الحمد لله العلى الكبير ذى الطول لا اله الا هو اليه المصير ......... و بعد

فان من افضل نعم الله التى انعم بها علي البشريه كلها على الطلاق ان ارسل فينا نبيا نجيبا كامل الاخلاق فى الدنيا و فى الاخره وجيها رسول زكى تقى كامل الاوصاف ظاهرا و معنوى

ان نام قلبى عن الزلات فى ظلم * فانه بضياء العفو منه صحا
فما ارانى من الزلات منقبضا * الا روحت بفضل العفو منشرحا
ادت ذنوبى لكن ما استجرت به * الا وجدت مقام العفو قد وضحا
ما زال يرحم من ضعفى و ستر لى * عيبى و يغمرنى من فيضه منحا

و انى لاراه ينير الارض كلها مشرقا و مغربا نورا وضيحا واضحا متاكملا نوره قبضه من نور الله نعم نور النبى من نور الله و قد ذكر الله تعالى فى القران انه ( نور على نور ) ثم قال بكمال الحكمه و اشاره تفيد المعنى و توضح المرمى ( يهدى الله لنوره من يشاء ) فمن عرف نور النبى فقد هداه الله الى كشف نوره تعالى فيرتفع عنه الحجاب فيكون قد راى ما يغنيه فى الدنيا عن كنوز الارض كلها هذا النور الذى يختلج لى انه كنور البدر فى تمامه و القمر ليله كماله فى كبد سماء مظلمه حيث لا نجم ينير و لا جزوه انه النور الربانى الذى طلب موسى رايته على جبل الطور فخر صعقا انه النور الذى من اجله طلب موسى ليله الاسراء و المعراج من النبى ان يراجع ربه فى الصلوات المفروضه لانه كان يرا انعكاس نور الله فى وجه نبينا الاعظم هذا النور الذى اشار الله تعالى اشاره جليله اليه فى الحديث القدسى حيث قال ( ما وسعتنى سمائى و لا ارضى و لكن وسعنى قلب عبدى المؤمن ) القلب الذى محراب نور الله اخبر به عمر بن الخطاب فى امارته على بن ابى طالب رضى الله عنه فقال ( رايت فى المنام كان امراءه جاءت بطبق من التمر و قالت لى اعطى هذا الطبق لرسول الله حتى يوزعه فى المسجد فلما اعطاه اخذ رسول الله تمره بيده و وضعها فى فم على فلما احس على رضى الله عنه بحلو طعمها قال دنى يارسول فاستيقظ على فسمع اذان الفجر فلما ذهب الى المسجد جاءت امراءه تحمل طبق تمر و قالت يا على اعطى هذا الطبق لامير المؤمن عمر بن الخطاب ليوعه فى المسجد فاخذ عمر بن الخطاب تمره ووضعها فى فم على فلما احس على بحلو طعمها قال زدنى يا امير المؤمن فقال عمر رضى الله عنه و الله لو زادك رسول الله لذدناك فقال على متعجبا مندهشا اوحى هذا يا امير المؤمن ام غيب فقال عمر ليس بوحى و لا غيب و لكن يا على اتقى فراسه المؤمن فانه يرى بنور الله ) قال تعالى عن نور القلب الذى هو جزء من نور الله ( انها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) اى يذهب نورها الربانى فيحتجب عنها الرؤيا نعم انه نور النبى كانت السيده عائشه رضى الله تمسك بالمخيط ( الابره ) و كانت ليله مظلمه فسقطت منها على الارض فما استطاعت ان تراها من شدة الظلمه فدخل عليها رسول الله فوجدت المخيط ( الابره ) على نور وجه النبى صلى الله عليه و سلم و من راى رسول الله فى المنام لا يرى لقبره ظلمه ابدا و كان صلى الله عليه و سلم لا يصلى على الميت اذا علم بان عليه دين و مات قبل ان يؤديه فسئله احد الرجال عن سبب امتناعه صلى الله عليه و سلم عن الصلاه على الميت الذى مات و عليه دين لم يؤديه فقال لان الدين ظلمه فى القمر و صلاتى على الميت نور له فى قبره قال تعالى لنبيه ( و صلى عليهم ان صلاتك سكن لهم ) و قال تعالى عن ساحه الحشر و الحساب مخبرا عن حال المنافقين و على لسانهم ( يوم يقول المنافقين و المنافقات للذين ءامنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمه و ظاهره من قبلهم العذاب ) ثم قال تعالى مخبرا عن حال المؤمن فى ساحه النشر و القضاء ( يوم ترى المؤمنين و المؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم و بايمانهم بشراكم اليوم جنات ) نعم انه نور النبى الذى ما زال من يوم خلق ادم يتنقل فى اصلاب الرجال و ارحام الامهات جيلا بعد جيل كابرا عن كابرا شريفا عن شريف طاهرا عن طاهر حتى استقر فى ظهر عبداللاه بن عبد المطلب ابو النبى و رحم ءامنه بنت وهب ام النبى فولد النبى صلى الله عليه و سلم فقالت ءامنه ام النبى ناقله خبر مولده ( لما ولد النبى اضاء لى قصور الشام و رايت ايوان كسرى و فارس ) نعم انه نور النبى الذى خرج معه فستنارت الدنيا و امتلأت بالايمان و العلم و النور بعدما امتلأت بالكفر و الجهل و الجور

و تقول ءمنه رايت عجائب * فى مضجعى لما حملت بأحمدا
ملك اتانى فى المنام يقولى لى * يـــــا بنت وهب ابشرى بمحمدا
بالله يا متلذذين بذكـــــــــره * صلــــــو عليه كما احل و أوجبا

اخوتى لو تحدثت عن نور النبى طوال عمرى ما وفيت حقه و لكنى اكتفى خشيت الاطاله

اسئل الله جل و علا ان يكسو وجوهنا و قلوبنا بالنور المحمدى و ان يقر عيوننا برؤيته فى حياتنا و يجمعنا به بعد مماتنا
و ان يصلى عليه عدد ما كان و ما يكون و ما هو كان
و يغفر لى و اخوانى و اخواتى و من قال امين على هذا الكلام
و صلى الله على محمد و السلام