هنا سواه !
    يا ولداه !
    قيلت ، و غاب القائل الحزين ،
    و التفت العيون بالعيون ،
    و لم يجب أحد
    فالناس في المدائن الكبرى عدد
    جاء ولد
    مات ولد !
    الصدر كان قد همد
    وارتدّ كفّ عضّ في التراب
    و حملقت عينان في ارتعاب
    و ظلّتا بغير جفن !




    قد آن للساق التي تشرّدت أن تستكن !
    و عندما ألقوه في سيّارة بيضاء
    حامت على مكانه المخضوب بالدماء
    ذبابة خضراء !!



    ( يناير 1958)






    يتبع


 

 
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لعشاق القطط ( قطط شيرازي )
    بواسطة No TiMe في المنتدى صور
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 22 - 10 - 2013, 07:42 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14 - 6 - 2009, 05:45 PM
  3. الكبير كبير ، رمزي زي أمير !!!
    بواسطة عاشق رونالدو في المنتدى مصراوي سبورت
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 9 - 6 - 2009, 07:28 PM
  4. ناس زي الفل دمها خفيف جدا
    بواسطة شيري العسولة في المنتدى صور
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 26 - 4 - 2009, 11:49 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©