قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    افتراضي ما لاتعرفة عن السيدة اسماء بنت ابي بكر الملقبة بذات النطاقين

    السيدة أسماء ذات النطاقين رضي الله عنها


    أما أسماء بنت الصديق فهي مثال رائع، وقدوة تحتذى، فقد سبقت إلى الإيمان، وجاهدت في سبيل الدعوة حق الجهاد، قدمت من ذاتها وقدمت من أبنائها، وثبتت في المواقف التي يزل فيها كثير من الرجال.

    أسماء... بنت أبي بكر..

    إن عظمة هذه السيدة مستمدة من عظمة أبيها الصديق ..

    لقد كان أبو بكر في الجاهلية رجلاً وجيهاً، كان ذا مال، وكان ذا خلق، وكان ذا علم، وكان ذا أمانة...

    وعندما عرض عليه رسول الله الإسلام بادر فاستجاب، ذلك لأن بذرة الخير فيه أصيلة، واستعداده للإيمان فطري نقي...

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مبادرة أبي بكر إلى الإيمان والتصديق بالدعوة: (ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر، ما عَتَمَ عنه حين ذكرته وما تردد فيه).

    هكذا كان إيمان أبي بكر بلا تردد.. ولقد كانت هذه سجيته ما دعي إلى خير فتردد فيه، وأي خير هو أفضل من خير هذه الدعوة المباركة..

    ولم يكن إسلام أبي بكر إسلام رجل واحد.. كلا فقد كان إسلامه إسلام رجال ونساء آخرين، فقد عرض الإسلام على زوجه وبناته وبنيه، فاستجابوا، وعرض الإسلام على أصدقائه المقربين فلبوا، ودعا في بطاح مكة إلى الإيمان لا يثنيه سخرية الساخرين ولا أذى المبطلين، فاستجاب له من ذوي القلوب المتفتحة نفر كانوا نواة الإسلام وزهرته التي تفتحت وعبقت على الناس أجمعين...

    وكما جاهد أبو بكر بلسانه وأهله كذلك جاهد بماله، فأنفقه كله في سبيل الله، وكان أبو بكر ذا مال، بل كان من أكثر قريش مالاً...

    هذا هو أبو بكر والد أسماء... وكانت أسماء في الإيمان والجهاد بنت أبيها...

    ابنة الرابعة عشرة تحس أن أمراً جللاً يحدث في مكة، وأن أباها على صلة بالحدث، فقد شعرت أن أباها قد شغله شيء جديد غير ما كان يشغله من قبل، ودنت من أبيها تريد أن تعرف ما الأمر وما الحدث، وعندما شرح لها أبوها ما تدعو إليه رسالة الإسلام بادرت إلى الإيمان وبايعت سيد الأنام..

    قالوا: كانت أسماء في أمة الإسلام الثامنة عشرة.. فقد أسلم قبلها سبعة عشر إنساناً..

    إنها من السابقات والسابقين.. فما أعظم هذا الشرف الذي نالته والسؤدد الذي أحرزته...

    لقد بدأت أسماء عهداً جديداً، عهد الحياة الإسلامية الدافقة، حياة الجهاد والعمل من أجل أسمى المبادئ التي عرفتها الأرض...

    وانخرطت أسماء في صفوف المسلمين، تساهم فيما تستطيع أن تساهم فيه، كان الإسلام قد شرع في نشر قلوعه، يبث مبادئه ويبني كيانه، وكيانه هو الأسرة المسلمة التي تطوي جوانحها على ب الإسلام، وترفع بسواعدها رايات الجهاد في سبيله...

    وكانت أسماء من أوائل النساء اللائي حظين بشرف بناء الأسرة الإسلامية...

    كانت في سن الزواج، يتطلع إليها كل قرشي معرق في النسب، ويتمنى أن تكون له زوجاً، ولكن الأحوال في مكة قد تبدلت، فلم يعد أحد من المسلمين يتطلع لأن يصهر لأحد من المشركين، ذلك لأن كل جانحة من جوانحهم كانت تخفق بحب الإسلام وتود لو بذلت كل جهدها ومالها في سبيله، فما كان لهم أن يصهروا لأحد من المشركين وفيهم رجالهم ذوو الإيمان، وعلى الإيمان وحده تقوم دعائم الإسلام العظيم.

    تقدم الزبير بن العوام إلى أبي بكر الصديق يخطب إليه ابنته أسماء...

    ولم يتردد الصديق أن يجيب الزبير بالقبول، فقد كان الزبير واحداً من شباب الإسلام، وممن يشهد له بالإيمان والإخلاص والتضحية في سبيل هذا الدين.

    وعندما استعد رسول الله وصاحبه للانطلاق من غار ثور إلى المدينة أعدت أسماء لهما زاد الرحلة، ولما همت بتعليقه على الناقة لم تجد ما تربطه به، فحلت نطاقها ثم شقته نصفين، ربطت بالنصف الأول الزاد، وربطت بالنصف الآخر السقاء، ولما رأى رسول الله ما فعلت أسماء، أكبر فيها إخلاصها لله ورسوله، ودعا لها قائلاً: (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة).

    ومنذ هذا الحدث العظيم عرفت أسماء المجاهدة بذات النطاقين... ذات النطاقين، أي وسام هذا الذي عقده رسول البشرية لهذه الفتاة المجاهدة، وأي فخر ألبسها رسول الله صلوات الله عليه، إنه وسام الجهاد وإنه فخار الإسلام...

    إن هذا الوسام الرفيع الذي قلدته أسماء في يوم الهجرة العظيم لشرف عظيم تتيه به المرأة المسلمة على مر العصور، وإنه لدعوة فتاة مؤمنة أن تحاول لتحظى بوسام جهاد وفخار في سبيل دينها الكريم، وإن في دنيا المسلمين اليوم لمجالات لا تعد ولا تحصى تستطيع الفتاة المسلمة أن تساهم فيها وتنال أوسمة الفخار...

    وعندما هاجر أبو بكر وترك أهله خشي أبو قحافة أن يكون ابنه قد تركهم بلا مال...

    وجاء أبو قحافة إلى أسماء وقال لها: إني لأخشى أن يكون أبو بكر قد فجعكم بمـــاله مع نفسه؟

    وهنا تقف أسماء المؤمنة المجاهدة موقفاً جديداً يستحق الإكبار...

    قالت: "كلا يا أبت، لقد ترك أبي خيراً كثيراً"...

    وأسرعت إلى مجموعة من الحصى بحجم النقود، فوضعتها في كيس وغطتها بثوب، ثم وضعتها في كوة كان الصديق يضع مـــاله فيها... وتقدمت من الشيخ العجوز الكفيف وأمسكت بيده ووضعتها على الكيس قائلة: لقد ترك لنا أبي خيراً كثيراً.

    عند ذلك قال العجوز: لا بأس إن ترك لكم هذا، فقد أحسن.. ففي هذا بلاغ.

    إن الذي كان يشغل أسماء أمر الدعوة التي تحمل أعباءها مع الرسول الكريم ووالدها الصديق وزوجها الزبير وإخوانها وأخوتها من سائر المسلمين..

    أنجبت بعبد الله وعروة والمنذر وعاصم والمهاجر.

    وكلهم ربتهم على مبادئ لا يحيدون عنها.

    فإذا ذكرنا في تاريخ الإسلام رجال قيادة ذكرنا عبد الله بن الزبير وذكرنا إخوته معه.

    وإذا ما ذكرنا في تاريخ الإسلام عباداً، ذكرنا عبد الله بن الزبير.. حمامة المسجد كما لقبه لعبادته ولزومه بيت الله..

    وكذلك كان إخوته...

    ولقد ثبتت أسماء على تمسكها بالمثل العليا حتى آخر لحظة في حياتها... وفاء لهذه الدعوة التي آمنت بها وامتزج بها دمها، فعاشت بها وماتت عليها...



    من كتاب نساء حول الرسول

    كاتب الموضوع النغم المنشود


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    30 - 12 - 2012
    ساكن في
    Gizeh, Egypt
    العمر
    48
    المشاركات
    554
    النوع : ذكر Egyptالفريق المفضل  : الزمالك

    افتراضي

    رضى الله عنها وأرضاها
    حب النبى وهذا القدر يكفينى
    البحث على جميع مواضيع العضو محمد مطاوع

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد مطاوع مشاهدة المشاركة
    رضى الله عنها وأرضاها
    بارك الله فيك وفى مرورك الكريم

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 3 - 2 - 2012, 11:07 PM

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©