بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم انى اسئلك المنعه و الحياء و البعد عن الشر و لباس التقوى ذالك خير ........ و بعد
فان الحياء هو درء الشبهه و انقطاع الشهوه و الكف عن اذي الناس و حسن الخلق مع الادب
و له مراتب و اولها حياء الكرم و هو اعظمها و كان رسول الله يتخلق به فكان كلما جاء الصحابه فى بيت النبى يقدم لهم الاكل و الشراب ثم يستحى منهم ان يقول لهم اذهبو مع ارادتهم الجلوس لمحادثت النبى فنزل قول الله تعالى ( و لا مستأنسين لحديث ان ذالك كان يؤذى النبى ) و ثانيها حياء العفاف و هو المنوط باخلاق النساء عاده مع التلطف فى الحديث و قد ذكره القران فى قصه موسى عندما سقا لابنتى شعيب عليه السلام فقال تعالى ( فجاءته احداهما تمشى على استحياء ) من شدة حياء هذه المرءه وضعت يدها فى كم ثوبها ثم و ضعتها على وجهها و حدثت موسى و ما قالت الا ( ان ابى يريد ان يجزيك اجر ما سقيت لنا ) و ثالثها حياء الايمان و هو اجلها بانك تراقب الله تعالى مراقبه تجعلك تستحى من الله عند اقتراف المعصيه و هو ما اشار اليه رسول الله بقوله ( ان الايمان بضع و اربعون شعبه و الحياء شعبه منها ) و من الحياء ما اجبل عليه الانسان فهو مخلوق معه بالفطره كقول رسول الله لاحد الصحابه ( ان فيك خصلتان يحبهم الله و رسوله فقال او جبلنى الله عليهم ام اكتسبتهم من نفسى فقال جبلك الله عليهم هم الحياء و الكرم ) و منه ايضا حياء الملائكه مع شدة تسبيحهم لله ليل نهار لا يفترون لكنهم جبلو على الحياء من الله فهم لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون و منه ايضا حياء عثمان بن عفان رضى الله عنه حينما قال النبى ( استحى ممن تستحى منه ملائكه الرحمن ) و منه حياء عائشه رضى الله عنها حينما دفن رسول فى بيت عائشه و دفن معه ابو بكر الصديق و هو والد عائشه كانت رضى الله عنها تدخل الى قبر النبى و تجلس خالعه ثوبها لانها تجلس مع زوجها عليه السلام و ابيه و القبر فى بيتها فلما دفن عمر بن الخطاب مع النبى و ابو بكر فى بيت عائشه كانت ترتدى ثوبها و تلبس خمارها لانها كانت تستحى من عمر بن الخطاب مع انه ميت و منه حياء المرءه التى جاءت تسئل النبى عن كيفية طهرها من المحيض فقال لها النبى تمسك خرقه و تمسكها اى تجعل فيها شىء من مسك و تطيبها و سكت رسول الله حياء منها فذهبت الى عائشه فبينت لها مراد رسول الله من كلامه معها و منه حياء الله تعالى عندما يعصى الانسان ربه فيستره الله و لا يفضحه ثم يرفع هذا العاصى يده يدعو الله فيستحى الله تعالى ان يرد يده خائبه مصفره و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كما قالت عائشه ( اشد حياء من البنت فى خضرها ) و منها حياء على بن ابى طالب عندما قتل عمرو بن عبد ود فقال له عمر بن الخطاب لما لم تأخذ درعه فانه افخر درع فى العرب فقال على كرم الله وجهه كنت افعلها و لكنى رايته و قد بانت سوءته اى عورته فغطاها بالدرع فاستحييت ان اخذ درعه مخافه كشف عورته و لذالك فان من لم ينعم عليه الله تعالى بان يجبله اى يخلقه على الحياء فيولد من بطن امه فيه خصلت الحياء نعمه من الله عليه فانه يتوجب عليه تمرين نفسه على الحياء حتى يكتسبه بمجاهدة نفسه عن معاصى الله و الكفاف و العفه مع الادب و حسن الخلق لان رسول الله جعل الحياء اكبر شعبه من شعب الايمان و مع نقص الحياء و انعدامه فى الانسان يذهب ايمانه مع اننا جميع نعلم علم اليقين و تلك عقيده اهل السنه و الجماعه بان الايماء يزيد و ينقص بحسب الازعان و العمل الصالح لكن نقص الحياء يرفع الايمان عن صاحبه بشكل نهائى لذالك يجب علينا ان نمرن انفسنا على الحياء حتى نكتسبه
اذا ما تخشى عاقبة الليالى ** و لم تستحى فافعل ما تشاء
فلا و الله ما فى العيش خير ** و لا الدنيا اذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ** و يبقى العود ما بقى اللحاء
اللهم اللبسنا لباس الحياء و حجب نساءنا و علمنا الادب فى القول و العمل و علمنا و ثبتنا و اشفى ابداننا و ثقل بالمكرمات موازيننا و اوسع منازلنا و نور قلوبنا ابدا ما احييتنا و اجعله الوارث منا
و صلى اللهم على محمد و اله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)