عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله.. لاحظ صمت البكاء وصمت الحراسة.
نايس توبيك
بقلم : أحمــد بهجــت
لغة الصمتمن الأشياء التي تثير الدهشة في الدنيا اختلاف ألوان الناس واختلاف ألسنتهم, وهذه آية من الآيات التي أبدعها الخالق القدير, إن الألسنة أو اللغات المختلفة تملأ الأرض وهناك مئات اللغات التي تستخدم لتوصيل المعاني والاتصال بين البشر, وأحيانا تعثر في البلد الواحد علي أكثر من لغة, بل إن اللغة الواحدة تنطوي أحيانا علي لهجات تميز أهل الجنوب عن أهل الشمال حتي ليصعب علي هؤلاء فهم أبناء جنسهم.
واللغة أصلا كائن حي يولد ويتطور ويعيش ويموت, وقد ماتت لغات كثيرة بعد أن عاشت فترة علي الأرض.. اللغة الوحيدة التي نجت من التطور المفضي إلي الموت هي لغة الصمت, ويعرف العشاق لغة الصمت مثلما يعرفها العارفون بالله فهؤلاء عشاق مثل أولئك, وإن اختلف موضوع الحب في الحالتين فكان في حالته الصغري هو عشق ليلي, وكان في حالته القصوي هو حب الحق سبحانه.
هناك إذن لغة للصمت.
وهناك مواقف تبدو فيها الكلمات مثل اجتراء علي جلال الموقف أو قداسته.. سوف أسألك سؤالا حين تفيض المشاعر وتنمحي المسافات ويدنو طرف المجرة البعيد من طرفها القريب ويتحول الكون كله إلي نغمة منسجمة واحدة تسبح الله في سجودها.. ماذا تفعل عندئذ؟
هل تتكلم أم تكتفي بالبكاء.. إن الدموع هنا هي أبلغ تعبير يصدر من لغة الصمت حين تنصهر اللغة وتذوب وتتحول إلي دموع صامتة.
أحيانا يحس الإنسان حين يقف بين يدي الله في موقف الصلاة أو الدعاء, أنه لا يجد كلمات تعبر عن مشاعره, ومن ثم فهو يكتفي بالبكاء.. أليس البكاء عندئذ لغة.. ألا تحسب أن الله تبارك وتعالي يترجم بكاءك إلي لغة لها مفرداتها وكلماتها وقواعدها ويسجلها لك سبحانه.. كيف لا تصدق أن البكاء وهو صمت ذائب لغة من أرفع اللغات وأعظمها قبولا عند الله.. ألم تسمع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله.. لاحظ صمت البكاء وصمت الحراسة.
عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله.. لاحظ صمت البكاء وصمت الحراسة.
نايس توبيك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)