بسم الله الرحمن الرحيم

اقدم اليكم اليوم قصتى المتواضعه

( الكهف الملعون )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
و التى اجعلها اهداء لروح والدى

يبدو انها قد جرت اقدامنا فى طرقات اقوى منا بمراحل لن نركع لها و لكننا سنعود ..........

فى ( ابريل 1962 ولد سيف ) ليكون اول مولود نجيبا بكريا كما يقولون بالعاميه حينما فتح عينيه للحياه لاول مره وجدها ترتدى جلبابا رمادى اللون برائحه تبدو كانها رائحه شواء لجثث ادميه يتراقص على وهجها الآف المعتوهين من اكلت لحوم البشرمن هذه اللحظه
وزاكرته البكريه الخصبه ينتقش بداخلها صورة متكامله لهذه الحياة البشعه .....

نشأ فى قرية صغيره من قرى الصعيد ذات العادات و التقاليد الصعبه المتعجرفه تربى منعزلا عن البشر الذين طالما ارتسمت فى مخيلته منذ نعومة اظافره صورتهم و كانهم معتوهين اكلت لحوم البشر لم يكن لديه القدره للثقه باحد منهم يبدو انه فقد الثقه حتى فى نفسه اصبح شخصيه انطوائيه معدومه الثقه منعزله تماما عن الاخرين الا ان الله وهبه حدة فى الذكاء و عبقريه فى التفكير لم يسبق لها مثيل فى قريته بعد نهاية المرحله الابتدائيه دخل المعهد الاعدادى الدينى الازهرى بنين القريب من قريته فعلى عادة اهل الصعيد الذين كانو يعشقون تراث الازهر و يحبون ان يدخلو اولادهم مدارس الازهر ليتعلمو اصول الشريعه و امور الدين ولاول مره يكون لديه 4 اصدقاء مقربين يبدو انهم تمكنو من فك الشفرة المطلسمه للصوره التى ارتسمت فى مخيلته عن البشر استطاعو ان يفوزو بصداقته و يحصلو على ثقته خالطهم تماما دقت الفسحه و خرجو لتناول الوجبه المعتاده المفضله لهم جميعا انها سندوتشات عم محمد و من شدة زحام التلاميذ على السندوتشات اتفق الشله على ان يقوم كل واحد منهم كل يوم بشراء السندوتشات ليتحمل عن باقى الشله تبعات و خنقت هذا الازدحام و اليوم على حسب الجدول الذى يتابعه سيف كل يوم هو دور احمد فى شراء السندوتشات لباقى افراد الشله يقف احمد يجمع الفلوس ليذهب الى حيث يقف عم محمد بعد حصوله على الجزء الذى يدفعه كل فرد من الشله الذى خصصه لشراء السندوتشات من المصروف اليومي الذى يحمله من والده فى المرحله الاعداديه و كان وقتها 2 جنيه فقط يجرى احمد و فى زحام زملائه على الصندوق الخشبى الذى يضع فيه عم احمد سندوتشاته الطازجه ينتهز احمد فرصه انشغال عم محمد بالذبائن يغفله ليضع يده داخل الصندوق و يسرق باغتلاس ما يمكن ان تحمله يده من السندوتشات لانه تربى فى محيط اسرة منعدمه ماديا والد احمد مات و هو فى طفولته ووالدته ربة منزل تعيش على الراتب الشهرى الذى تحصل عليه من معاش زوجها فلم تستطع والدة احمد ان تعيطه المصروف اليومى كباقى اصدقائه و لكن حياء احمد و عدم قدرته على مد يده للاخرين جعل منه لص يسرق كل شىء يجده امامه حتى مقتنيات زمائله و الاشياء الخاصه بهم فلم يتوقف الامر عند سرقت السندوتشات فحسب اعتاد احمد السرقه حتى كانت تجرى فى شريانه عاد احمد اللى اصدقائه فرحا يحمل السندوتشات التى طالها من هذه الحرب الضروس و التى طالما لاطفت رائحتها لعابهم اعطى احمد كل واحد من اصدقائه نصيبه من السندوتشات على حسب مطلبه ثم يجلس بعيد عنهم منفردا ياكل بنهم شديد لكن سيف كان بعد الحين و الحين ينظر اليه نظرة عطف و لوم فى نفس الوقت لانه يعلم ظروف احمد الماديه لكن محمد يكره فعل اى شىء من المحرمات صوب سيف نظرته الى احمد و سددها كانه يعرف ما يفعله صديقه احمد من سرقات زملائه و السندوتشات لكن احمد كان يتلاشا هذه النظرات لانه يعرف يقينا ان سيف صديقه متدين يصلى جميع الصلوات فى اوقاتها و يقرا القران حديد الفكر زكى العقل يكره الحرام بجميع صوره لا يثق فى اى احد الا نفسه و لو اعترف له بسرقاته سيفقد هذه الصداقه التى تجمع بينه و بين سيف لذالك كان يتفادا النظرات و يتلاشا الكلام معه و من نظرة سيف الحاده الثابته لاحمد و بصريته الثاقبه عرف كل شىء و ذات يوم قرر احمد سرقت شنطه سيف المدرسيه و لكن ناظر المعهد تمكن من ضبطه و قام بفصله من المعهد بعد علقة موت سريعا ما انتشر خبر فصل احمد و سرقاته لزمائله مما جعل سيف يتاكد من ان احمد لص ياكل الحرام هكذا الوازع الدينى الذى يسيطر على كل شخصية سيف مما جعله يستعيد صورته المنقوشه فى زاكرته عن اكلت لحوم البشر بعد سقوط قناع صديقه احمد المزيف من على وجهه مما جعله يبتعد عن احمد تماما و يقطع علاقته به دون الدخول فى نقاش معه وقف ابراهيم و كانه خطيب بارع على منبر القمم العربيه يحكى عن الادوات المدرسيه و الهدايا التى قدمها خاله له كلما عاد من سفره كان ابراهيم يعشق التفاخر و التجاره الرابحه كما تعلم من والده تاجر المواشى المعروف متوسط ماديا اخذ يحكى عن اللوازم المدرسيه الرائعه التى يستحيل ان يحصل عليها احد سكان القرية لانها تاتى اليه من الخارج و فى الفصل بين الحصه و الحصه وقف ابراهيم وسيف يجلس بجواره فى نفس المقعد فى مقدمة الفصل يرفع قلم جاف ازرق و يقول انه ذو رائحه جميله و عطره تشتمها كلما كتبت به وجميع زملائه ينظرون مشردين الاذهان من هذا الاختراع المتطور بالنسبه لهم الذى لم يشاهدو مثله من قبل و بعقلية ابراهيم التجاريه استطاع ان يبيع جميع الاقلام التى كانت معه القلم بخمسة جنيهات من يمتلك هذا المبلغ الكبير من اولاد الزوات و الاعيان يستطيع شراء القلم ذو الرائحه العطره و يجمع ابراهيم الاموال فرحا لكن تكرار ابراهيم لنفس بيع نفس الاقلام فى كل يوم جعل سيف يشك فيه مما جعله يسئل ابراهيم من اين تاتى بهذه الاقلام قال ابراهيم متهكما ساخرا جبهالى خالى من الكويت يا سيف باشا فيه اسئله تانيه و لا خلاص هاتقفل المحضر على كدا سكت سيف و هز راسه مؤكد له ان المحضر لم يقفل بعد و خرج الى حوش المعهد يجلس تحت احد الاشجار الكثيفه الضخمه يراجع زكرياته حينما كان يلعب كوره القدم مع اقاربه و جيرانه داخل الشارع الخاص بهم كان سيف يعشق الرياضه على العام و كرة القدم على الخاص و كان يحب لعب الحديد و حمل الاثقال مما وهبه جسما جميلا رائعا ذو عضلات مفتوله يحبها كل البنات فى المعهد الاعدادى الدينى الازهرى فتيات المجاور لهم و حبيبته التى عشقها ناديه ذات الحسن و الدلال بالنسبه له كان سيف يقف امامها كلما شاهده تجلس مع زميلاتها يحاول لفت نظرها باتجاه يرفع صوته و يقول بوص الباى بوص التراى و كانت ناديه تبادله النظرات و تبتسم له فى دفء و حب وقف احد اصدقائه امامه فى هذه الخلوه الفكريه الجميله ليشكو اليه زميله ابراهيم لو سمحت يا سيف صاحبك ابراهيم بيبعلنا القلم الواحد بخمسه جنيه و القلم رفيع و رقيق مش بيستحمل و بيتكسر بسرعه فى الشنطه لو سمحت بقا خليه يرخصه شويه يعنى انت يرضيك كدا يا عم سيف احنا كلنا زمايل و صحاب مفهاش حاجه لما يرخصه شويه رد سيف بهز راسه ليفهمه انه سيتصرف لكن سيف حاد الزكاء يشك فى كل شىء اخذ قلم من ابراهيم و دخل الفصل المجاور و اعطاه لصديقه عبدالرحمن الذى على الفور اخبر سيف بان ابراهيم كذاب و يحتال على زمائله لان هذا القلم يباع فى المكتبه التى على اطراف القريه مكتبة المركز قلم جديد لسه محدش استعمله مش مشهور هز سيف راسه و قال علشان كدا ابراهيم استغل ان القلم جديد و محدش يعرفه و قال ان خاله جابه من الكويت و باعه بخمسه جنيه نظر سيف لصديقه عبدالرحمن و قال له لو سمحت يا عبدالرحمن انا عاوز اروح المكتبه دى دلوقتى حالا و بمجرد دخول سيف المكتبه سئل احد العاملين فيها عن القلم وكم سعره فقال له العامل ان القلم موجود بكميات كبيره استراد المكتبه من الصين و ان القلم دا ثمنه بجنيه و نصف فقط شكره سيف و على الفور برفقت صديقه عبدالرحمن توجه الى المعهد و رفع القلم فى الفصل و اعلن باعلى صوته للجميع ان القلم موجود بكميات كبيره فى مكتبه المركز ثمنه جنيه و نصف فقط انقلب المعهد راس على عقب هاج و ماج و كانت الضربه القاضيه من نصيب ابراهيم قال سيف يستاهل علشان يبطل يكذب على زميله و يستغل سزاجتهم و عقليتهم و يسرق فلوسهم بدون وجه حق و هكذا سقط القناع المزيف عن صديقه الكذاب المستغل و عادت اليه نفس الصوره لاكلت لحوم البشر المحفوره بعمق داخل زاكرته مؤكدا انهم وحوش بربريه سيف سيف لو سمحت عاوزك تييجى تلعب معانا ماتش الكوره فى المعهد بكره بدال مروان علشان هو مصاب بجزع فى رجله مع تمزق بسيط فى رباطه الصليبى و مش هايعرف يلعب و الماتش دا مهم لنا كلنا رد سيف حاضر يا صلاح من عنيا كان صلاح صديق سيف فى الالعاب الرياضيه فقط عائلته مرتفعه ماديا لديه اخوه اكبر منه مشهورعنهم الصياعه و تجارة المخدرات علشان كدا سيف كان لايدع الفرصه امام صلاح حتى يقترب من حياته الشخصيه فى اليوم التالى انتهى الماتش و فاز فريق صلاح بهدف واحد نظيف ادخله سيف مقابل صفر للفريق الاخر لتنتهى المباراه واحد صفر لفريق صلاح و الفضل فى ذالك لمجهود سيف الذى بذله داخل المباراه شكره صلاح جدا و طلب منه ان يقابله بالمساء ليحتفلا سويا بهذا الفوز تلعثم سيف و لكنه تحت اصرار صلاح وافق و فى المساء حضر صلاح ومعه احد اصدقائه و جلسو يضحكون و يلقون النكات و الفوازير و افعالهم الجنونيه مع المدرسين فى الفصل ومشاغبتهم فى احراق الغياب الخاص بهم و كانت ليله جميله مع مرور شهر كان صلاح و صديقه خلاله يجلسون مع سيف يوميا كل مساء فى صباح اليوم التالى و فى ساحة المعهد قال يوسف لو سمحت يا سيف انا عاوز اشتكيلك من صلاح علشان اخد منى مبلغ 20 جنيه وقالى انه هايجيبلى مطوه قرن غزال النهارده فى المعهد و لسه مجبهاش جاء صلاح ليقطع شكوات يوسف استئذن سيف و اخذ يوسف لينفرد به فى حمامات المعهد و اخرج له لفافه حشيش معتبر من نوع ايام جريئه ووعده بقضاء ليله حمراء جميله بعد الانتهاء من ضرب الحشيش على الشيشه فى غرزت المعلم سماحه فى المقابر اقتنع يوسف و بعد مرور ربع ساعه خرجو و دخل كل واحد منهم الفصل و فى اليوم التالى بعد دق جرس الفسحه جاء يوسف يجرى الى سيف الذى كان يجلس تحت الاشجار المعتاده الحقنى يا سيف صلاح نصب عليا سرقنى رد سيف قالو اهدى و فهمنى قال يوسف بغرغره حنجريه صلاح سرقنى جابلى المطوه معاه امبارح و قالى اخفيها فى المانور اللى فى الحمام دا علشان انا سمعت ان مفتش المعهد جاى النهارده و هايفتش كل الطلبه و انا خايف عليك يفتشك و يلاقيها معاك و يتعملك محضر و تترفد من المعهد اقتنعت و سمعت كلامه و خفيتها فى المانور و دخلنا انا و هو الفصل و لما خلص اليوم و انا مروح البيت دخلت الحمام مش لقيت المطوه فى المانور اكيد صلاح هو اللى سرقها مفيش حد يعرف مكانها غيره بعد ما اخد فلوسى الحقنى يا سيف قولى اعمل ايه رد سيف اهدى بس يا يوسف و بكره لما اقابل صلاح فى المعهد هاجيبلك حقك تانى يوم وقف يوسف و معه سيف فى انتظار حضور صلاح الى المعهد و بالفعل حضر صلاح صرخ يوسف و انقض على جاكت صلاح كانه السهم المسموم يا حرامى تعالى هنا انت خلاص انكشفت على حقيقتك رد سيف لو سمحت يا يوسف سيب صلاح و هو هايديلك حقك صلاح كويس مش بياكل حق حد قال صلاح انا مكنتش هاعمل كدا بس المطوه دى مش بتاعتى انا سرقتها من الديللر ادانى ربع جرام هروين بعد ان استولى كل الفلوس اللى كانت معايا معرفش اعمل ايه سرقت المطوه بتاعته و جيبتهالك بس هو عرف و هددنى انى زلام ارجعله المطوه و الا هايفضحنى لو سمحت يا يوسف تعالى معايا عند بيت الديللر هادخل اجيبلك منه حقك انت بس استنانى خارج البيت و انا اللى هادخل عليه لوحدى وافق يوسف على الذهاب معه لكن بشرط ان ياتى سيف معهم خلاص فقدت الثقه فيك مش هاقتنع بكلامك تانى ارتج صلاح قلقا من سيف لكنه تحت اصرار يوسف وافق صلاح و اصطحبهم الى بيت الديللروقف يوسف و سيف بالخارج ودخل صلاح بمفرده داخل البيت و طال وقت الانتظار لم يخرج صلاح مر ربع ساعه على دخوله شك سيف و اخذ يدق الباب بيده لكن بلا جدوى ازاح سيف الباب بقوه و دخل لكن المفاجأه ان هذا البيت عباره عن ممر له بابان وضع عليه كل هذه الابواب الاهالى منعا منهم لدخول الكلاب و القطط اذا دخل احد من اى باب منه خرج من الباب الاخر و هكذا سقط القناع الميف عن وجه صديقه و انكشف على حقيقته مدمن مخدرات و تاجر سلاح ظلت الصوره فى ذهن سيف تتاكد اكثر و اكثر عن نظرته للمجتمع على انه اكله للحوم البشرانتهت الدراسه الثانويه و نجح سيف بعد حصوله على الثانويه الازهر جائت نتيجه التنسيق اجابيه فدخل سيف كليه الشريعه و القانون قسم القانون جامعه الازهر بالقاهره ليعتمد على نفسه و يعيش و لاول مره فى حياته بدون اسرته و يغير الجو القروى البدائى الى جو البندرالمتحضر من الصعيد الى مصر بمجرد وصوله الى مصر و استقراره بالجامعه شاهد و تعرف على زملاء و اصدقاء جدد فى الجامعه من اندونيسيا ماليزيا ارتريا ليبيا المغرب العراق السعوديه اليمن لغات و لهجات كثيره يجب ان يتعرف عليها و يجيد التحدث بها بعد انتهاء المحاضرات يعود سيف الى شقته التى استأجرها فى كفر الطماعين بالدراسه و لانها شقة طالب يعيش بمفرده اعزب ترى شقته مثل غيرها من شقق الطلاب الذين يعيشون بعيدا عن اسرتهم شقه مترهله كل الاشياء فيها عشوائيه غيرمرتبه هذه الشقه الضيقه المنمقه التى يعيش فيها بمفرده و التى اصبحت الان محل سكنه و بحكم الصوره التى ارتسمت فى مخيلته منذ صغره عن المجتمع المريض من حوله لم يقبل ان يستضيف احد او يشاركه فيها احد و لكن سرعان ما تحولت الى شقه هادئه يوجد اسفل العماره التى يقطن فيها شقته قهوه صغيره كان سيف يجلس عليها احيانا هاربا من جو الوحده و الملل و مع الوقت تعرف على صديقه محمود طويل القامه قمحى البشره يعيش فى نفس الشارع الذى يعيش فيه سيف و لانه يعرف ان سيف يعيش بمفرده دون ان يخدمه احد مغربا عن اسرته كان كلما قابله فى الشارع رحب به بحراره و يستئذنه ان يصعد الى شقته ليصنع له اكواب الشاى بنفسه فهذا كرم الضيافه و اقل شىء يقدمه الجار لجاره وقتها لم يجد سيف ما يقوله من كلمات شكرا منه لما يصنعه معه صديقه محمود و لكن تعددت اكواب الشاى التى كان محمود يصمم على صنعها بيده ملحا على سيف بان يشربها لكن سرعان ما اعتاد سيف على شرب تلك الاكواب حت اذا جاء الوقت الذى كان يشرب هذه الاكواب مع صديقه محمود يحس بصداع و زغلله بالعين مع رعشه فى الاطراف مع الوقت احس سيف بنهم شديد و اصرار داخلى على شرب كوب الشاى الذى يقدمه له محمود يبحث هنا وهناك بسرعه عن محمود فى الازقه و الحوارى و بمجرد العثور عليه يستعجله طالبا منه كوب الشاى الذى يصنعه بيده و ما ان ينتهى سيف من شرب كوب الشاى يجد راحه و فرحه و لذه عجيب جدا ذالك الشاى له تاثير غريب على العقل و المزاج يريحنى كثيرا لو سمحت يا محمود ممكن تضربنى بكوب شاى تانى و بعدها تعرفنى الطريقه اللى انت بتعمل بها الشاى قال محمود عنيا بس كدا خذ الشاى و لكن لابد ان نذهب الى شقتى لاعلمك الوصفه السحريه صعد سيف مع محمود الى شقته شرع محمود يشرح فى الوصفه العبقريه لاكواب الشاى السحريه و سيف كله اذان صاغيه طبعا قال محمود دى طريقه مغربيه قديمه بص علشان تعملها لازم تجيب الكنكه كدا و تصب فيها الميه كدا و فجأه اقتحم عليهم الشقه رجال المباحث بعد تفتيش الشقه القو القبض على محمود و سيف و من التحريات و التفتيش عثر فى شقة محمود على ماده الهروين و الحشيش و اقراص ترامادول المخدره و من هنا عرف سيف سر اكواب الشاى العجيبه تاكد له ان محمود كان يضع له المخدرات فى كوب الشاى ليصبح سيف مدمن مخدرات و يتمكن محمود من البيع له و بعدها يجنده لتويع المخدرات لحسابه كاد سيف ان يدمر تماما بسبب المخدرات ان تمادا فى شرب شاى محمود و لكن القدر ينقذه من هذه اللعنه و يسقط القناع المزيف عن وجه صديقه و بالرغم من نقوش صورة اكلت لحوم البشر فى زاكرته الا انه لم يمنعه ذالك من التعرف على صديق جديد فى القهوه اسمه فريد كان دائما يتردد على القهوه فى نفس التوقيت الذى يحضر سيف اليها كان فريد يصوب النظرات الى سيف كان يصر على ان يكون صديقه الشخصى من اجل ذالك كان ياتى الى القهوه بمفرده و فى نفس التوقيت الذى ياتى فيه سيف الى القهوه و بمساعده المعلم راشد صاحب القهوه استطاع فريد ان يجلس مع سيف على نفس الطربيه و لاول مره بعد ان توسط له المعلم راشد عن سيف اخذ يلقى قصائد المدح على مسامع سيف فى حق فريد ليقنعه بان يسمح له بالجلوس معه كان المعلم راشد عاشقا لفلوس فريد التى كان يلقيها كل يوم فى حجره و من اجل مصلحته الشخصيه و مصلحه القهوه و عدم خسارته لذبون عنده فلوس كتيره زى فريد تقبل وساطته و اخذ فريد و عرفه بسيف و من هنا اعتاد فريد ان يجلس مع سيف على القهوه يلعبون الضومنا و الشاطرنج و يرشفون الشاى بعد مرور ايام عرف فريد كل شىء عن سيف بمساعده المعلم راشد الذى كان مصلحته الشخصيه العليا هى اهم شىء فى حياته لكن سيف لم يكن يعرف شيئا عن فريد لكنه وثق فيه لان مدح المعلم راشد و القصائد المخرفه عنه تكفى للثقه به حتى ان فريد استطاع ان يحصل على رقم الهاتف الخاص بسيف ذالك الرقم الذى كان بمثابة سر من اسرار امن الدوله لا يعرفه الا سيف و اسرته الذين كانو يطمئنون من خلاله على صحه ابنهم سيف و يرسلون اليه الاموال لاتمام دراسته الجامعيه كلما احتاج الى ذالك و فى يوم الاحد الساعه الرابعه عصرا اتصل فريد على هاتف سيف الخاص و طلب منه ان يقبل عزومته فى شقته الخاصه رفض سيف بشده و لكن تحت الحاح فريد وافق سيف و دخل شقة فريد ذات الديكورات و الفرش الرائع لكن مرة ساعه من جلوس سيف فى الشقه و لم يفهم سبب العزومه على العموم فرصه سعيده يا فريد انا لم اعتاد على دخول شقق من قبل غير شقتى و لكن قبلت عزومتك التى لم اعلم سببها حتى الان حرصا منى على عدم زعلك منى اشكرك على حسن الضيافه استئذنك بالخروج معى فقد حان وقت المزاكره خرج سيف من شقة فريد يتنفس نسيم الحياه مفكرا فى اكوام الغسيل التى تنتظره و اطنان القمامه التى تعشق هذه الشقه بحشراتها الجرباء و مع الايام انقطع فريد عن القهوه و لكنه كان يتكلم مع سيف هاتفيا و كان فريد يطلب من سيف الحضور الى شقته فى كل يوم الاحد الساعه الرابعه عصرا لانه كان يعلم من خلال معلوماته عن سيف انه فى كل يوم الاحد لا يذهب الى الجامعه لانه ليس لديه محاضرات ف ذالك اليوم و تكررت طلبات فريد لحضور سيف الى شقته الخاصه كان سيف على حذر من فريد الى حد كبير فخبراته التى اكتسبها من معاملته لاصداقئه السابقين تكفى و لكنه الان يوم الاربعاء الساعه العاشره مساءا و على غير العاده اتصل فريد بهاتف سيف و طلب منه الحضور بسرعه الى الشقه و لكن ليست الشقه المعتاده التى كانو يتقابلون فيها لكن سينتظره اليوم فى شقة والده و اعطاه العنوان و طلب منه سرعه الحضور و مع الاهتمام الغريب التصميم التى لاحظها سيف من كلام فريد نسى سيف كل شىء فى هذه المره لم ياخذ سيف الاحتياطات اللازمه المعتاده و على الفورذهب سيف الى العنوان الذى اعطاه له فريد و بمجرد دخوله فى الشارع الذى تقطن فيه شقة والد فريد كما اخبره فى الهاتف وجد فريد ينتظره هذه المره و على غير العاده اسفل العماره تفضل يا سيف انا فكرت استناك هنا تحت العماره علشان انا مستعجل و الوقت ضيق خفت لحسن تفضل تدور على العماره و توه و تدخل عماره تانيه و تضيع وقت كتير علشان كدا استنيتك هنا اقتنع سيف بكلامه و قاله تمام كويس ان انت عملته كدا خير يا فريد فيه ايه رد فريد هاقولك على كل حاجه فى الشقه اتفضل صعد فريد السلالم و خلفه سيف و فى الطابق الثانى توقف فريد فتح الشقه و قال تفضل يا سيف دخل سيف الشقه وجدها مظلمه حالكه هيا مفهاش عداد كهرباء و لا ايه يا فريد لا طبعا فيها يا سيف انا هارفع سكينه الكهربا دلوقتى نظر سيف على الضوء الخافت الذى ينير من بلكونه حجرة الضيوف ذهب اليها فرار من الظلام الدامس فوقف بداخلها متكأ على صورها اضاءت الشقه ها ايه رايك كدا يا سيف تمام الله ينور عليك طيب ما تيجى هنا نقعد جنبى على الكنبه واقف ليه نظر سيف خلفه فوجد مفاجأه هزت كيانه اخذ قلبه ينبض بسرعه و كانه جرس صلوات جنائزى دقه القسيس فى كنائس سانت كاترين وجد فريد خلع كل ملابسه بالكامل و معه 5 شباب يقفون صرخ فريد و هو يتهم صديقه سيف بالشذوذ الجنسى و تهجمه عليه ومحاوله استفذاذه جنسيا ان فريد يعلم جيدا ان سيف على خلق و متدين لم يخطا بارتكاب تلك الحماقه من اجل ذالك لم يجد امامه سوى هذه الفكره و لو كان احد الشباب المراهقين يقف موقف سيف فى هذه اللحظه لانقض على مؤخرة فريد الطريه الرطبه منتهزا خلعه لكل ملابسه و لكن اخذ سيف يدافع عن نفسه و صوت الحق مرتفع دائما لكن الشباب قررو ان يتركو سيف يخرج من الشقه مع وعدهم له بكتم هذه الجريمه و عدم فضيحته و لكن بشرط ان يترك لهم كل امواله و جميع مقتنياته لم يجد سيف امامه سوى الموافقه و خرج من الشقه بدون شوشره حرصا منه على سمعته خصوصا انه يعيش مغربا عن اسرته و بدون وجود المنصف سرق سيف و كل ما يحمله من محتويات بعد محاولاته المشدده للمحافظه عليها الا انه استسلم تحت تهديد السلاح من شدة الصدمه اخذ سيف يبكى بحرقه لم يتوقع افعال فريد و انه حرامى متمرس و شاذ مقنع يترك جسده مرتعا خصب لكل شاب مراهق يدفع الثمن انها شبكه شذوذ جنسى مكونه من خمس شباب و فريد سادسهم يجمعون المعلومات اللازمه عن اى الطلبه المغربين ليجعلو منهم فريصه سهله الصيد مع ان المعلم راشد يعرف حقيقة فريد جيدا الا انه يمده بالمعلومات عن كل بائن القهوه من الطلبه المغربين مقابل الاموال وقعت جميع الاقنعه المزيفه عن وجوه الجميع ابتدئت الصوره المنقوشه فى اذهان سيف تتضح و تكتمل و نظرته الى المجتمع تتزايد كرها و احتقارا ااكلت لحوم البشر من حوله لكن لا يمنع الحذر القدر هكذا مرت الايام ليصل الى نهايه العام فى كليته لدراسته للقانون تعرف على مراد جاره الذى كان دائما يسمع فى داخل شقته اسواع غريبه رزع و خبط و دبدبات و طبول و موسيقه صاخبه ما هذا ما الذى يحدث بالداخل يذهب سيف و يدق باب شقه مراد و بمجرد ان يسمع مراد دقات الباب يسكت كل شىء و يعود الهدوء من جديد الى الشقه يفتح الباب و يرحب بسيف و يستقبله استقبالا حار تفضل يا استاذ سيف احنا جيران بيتك و مطرحك يعتذر له سيف على التخبيط على باب شقته فى هذه الساعات المتاخره من الليل و لكن ما هذه الاصوات التى اسمعها تهزى فى شقتك يا مراد يرد مراد مؤكد له انه لا يوجد اصوات و لا حاجه و انه فقط مشوش فكريا و ممكن يكون سيف بيحلم المهم ان مفيش واقع لهذه الاصوات نهائى مره اخرى يعتزر سيف على الازعاج و يستئذن و يخرج و لكن فى اليوم التالى و فى الساعه الثانيه عشر بعد منصف الليل يسمع سيف دقات الطبول و الدفوف و الصراخ و الموسيقى الصاخبه و يذهب يدق الباب على جاره مرد و لكن الاصوات تنعدم لدرجه ان سيف شك فى قواه العقليه من كلام مراد له عن تهيئاته لهذه الاصوات و اقنعه ان يذهب معه فى الصباح الى دكتور امراض عصبيه و بالفعل يذهب سيف الى مسشفى خاص لدكتوار امراض عقليه يشرع مراد فى شرح طويل عن التهيئات التى يسمعها جاره سيف و الدكتور يامر الممرضات باعطاء سيف حقنه مهدأ و يقول له لو رجعتلك الحاله تانى هاضطر احولك الى العنبر 111 تقعد فيه اسبوع و لا اتنين يشكر سيف الدكتور و يسطحب جاره مراد الى البيت و فى نفس التوقيت فى الساعات المتاخره من الليل يسمع سيف هذه الاصوات مره اخرى و لكن يمشى سيف هذه المره على اطراف اصابع رجله و معه قادوم يضعه فى حلق باب شقه مراد و يتمكن من فتحه بسهوله و لما دخل وجد المفاجأه مضويه صارخه واقع مرير يتاكد من شخصيه مراد المريضه بالدجل و الشعوذه و دق الطبول و الدفوف و الموسيقه الصاخبه و يذبح القربان للشيطان يعلم سيف من خلال دراسته ان هذه الطقوس يفعلها الماسونيه الامريكصهيونيه قال سيف سابلغ عنك البوليس يا مراد انت جعلتنى اشك فى قواى العقليه ادخلتنى المورستان كدت ان توصلنى الى درجه الجنون الا ان مراد لم ينتظر الوقت ليمضى لكنه طلب من سيف المال و الا هدده بتسخير الجن و العفاريت عليه سيف متدين متعلم الحاجات دى دجل و شعوذه كاذبه يعاقب عليها القانون لكن السحر له انواع مذكور ف القران الكريم من خلال التمائم و الطقوس و الذبح للشيطان كان الساحر يقع فى الشرك يرسل الى سيف فى شقته ليلا خيالات و اوهام باطله يخيفه و يهدده اتعب سيف كثيرا بشد الكوابيس و الارق المصاحب للصداع و قلة التركيز التى اضاعت عليه السنه الدراسيه رسب و اعاد السنه لاول مره فى تاريخه الدراسى تعبت نفسيته و ساءت حالته الصحيه بعد سقط اخر اقنعت اصدقائه المزيفه و عادت اليه الصوره لاكلت لحوم البشر من جديد ترتسم امام عينيه لكنه يثق فى الله و فى قدراته الذهنيه و عبقريته العقليه احب جارته التى تسكن فى الطابق الاعلى و قرر لتدينهو تربيته الصعيديه ذات العادات و القاليد المتشدد ان يدخل البيت من بابه طلب مقابله والدها و خطبها منه بشكل رسمى و تفجرت ينابيع الحب و المشاعر بينهم و غرق فيه سيف بكماله و من خلال هذا الحب الجديد نسى سيف كل ما سلف انتهت دراسته بعد ان حصل على درجة الليسانس فى القانون ليعين ملحقا بالسفارة و تزوج من جارته التى وقفت بجواره بقوه و غيرت مسار حياته العاطفيه ليتفق معها على عدم الثقه فى احد و الا تختلط او توافق على اقامة صداقه بينها و بين اى متطفل او فضولى ما انه استقبل حياه جديده و عمل سياسى بمستقبل رائع من بيته لعمله و فقط يعيش مع زوجته و ابنه الوحيد مكونان معا اسره رائعه هادئه توجا عرش حبهما بالطفل الذى نور حياتهما ( انه الابن الاول الذى قرر سيف ان يسميه نور ولد نور فى يناير 1986 ) و الذى نشأ بدوره فى ظل حياة اسريه منعزله عن المجتمع و مستقره تماما متاثرا بخبرات والده فى الحياه الذى كان حريصا ان يعلم ابنه الوحيد نظريته للحياه هذه النظريه القائمه على التجارب الواقعيه و التى كانت تتناظر امامه دائما على انها وحشيه اكله للحوم البشر عند حلول الليل القارص فى الشتاء ياخذ سيف ابنه نور ليدفئه بين احضانه و يقص عليه قصته مع اصدقائه هؤلاء عبر مراحله الدراسيه و ما وجده منهم من سوء اخلاق و سرقه و ارهاق و شذوذ جنسى و اتجار بالمخدرات و غدر و خيانه حياه كاذبه تبدو كانها كهف ملعون لمن يدخله و يقيم فيه كانت كلمات سيف تتدفق على مسامع ابنه نور و الذى قام نور بدوره كاكتب صحفى مرموق يجلس ليستعيد زكرياته تلك مع والده سيف و يكتبها فى كتابه الجديد الذى قام بتأليفه ليعلم كل المثقفين نظرية والده سيف و يحذرهم من هذا الكهف الملعون ايمانا منه بواجبه الصحفى امام الله و المجتمع هذه النظريه التى تقول بان الحياه الاجتماعيه لابد و ان تقوم على الفرديه نعيش لنفسنا و نؤمن بذاتنا بدون الثقه فى اى احد الا فى الله و فى قوة ذاتك و لا مصداقيه لبشر فالبشر كلهم همجيه كل واحد منهم ياكل غيره اذا حصل على ثقته و لا يوجد شىء اسمه الصداقه كلها اسماء وهميه مقنعه يقف خلفها ذئاب ...

يا بنى الدنيا كلها عباره عن الكهف الملعون الجميع اكله للحوم البشر الويل لمن يثق فيه و يقتنع بافكاره و يعيش بداخله ينحرق بناره و لا يسلم من لعناته ...

اطفأ نور سجارته المعتاده ثم اطفأ مصباحه الذى يكتب على اضائته و نهض قائلا

كان هذا اخر ما قاله لى ابى قبل رحيله عن هذا الكهف الملعون الذى عاصره و عاش فيه
بهذه الكلمات انتهى نور سيف الكاتب الصحفى المرموق من كتابة اخر كلمه تزكرها عن والده فى كتابه
الذى سرعان ما انتشر و حصل على جائزه الدوله التقديريه تحت عنوان ( الكهف الملعون )
التى هى عباره عن مزاكرات والده و التى اهداها الى روحه الطاهره