الحمد لله الذى انزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا و جعل فيه الجكم بينا و شرائع الدين قيما ......... و بعد
فان من عظيم لطف الله الخفى على معظم عباده ان جعل الحكمه التى ينطق بها جميع فلاسفة العالم شرقا و غربا هى من ام الهام الله تعالى له محض و ليس من بنات عقول هؤلاء الفلاسفه حكمته تلك فالهام الله تعالى لا يتوقف عند المسلم فحسب بل العدل المطلق الذى هو لله يقتضى ان تكون الحكمه على لسان كل الناس يلهمون بها الهام سواء كان ذالك الملهم بالحكمه مسلما او كافرا لان الله قام بالهام النحل ان تتخذ بيوتها من الجبال فقال ( و اوحينا الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ) كذالك الله قام بالهام ام موسى لتلقيه فى اليم فقال ( واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفتى عليه فالقيه فى اليم ) كذالك الهام الخضر مع موسى قال الله على لسان الخضر ( و ما فعلته عن امرى ) فالوحى فى كل هذه الايات ليس وحيا حقيقيا الذى به تكون الرساله انما هو وحى الهامى يكون خواطر ترد على القلب فينطق بها اللسان فتكون حكمه تنطق و عبره تعمل قائمه على صلاح الكون لا يخص بها الله احد من خلقه و انما هى لكل الموجودات و الناظر فى القران الكريم بعين التدبر يخرج منه درر و يواقيت تتحف بها قلوب العارفين و يدك بها الجبل و يسير العاصى طائعا و له تعالى فى خلقه حكما و كانت كتب ابراهيم كلها مواعظ و حكم ومنها على سبيل المثال يقول تعالى ( يا ابن ادم لا تكن كالمصباح يحرق نفسه ليضىء على الناس ) و منها ايضا ( الرزق مقسوم و النعم لا تدوم و الاجل محتوم و الحق معلوم و خير الحكمه خشية الله ) هكذا تكون حكمه الله التى نطق بها اعظم انبياءه عبليهم السلام و لكنا نجد الغرب الملحد مع علمنا اليقينى بان الله تعالى هو الذى يلهم فقط تجدهم اذا تلفظ احد الحكماء عندهم بالحكمه يجعلون منه اله يعبدونه غرهم الشيطان ببعض ما اكتسبو فعبدو المخلوق الذى هو من الات الله المصنوعه له و تركو الاصل الصانع فضلو و اضلو و لا حول و لا قوة الا بالله ووجدنا مناظرات متعدده بين اكابر علماء المسلمين و صناديد قساوسة النصارى و حاخامات اليهود و مع ظهور حكمه الله على لسان علماء الاسلام بالحجج الساطعه و البراهين القاطعه الا انهم لا يؤمنون فقد جعل الله الران فى قلوبهم و الوقر على اذانهم فهم صم بكم عمى لا يهتدون و لعل مناظرات الشيخ احمد ديتات منا ليست ببعيد و من اعظم المناظرات و اوجزها ما وقعت فى قصر الخديوى عباس و عنده جالسا حاخام من اليهود و قس من النصارى و بينما هم كذالك اذ دخل عليهم الشيخ محمد عبده فقال الخديوى عباس الله اكبر على كل واحد منكم بما انه يمثل ديانته ان يخبرنا لماذا هو يدخل الجنه و غيره يدخل النار فتراجع القس النصرانى و قال ليتقدم حاخام اليهود اولا فتراجع الحاخام و قال ليتقدم الشيخ محمد عبده اولا فقال الخديوى عباس تكلم يا امام المسلمين فقال الشيخ محمد عبده فى مناظره اكثر من رائعه موجزه و جيزه بالهام من الله و تثبيت قال اذا كان اليهود داخلون الجنه لانهم امنو بموسى فنحن المسلمون داخلوها معهم لاننا امنا بموسى و اذا كان النصارى داخلوها لانهم امنو بعيسى فنحن المسلمون داخلوها معهم لاننا امنا بعيسى و اذا كنا نحن المسلمون داخلوها لاننا امنا بمحمد فلا اليهود و لا النصارى داخلوها لانهم لم يؤمنو بمحمد صلى الله عليه و اسلم و انتهت المناظره بانهم امنو جميعا فالله تعالى يؤتى الحكمة من يشاء و من يؤتى الحكمه فقد اوتى خيرا كثيرا
و صلى الله على محمد و اله
التعديل الأخير تم بواسطة ابو سيف مصطفى عطاالله ; 30 - 4 - 2014 الساعة 01:52 PM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)