يقول البعض - لا أدري إذا كانوا من الأذكياء أو الأغبياء – أن الذكاء مكتسب بينما الغباء موهبة !
سبحان الله !!
لا أدري لماذا يكيلون بمكيالين أحدهما عادل ( الذكاء مكتسب ) والآخر ظالم ( الغباء موهبة ) !
وهذا البغي ينذر بأسوأ العواقب، لأننا نحن العرب المعاصرين نحب كل ما هو موهبة ولانهتم أبداً بالاكتساب، نقنع بما هو قابع فينا فقط .
والحقيقة – والله أعلم – وبعد إدماني الغباء، متسكعاً في كل أزقته وزواياه، ومستلقياً على كل أرصفته ، وصاعداً على كثبانه ، ومتدحرجاً على مروجه أدركت أن الغباء مكتسب ... وأن له مصادر ..
وأنه خلف هذه المصادر يقبع مصدرون ..
وأنه خلف هؤلاء المصدرين مفكرين عالميين مختصين بالخبث والمكر..
وأنه خلف هؤلاء محافل ..
وأنه خلف هذه المحافل دولاً ..
والجميع يريد لنا – نحن العرب خاصة – أن نستغرق في الغباء ( الخبيث طبعاً وليس الحميد ) لنتخلى عن إسلامنا الذي لا يريدونه لهم علواً واستكباراً في الأرض ، ولا يريدونه لنا لأسباب كثيرة ...
ونشكرهم على هذه العاطفة النبيلة! فهم من جهة يوقفون رؤوسنا عن التفكير وقلوبنا عن الهم ، ولا يسعون لإبادتنا كما حدث للهنود الحمر ...
شكراً لهم لأنهم يريدون لنا أن نكون أغبياء فقط .

ولعل أبرز مصادر الغباء المعاصر عند العرب هي الآتية :
- الانفراط العضوي والإيماني الذي ينتج القعود والتثاقل إلى الأرض ..
- فرط التخلف العقائدي والعقلي والنفسي والروحي والوجداني والمزاجي والهضمي ..
- البدانة المفرطة للقضاء على الحركة التي فيها بركة ..
- النحافة المفرطة للمبالغة في الحركة الرعناء ..
- الإفراط في الجدية ..
- الإفراط في السخرية ( الاعتدال فيها من مصادر الذكاء ) ..
- تصديق كل الذين يكذبون ليلاً ونهاراً فقط ..
- الانفطار عند مشاهدة الفيديو كليبات العربية المعاصرة وما فيها من المشاهد التي تفرط فرطاً ..
- الإفراط في الأطعمة الدسمة والأشربة الغازية وقضاء ثلثي العمر في البحث عن الحمامات ..
- التفريط بكل ثمين والحرص على كل غث ..
- التحول إلى فطور جلدية ذات حكة مفرطة عند سماع النشيد الوطني لبلاد الواق واق وعند سماع واليها يتحدث بالفصحى ..
- أحاديث بعض العلماء الذين يفرطون في عظاتهم المتلفزة بحثاً عن الإفراط في البكاء والحزن والكآبة لحد ترك الأرصفة التي وضعونا عليها سابقاً والنزول إلى القبر لأنهم برأيهم أأمن لنا ولهم .. يقبروننا أحياء ليقبضوا رضا ودراهم الوالي ..
- تصفح المنتديات السياسية العربية التي يمكن أن تجعل الواحد غبياً في خمس دقائق لاغير !

والآن : إذا كنت لست غبياً وبعيداً عن هذه المصادر فاحمد الله .. لأنك من النخبة التي استخلصها الله ورعاها وحفظها .
وإن كنت – لا قدر الله – غبياً، فلتجاوز الغباء لابد من الاعتراف به ، وإقامة العلاقات الدبلوماسية معه لمفاوضته وإقناعه بالرحيل ، ثم قطع العلاقات الدبلوماسية معه .
فإن لم يقتنع بالرحيل – وهذا هو الأرجح – فلابد من المقاومة !

هذه اجتهادات بسيطة ، إن كانت صحيحة فمعنى ذلك أني أقاوم الغباء ..
وإن لم تكن كذلك فإن ما يشفع لي عندكم هو اعترافي بالذي تعرفونه !!
**