بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذى جعل الليل و النهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد نشورا و ارسل فينا نبيا نجيبا طاهرا متكاملا ....... و بعد

فان من حسن دين العبد مروءته و شرفه حياءه و غناه قناعته و ان الله جعل العقل جوهر نورانى زين به البشر وامتازهم به على سائر الموجودات و جعله مدار الثواب و العقاب و لما كان العبد مخطأ فى حق نفسه فضلا عن الخطأ فى حق غيره مع كمال عقله و تمام معرفته شرع الله لهم قوانين تنظم حركة هذه الموجودات و رفع البشر فيها بعضهم فوق بعض درجات و جعل لهم فى الجنة منازل و فى النار دركات فمن اراد الله به السعاده جعل متوكله على ربه و فتح عليه من باب الانكسار و الذل و العبوديه طرق و مسالك و من اراد الله به الشقاء جعل توكله على نفسه و فتح عليه من باب الفرح و البذخ و الاسراف و الاتراف مشارب و انواع فمنهم من اخذته الدنيا بمترفاتها فاكتسب الذنوب و عمل السيئات فاورثهم النار و منهم من سار على الزهد و انقطع الى كل عمل خير و بر فورث الجنه ( فاما الذين شقو ففى النار لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت السماوات و الارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد و اما الذين سعدو ففى الجنه خالدين فيها ما دامت السماوات و الارض عطاء غير مجذوذ ) هذا و لم يستمع الشقى الى تحذيرات العقل المملوك لله بداخله و لم يفهم اشارته و فقهه بل راح يجرى وراء النفس الاماره و الشيطان و الهوى يجر ازيال الحصره و الندامه يغرث بيده بذور السيئات و يجنى باصابعه ما حصل من الذنوب ثم يركمه فوق بعضه و يحمله على ظهره طول دنياه فرحا مسرورا اصمه الشيطان و اعماه و كممه و ابلاه فجعل يده فى يد الشيطان بنفسه و اصبح العدو صديقه و تحالف معه على الفساد فخسر الدنيا و الاخره حتى اطمئن الشيطان اليه فجعله من حزبه و جنده فسلطه على غيره من عباد الله يقتل و يسرق و يشرب الخمر و يعمل الخبائث و يمشى بين الناس بالغيبه و النميمه فاصبح مثله ( كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث و ان تتركه يلهث ) بل و قواه الشيطان و شد عضده بجماعات و اناس اوقعهم الشيطان فى مصائده فتمسكو بحباله فجمعهم بعضهم على بعض اصبحوا جماعات تكفريه يزرعون المتفجرات و القنابل يهلكون الحرث و النسل و يسعون فى الارض فسادا هم عصابات و اجناد للشيطان يدبرون المكائد و الحيل للنيل من فقراء العباد و اتقيائهم اولئك حزب الشيطان ( و يوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس و قال اوليائهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا اجلنا الذى اجلت لنا قال النار مئواكم خالدين فيها ) بل و الاشد خطر و الاعظم مصيبه فى عصرنا الحاضر احزاب و جماعات تطلق على نفسها مصطلع صهيوامريكى تحت اسم ( الماسونيه ) يعبدون الشيطان نهارا جهارا يقدمون له القرابين و يقيمون له الاعياد و المراسم تجدهم يتكاثرون و ينتشرون كادو ان يظلمو العالم و يملؤه باكمله نستعين بالله عليهم و نطلب حوله و قوته فى حربهم و من المؤسف ان اتباع الماسون الشيطانى رؤساء دول و رجال اعمال و كبار الوزراء و رباب صناعات و كتاب و مثقفين سلب الله منه العقل و الايمان فاتبعهم الشيطان بحباله و مصائده فوضعو ايديهم فى يده و راحو ينامون فى احضانه و عاهدوه على الدمار الشامل و الخراب فى ارض الله و قتل عباد الله هم يترنحون فخرا يضحكون غبطتا و شوقا مصاصين للدماء اكله للحوم البشر راحو يتكهنون يخترعون قران و يبتدعون توراه يؤلفون بلايين الكتب و المراجع حول مذهبه الشيطانى يزينونه فى قلوب الناس يترنمون بتلاوة طلاسم الوسواس الخناس يجعلون من المرأه حكما و سفيرا يستغلون حماقت الشباب و سذاجت الاطفال و نقصان عقل النساء و فقر الرجال و بؤس الحال راحو يصدرون العولمه و الفضائيات و اذا شاهدو بلد اسلامى امن راحو يفجرون فيه الثورات يدمرون امنه و ابناءه بفعل الانقلابات و التظاهرات يحلون ما حرم الله و يحرمون ما احل الله حتى اصبحو يمتلكون اضخم الثروات و اشد اقتصاد يرهبون به عباد الله و اتباع رسوله يحاربون الله على ارض الله ما احلم الله عليه و نحن مع ذالك كله فى غفله فاين المؤمنون اين المسلمون اين جند الله الغالبون اين حزب الله المفلحون انه يؤخرهم الى يوم تخشع فيه الابصار مهطعين مقنعى رؤسهم لا يرتد اليهم طرفهم و افئدتهم هواء يوم ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد فى هذا اليوم يقول الله ( حتى اذا جاء وعد اولاهم بعثنا عليهم رجالا لنا اولى باس شديد فجاثوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا ) يجب علينا عباد الله ان نتخذ من انفسنا دروع نتوقا بها هجومهم و ان نجعل عقولنا سهاما نقتل بها افكارهم و ان نستخدم ارواحنا سيوفا نجاهد بها شرارهم ان تنصروا الله ينصركم و ان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم

اله ان ذنوبى فى الورى عظمة * و ليس لى عمل فى الحشر ينجينى
اتيتك بالتوحيد يصحبه * حب النبى و هذا القدر يكفينى