الحمد لله الذى أورد من أراد المقام المورود و خص أهل الأوراد من العباد بنفحات الجود و منحهم من الواردات الالهيه ما رقاهم به الى منازل السعود أحمده على ما تفضل به من ملازمة الأوراد مع كمال الأدب و الشهود و أصلى و أسلم على الحبيب الشاهد المشهود صاحب المقام المحمود و اللواء المعقود الذى عرفنا ما نقول من الأذكار فى القيام و الركوع و السجود ......... و بعد

فاللهم أعدنا بنور يا معيد و أحينا ** على الدين يا محيى الأنام من الفنا
و يا حي يا قيوم قوم أمورنــــــا ** و يا واجد انت الغنى فأغننــــــــا
يا مميت أمتنى مسلما و موحدا ** و شرف بذا قدرى كمان انت ربنا

عن عطاء بن يزيد الليثى ان ابا هريره أخبره أن أناسا قالوا يا رسول الله ( هل نرى ربنا يوم القيامه ؟ فقال رسول هل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون فى رؤية الشمس ليس دونها سجاب ؟ قالوا لا يا رسول الله قال فانكم ترونه كذالك يجمع الله الناس يوم القيامه الاولين و الاخرين فى صعيد واحد فيسمعهم الداعى و ينفذهم البصرفاذا حشر الناس قاموا اربعين عاما شاخصة ابصارهم الى السماء لا يكلمهم و الشمس على رءوسهم حتى يلجم العرق كل بر منهم و فاجر فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس و يتبع من كان يعبد القمر القمر و يتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت و تبقى هذه الامة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك و تعالى فى صورة غير صورته التى يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه فياتيهم الله تعالى فى صورته التى يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون انت ربنا فيتبعونه و يضرب الصراط بين ظهرى جهنم فأكون انا و أمتى اول من يجيز و لا يتكلم يومئذ الا الرسل و دعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم و فى جهنم كلالييب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان ؟ غير انه لا يعلم ما قدر عظمها الا الله تخطف الناس باعمالهم فمنهم الموبق بعمله و منهم المخردل و منهم المؤمن بقى بعمله و منهم المجازى حتى ينجى حتى اذا فرغ الله من القضاء بين العباد و أراد ان يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكه ان يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا اله الا الله فيعرفونهم فى النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن ادم الا اثر السجود حرم الله على النار ان تاكل اثر السجود فيخرجون من النار و قد امتحشو فيصب عليهم ماء الحياه فينبتون منه كما تنبت الحبه فى حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين عباده و يبقى رجل مقبل بوجهه على النار و هو اخر اهل الجنه دخولا الجنه فيقول اى رب اصرف وجهى عن النار فانه قد قشبنى ريحها و احرقنى ذكاؤها فيدعوا الله ما شاء الله ان يدعوه ثم يقول الله تبارك و تعالى هل عسيت ان فعلت ذالك بك ان تسأل غيره ؟ فيقول لا اسالك غيره و يعطى ربه من عهود و مواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار فاذا أقبل على الجنه و راها سكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول اى رب قدمنى الى باب الجنه فيقول الله له أليس قد اعطيت عهودك و مواثيقك لا تسالنى غير الذى اعطيتك ويلك يا ابن ادم ما أغدرك فيقول اى رب و يدعو الله حتى يقول له فهل عسيت ان أعطيتك ذالك ان تسالنى غيره ؟ فيقول لا و عزتك فيعطى ربه ما شاء الله من عهود و مواثيق فيقدمه الى باب الجنه فاذا قام على باب الجنه انفهقت له الجنه فرأى ما فيها من الخير و السرور فيسكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول اى ربى ادخلنى الجنه فيقول الله تبارك و تعالى له اليس قد اعطيت عهودك و مواثيقك ان لا تسال غير ما اعطيت و يلك يا ابن ادم ما اغدرك فيقول اى ربى لا اكون اشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تعالى منه فاذا ضحك الله منه قال ادخل الجنه فاذا دخلها قال الله له تمنى فيسال ربه و يتمنى حتى ان الله ليذكره من كذا و كذا حتى اذا انقطعت به الامانى قال الله تعالى ذالك لك و عشرة امثاله معه و هذا الرجل اخر اهل الجنه دخولا الجنه )