نعلم جميعا من هو قاسم أمين.ندرك جيدا أنه أول من نادى إلي تحرر المرأة من القيود التي كانت تحيط بها بإصداره كتاب " تحرير المرأة" عام 1899 ، و تصدى له وقتها الكتير من المفكرين و الكتّاب ، و نشر كتابه الثاني " المرأة الجديدة " التذي تناول فيه حال المرأة المسلمة و المصرية بصفة خاصة .و لعل معظمنا يعلم حياة قاسم أمين الأرستقراطية التي كانت من أهم أسباب إيمانه بتلك الدعوة..

إلى هذا الحد و الحديث عن قاسم أمين يبدو مألوف......فلماذا أقدم له الاعتذار.؟؟؟؟؟؟؟

أعتقد أني عندما أقدم له الاعتذار فأقدمه له كباحثة تعرف حقيقة .......لا أعلم لماذا تتجاهلها وسائل الإعلام العربية ؟؟و لأي غرض؟؟؟؟؟؟؟

و كي لا أزيد من الغموض ...دعوني أوضح السبب..

لا يجوز أن نقول أن قاسم أمين هو أول من نادى بتحرر المرأة .....فالإسلام حرر المرأة منذ نزول الشريعة الإسلامية ....و و لكن الظروف السياسية و الاجتماعية المختلفة.....أدّت بتدهور حال المرأة التعليمي و الاجتماعي إلى أسوأ ما يمكن..و هذا يلزمنا أن نصحح تلك العبارة فتقول " أن قاسم أمين هو أول من نادي باسترجاع حقوق المرأة المهضومة في تلك الحقبة الزمنية "، و لكنه أضاف ما لا يمكن أن يقبله عقل مسلم رضي بالله ربا و بمحمد - صلى الله عليه و سلم - رسولا .

فلماذا الاعتذار.؟؟؟؟؟؟؟؟
توضح لنا وسائل الإعلام عند ذكر قاسم أمين .....بحملته الشرسة لنزع الحجاب .....و خروج المرأة للعمل ..... و بيان مدي استقلاليتها....إلى آخره

و لا أعلم حقا ....لماذا تتجاهل عن عمد.......الفترة الأخيرة من حياة قاسم أمين ......التي ندم فيها أشد الندم على دعوته تلك .....حيث نشرت جريدة " الطاهر " عام 1906 .اعترافات له حيث قال " لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن الى إقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في ( تحرير نسائهم ) وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم الى تمزيق الحجاب وإشراك المرأة في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم ولكن … أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس فلقد تتبعت خطوات النساء من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة إحترام الناس لهن وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات فرأيت من فساد أخلاق الرجال وأخلاقهن بكل أسف ما جعلني أحمد الله ما خذل دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي … رأيتهم مامرت بهم إمرأة او فتاة إلا تطاولوا عليها بألسنة البذاءة , وما وجدت زحاماً فمرت به إمرأة إلا تعرضوا لها بالأيدي والألسن ".

لقد اكتشف قاسم أمين أن المرأة المسلمة لا يجب أن تتشبه بغيرها من نساء الأرض..... و ذلك لأن الدين الإسلامي بالفعل كرّمها كما لم يكرّم دين سماوي امرأة ..... , و لا أعني بذلك إعجابي بحال المرأة المصرية فيي ذلك الوقت أو أعني أن نرجع لتلك الحقبة .....و لكن دعونا نؤكد أ ن" ما بنى على خطأ .فهو خطأ " و حملة قاسم أمين بنيت على خطأ كان هو شخصيا على يقين من ذلك في آخر أيامه...فدعونا ننسى ما قاله في بداية حياته و نتذكر فقط مبادئ الشريعة الإسلامية في تناول كل ما يخص المرأة ....وقتها ..سنشعر أننا واقفون على أرض صلبة ننتمي إليها بحق...لا مقلدين .... و لا ناسخين لحياة غيرنا ممن يتمنون في قرارة أنفسهم أن يكون لهم تاريخنا و حضارتنا..فبهذا التقليد الأعمي أصبحنا معلقين ....لا استطعنا أن نصل إليهم ....لأننا ببساطه " غيرهم " و لا استطعنا أن نحافظ على هويتنا .

قاسم أمين ندم .. و ود لو أتيحت له الفرصه ليتراجع عن كل ما فعله و قاله .....فلماذا يتعمدون إخفاء ذلك ؟؟؟؟؟؟ من الأمانة عندما أدعو إلى قضية ما .....و أكتشف في النهاية خطأي .بل و أوكد على ندمي بخصوص الخوض في تلك القضية ....أن أوضح ذلك لكل الناس بلا استثناء.....و إلا يعتبر ذلك خيانة....و لكن من الواضح أن حال المرأة المسلمة العربية بصفة عامة و المصرية بصفة خاصة من تقليد أعمى و بعد عن الهوية .....يسرّ الكثير . لذا وجب التنوية .....و التأكيد و التكرار ......." عـــــــــذرا قاسم أمين "

__________________
اللهم اغفر لي و لوالديّ و ارحمهما كما ربياني صغيرا