1-

يبدو ان ما سيقوله هو كلامه الأخير .. لقد عاش أكثر من 70 عام .. والآن ها هو على فراش الموت ..

الحج محسن : تعالي يا سعيد يا ابني انا لازم اقولك على السر اللي خبيتو عنك طول عمري .

ويبدو أن ما قاله الرجل لابنه جعله ينسى ما به من حزن لمرض والده .. اقترب منه وهو يقول في لهفة : سر ايه يا حج ؟

أشار له ليحضر أحد الصناديق الموجودة أسفل السرير .

محسن وهو يفتح الصندوق : خد يا سعيد الصندوق ده .. بص ايه اللي فيه

يقترب سعيد من الصندوق وينظرلما بداخله .. ويقول : ايه المفاتيح الكتير دي ؟ ... انت كنت مخبي عليا انك بتشتغل حرامي يا حج ؟

على الرغم من الضعف الشديد الذي يبدو عليه محسن إلا انه قام من على سريره فجأة وصفع سعيد على وجهه وهو يقول : بتقول على ابوك حرامي يا سعيد .

انهمرت الدموع من عيني سعيد واحتضن والده بشده وهو يقول : سامحنى يا حج مكنش أصدي .. بس كمية المفاتيح دي كلها تدل فعلا انك بتشتغل حرامي .. يا حج قول الحقيقة .. دي مفاتيح البيوت اللي عايز تسرقها صح ؟

محسن : أنا اموت بقى احسن قبل ما اقولك السر ..

سعيد : خلاص يا حج .. قول بقى .

محسن : المفاتيح دي يا ابني فيها مفتاح واحد بس هيوصلك للثروة اللي انا اعدت طول حياتي أحوشهالك ..

سعيد : ثروة ! .. ثروة ! .. يعني كم مليون يا حج ؟

ابتسم محسن .. ثم نظر إلى سعيد وهو يقول : يا ابني هتعرف .. هتعرف .. وكانت هذه آخر الكلمات التي قالها ..


بعد يومين من وفاة ابيه .. أمسك سعيد بالصندوق الملئ بالمفاتيح .. وأخذ ينظر إليها في حيرة شديدة .. ويتسائل .. أي المفاتيح يقصد والدي ؟ .. وبماذا سيفتح بهذه المفاتيح .. انها مفاتيح كثيرة ..

وقع سعيد في حيرة شديدة .. وظل يوما كاملا .. ينظر إلى الصندوق وإلى المفاتيح .. ثم ينظر لصور والده المعلقة في الصالة .. ويقول : نفسي افهم يا حج محسن انت مخبي الفلوس فين .. مكنتش قادر تقولي عالموضوع ده من زمان .. لازم يعني تستنى 70 سنة عشان تقولهولي ..الله يسامحك يا حج ..

يتبع ..