بارك الله فيك اخى مصطفى موضوع جميل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى وفقنا لفعل المأمورات و اجتناب المنهيات و الصلاة و السلام على خير البريات ......... وبعد
ان الايمان كل الايمان ان يخضع المرء لاوامر الله تعالى و ان يتوكل عليه حق التوكل لان الانسان طالما يعيش فى الدنيا
هو فى كرب و حرب و عداء لا ملجأ و لا منجا من الله الا اليه و حسن السجود بين يديه و تسليم التوكل عليه
و ان لا يطمئن لنفسه فى هواها و لا يلبيها مطالبها فان عداء النفس و الشيطان للانسان عداوه ظاهره مزخرفه
فقد روى الامام احمد عن صفيه بنت جحش ان رسول الله قال ( الشيطان يجرى من ابن ادم مجرى الدم )
و قال تعالى ( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) و هنا ينبغى للعاقل ان يعرف صديقه من عدوه
فيطيع صديقه و لا يتبع عدوه فان علامه الجاهل اربعه اشياء
احدهما الغضب من غير شىء و الثانى اتباع النفس فى الباطن و الثالث انفاق المال فى غير حق و الرابع قلة معرفة صديقه من عدوه
و لذالك فان تفسير قول الله تعالى ( افتتخذونه و ذريته اولياء من دونى و هم لكم عدو بئس للظالمين بدلا )
اى اختيار طاعة الشيطان على طاعه الرحمن بالبدل بينهما لحمق الانسان بمعرفة الفرق بين عدوه و صاحبه فبدل اتباع الله تعالى باتباع الشيطان بسبب جهله بعدوه فظلم نفسه
و قد قال بعض الحكماء نظرت و تفكرت من اى باب ياتى الشيطان الى الانسان فاذا هو ياتى من عشرة ابواب
اولها ياتى من ناحية الحرص على الدنيا و سوء الظن فقابلته بالثقه و القناعه فوجدت قول الله تعالى ( و ما من دابة فى الارض الا على الله رزقها ) فجعلت اتقوى بها حتى كسرته
و ثانيها نظرت فاذا هو ياتى من ناحية حب الحياة و طول الامل فقابلته بخوف مفاجأت الموت فوجدت قوله تعالى ( و ما تدرى نفس باى ارض تموت ) فجعلت اتقوى بها حتى كسرته
و ثالثها نظرت فاذا هو ياتى من ناحية طلب الراحه و النعمه فقابلته بزوال النعمه و سوء الحساب فوجدت قوله تعالى ( ذرهم يأكلوا و يتمتعوا و يلههم الامل فسوف يعلمون ) فجعلت اتقوى بها حتى كسرته
و رابعها نظرت فوجدته ياتى من ناحية العجب فقابلته بخوف العاقبه فوجدت قوله تعالى ( فمنهم شقى و سعيد ) فلا ادرى من اى الفريقين اكون فجعلت اتقوى بها حتى كسرته
و خامسها نظرت فوجدته ياتى من ناحية الاستخفاف بالاخوان و قلة حرمتهم فقلت باى ايه اتقوى عليه فوجدت قول الله تعالى ( و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين ) فجعلت اتقوى بها حتى كسرته
و سادسها نظرت فوجدته ياتى من ناحية الحسد فقابلته بالعدل و قسمة الله فى خلقه فقلت باى ايه اتقوى عليه فوجدت قوله تعالى ( نحن قسمنا بينكم معيشتكم فى الحياة الدنيا ) فجعلت اتقوى بها حتى كسرته
و سابعها نظرت فوجدته ياتى من ناحية الرياء و مدح الناس فقابلته بالاخلاص و مراقبة الله فوجدت قوله تعالى ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه احدا ) فكسرته بها
و ثامنها نظرت فوجدته ياتى من ناحية البخل فقابلته بالبذل ووجدت قوله تعالى ( ما عندكم ينفذ و ما عند الله باق ) فكسرته بها
و تاسعها نظرت فاذا هو ياتى من ناحية الكبر فقابلته بالتواضع و تزكرت قوله تعالى ( انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) فكسرته بها
و عاشرها نظرت فاذا هو ياتى من ناحية الطمع فقابلته باليأس و الثقه بالله فوجدت قوله تعالى ( ومن يتقى الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ) فجعلت اتقوى بها حتى كسرته
هكذا يتبين لنا علم اليقين ان الانسان فى معاداه مع الشيطان و النفس فلا يتبعها هواها و لا يسلم لوسواسها و ليسستعن بالله على ذالك كله و لله در القائل
فان امارتى بالسوء ما اتعظت ** من جهلها بنزير الشيب و الهرم
و النفس كالطفل ان لم تفطمه شب على ** حب الرضاع و ان تفطمه ينفطم
فمن لى برد جماح من غوايتها ** كما يرد جماح الخيل باللجم
وخالف النفس و الشيطان و اعصهما ** و ان هما محضاك النصح فاتهم
و اعلموا اخوتى ان علامة العاقل اربعه اشياء الحلم عن الجهل و رد النفس عن الباطل و انفاق المال فى حقه و معرفة صديقه من عدوه يقول رسول الله فيما رواه بن ماجه عن شداد بن اوس ( الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله المغفره )
هذا ما قولت و على الله قصد السبيل
التعديل الأخير تم بواسطة ابو سيف مصطفى عطاالله ; 19 - 5 - 2013 الساعة 12:35 PM
بارك الله فيك اخى مصطفى موضوع جميل
حب النبى وهذا القدر يكفينىالبحث على جميع مواضيع العضو محمد مطاوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)