بارك الله فيك اخى مصطفى وجعله ربى فى ميزان حسناتك
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى .... و بعد
كل هذه الموجودات جميعا هى من صنع البارى تعالى اوجدهم لعبادته هو تعالى وحده الذى يعلم فى مكنون غيبه مقادير الموجودات و درجاتهم على حسب اخلاصهم فى عبادته تعالى من اجل ذالك جعل الله عبادته مقيده بقيود التوحيد اولا ثم بالشريعه الغراء ثانيا ثم بالاخلاص و مراقبته تعالى ثالثا من اجل ذالك وضع تعالى الميزان و ضبط معايره بضابط واحد و هو العدل فى كل شىء و عدم التكليف فوق طاقه المخلوق و على هذه المقاييس و الضوابط التى ذكرتها انفا جاء التقسيم و الدرجات بين المخلوقات و بعضها البعض خصوصا بين بنى البشر و جعل هذه الدرجات و المراتب المتفاوته فى علم الغيب محض لا يعلمها الا هو تعالى و لكنه بلطفه بنا و احسانه اخبرنا ببعض التقسيمات و الدرجات فى ذالك فاليتنافس المتنافسون فقسم الله تعالى المخلقات و خصوصا البشر من حيث العباده الى ثلاث اقسام اولها اهل اليمين و ثانيها اهل الشمال و ثالثها السابقون اما اهل الشمال فلا كلام عليهم اذ لا اقبال لهم على الله اصلا و هم الكافرون و المشركون و المنافقون و غيرهم ممن على شاكلتهم و اما اهل اليمين فلهم اقبال على الله بوجوه كثيره لانهم قنعو بظاهر الشريعه و لم يلتفتو الى سلوك حزب و لا طريقه و قنعو بما لديهم على وحدانيه الله بالدليل و البرهان و لم ينهضو الى النظر الى الله تعالى فى الدنيا بالشهود و لا بالعيان و انما علمو ان لا اله الا الله فقرو بان الله لا معبود سواه و اما السابقون فقد اقبلو على الله متوجهين اليه طالبين الوصول الى معرفته فمنهم من ادام على معيه الله طوال عمره فى الدنيا و لم يغفل عن طاعه الله مثقال ذره فانعم الله عليه بشتى انواع النعم و لذذه بالحياه فى معيته و ملازمته و دوام مراقبته و التواجد معه فشكر النعم فكسب الدنيا و الاخره و هذا يكون دائم التذكر و الطاعه لله طوعا و منهم من تذبذب فى طاعته فيكون مع الله تاره و مع غيره من شواغل الدنيا و ملاهيها تاره اخره و قد يكون مع الله قليل من الوقت و مع ملاهيه كثير من الوقت فيكون من الغافلين فيريد الله ان يقربه و يجعله من المداومين على طاعته فكلما طالت غفلته أمتحنه الله بانواع متعدده من البلاء و النوازل و الهم و الغم و الكرب فيعد الى الله و هذا يكن دائم الذكر و الطاعه لله كرها و هذا هو تفسير قول الله تعالى
( و لله يسجد من فى السماوات و الارض طوعا و كرها )
و صلى الله على محمد و اله
التعديل الأخير تم بواسطة ابو سيف مصطفى عطاالله ; 17 - 7 - 2014 الساعة 02:54 AM
بارك الله فيك اخى مصطفى وجعله ربى فى ميزان حسناتك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)