عظم الله اجرك
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبى الامى الصادق الامين
صلى الله عليه وسلم..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الحلال بيِّن، وإنَّ الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثيرٌ مِنَ الناس، فمَنِ اتقى الشبهات استبرأ لدينه[1] وعرضه، ومَنْ وقَع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرْعَى حول الحمى، يُوشك أن يقعَ فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة[2] إذا صلَحت صلح الجسد كله، وإذا فسدتْ فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))[3].
إن القلب هو ملك الجوارح جميعًا ومسير لها، ولكي ينشغل بالعبادة الحقة ويضبط بقية الحواس؛ يجب أن يكونَ طاهرًا نقيًّا خاليًا، إلا مَن حب الله ونهجه المستقيم، متخلصًا من جميع الأمراض المفسدة له، والمشقية لجميع جوارح صاحبه.
فانشغالُه التام بالعبودية الصحيحة يقيه من أمراضه الموجبة لفساد الأخلاق؛ من الهلَع، والجزَع، والشُّح، والمنع، والحرص، واللدد في الخصومة، والجهل، والغرور، والظلم، والبغي، والجدل، والمراء، والطيش، والسَّفه المبَدِّد لجميع الطاقات، والعجب، والخيلاء، والشك، والأشر، والبطر، والرِّيبة، والغفلة، والجمود، والكبر، والفُجُور، والادِّعاء الكاذب، والعناد، والتمرد والطغيان من جهة، والضعف واليأس والخور من جهة أخرى، والافتتان بالدنيا، وحب المال والشهرة، والمكر، والتشفِّي، والحقد، والغضب، والحسد، والهمز، واللمز، والانهماك بالشهوات، وغير ذلك، فإن الضمير منشأ الفعل ومصدره، فإن كان صالحًا بمراقبة الله ومحبته وخشيته كانت الأعمال صالحة، والأخلاق حسنة؛ لانتفاء هذه الأوصاف والسجايا المذمومة، وإن كان الضمير فاسدًا لحلول غير الله فيه من أنواع الأنانية، وحب اللذات، فسدت الأعمال والأخلاق؛ لأن الأقوال والأعمال معبرة عما في الضمير.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)