احيانا و فى اوقات كثيره اتمرد على الواقع و اتمرس تربة عقلى الخصبه لابذور فيها بذرة الطموح الى المال و الاغتناء ليس تكبرا و لا جموحا على اقرانى و لكن وجدت المجتمع باثره يعير بالفقر و يحترم رب المال لماله و يجالسه طلبا لدنياه الساعه الان الواحده بعد منتصف الليل اقف فى بلكونه البيت اتفكر فى حل مادى يقذفى الى جملة الاغنياء دون ارث و يجعلنى رب مال دون تعب دخلت الى حجرتى الخاصه و طالعت بعض كتب التنجيم القديمه التى كنت اخذتها بالوراثه عن جدى الاكبر التى اعتبرتها هى الميراث الوحيد الذى حفظه لى القدر مدفونا تحت الارض حتى ولدت و كبرت و استخرجته صدفه دون سابق مواعيد او تحديد جيولوجى بصراحه كنت اجد فى مطالعة التنجيم اخبارا تريح خاطرى و تفرح قلبى كان التنجيم و التكهن دائما يفتح الطريق الوردى امامى و يحول المستقبل الى بساتين اموال و شلالات دهب كان دائما يتنبأ لى و يوعدنى بالحصول على كنز مدفون فى القريب العاجل دون تعب و لا مشقه لكن متى و اين هو فى علم الغيب المخبوء الذى يختص به الله وحده هذه النبوئه التى كانت دائما تهون عليا كل صعب جعلتنى امشى فى طريق اكرهه حافتيه المخاطر و الموت فمشيت تارة فى طريق المخدرات فكنا نجتمع انا و اصدقائى فى شقة احمد بالدور الارضى تدور علينا سجارة الحشيش و اكواب البيره و الاى دى نستمع الى موسيقى ساخبه حتى الفجر اعتدنا على ذالك كل يوم الاحد من كل اسبوع و خصوصا فى يوم وقفت العيد و فى المواسم الرسميه و غير الرسميه طموحاتنا انا و احمد على الخاص لاننا دائما كانت تجمعنا عشرات النقاط و الافكار و الطموحات و العقليه المشتركه و المتشابهه بينى و بينه هو اقرب الشخصيات الى فهمى سريعا حب الاموال و الغنى الذى فرضه علينا المجتمع كتعظيم صاحب المال و احتقار الفقير ماديا جعلتنا نهوس بالغنى و جمع المال ليس حبا للشهره و لا الفلوس و لكن لينظر الينا المجتمع نظرة ترضى انفسنا التى نرفض تماما الضغط عليها تحت الاقدام فالكرامه فوق الرؤوس عندنا تصان و تحترم و لا حيلة لتحقيق ذالك غير امتلاك الاموال الكثيره و بالصدفه انضم الينا هشام احد المجانين بالتكهن و تحضير الجان و البحث عن الكنوز فى الاماكن القديمه اخذ يحكى لنا عن الكنوز التى استخرجها من تحت الارض باستخدام الجان و لكنه لم يطل منها شىء لان اصحاب الاماكن كانوا بمجرد حصولهم على الكنز يرفعون عليه السلاح و يغدرون به حتى انه ذات يوم كان يسير باحد الطرقات ليلا فى احدى قرى الصعيد و خرج له شبح يقول له خذ هذا فيمد يده و ياخذه و يعطيه لزميله ما هذا انها قطعه من الذهب ياخذها زميله و يختفى بها على الفور هربا ثم مد يده مره اخرى و ياخذ القطع تلو القطع و يعطيه لزميله القريب منه الذى ينتهز الفرصه و يفر بها هاربا حتى مد يده وجد الشبح قد اختفى نظر يمينا و يسارا فوجد جميع زملائه قد هربو و لم يجد لهم اثر و لم يحصل هو على شىء و من يومها اصابه الجنون و الهوس بالبحث و التنقيب عن الاثار انضم الينا و اصبحنا ثلاثه نبحث عن منطقه يريد صاحبها استخراج ما فيها من كنوز المخفيه تحت منزله بعد ان يقنعه هشام بان تحت بيته كنز و اثار يجب استخراجها و كثيرا كنا نجد امامنا المعتوهين و المجانين الذين يصدقون الخرافات و الدجل و لعل القدر يضعون فى منزل نجد تحته كنز حقيقى صاحبتنا الاهوال و المتاعب و الجنون فى رؤية اشياء و اشخاص و اشباح تظهر فجأه و تختفى ليس لها واقع فى العالم الا فى عقولنا و عوالمنا نحن الثلاثه فقط كنا نتمسك بادق الخيوط الواهيه لعلها توصلنا الى نتيجه لكن تعبنا بدون جدوى و اخذت انا قرارا بالتوقف عن الدجل والابتعاد عن الشعوذه فان لا اريد سوى الغنى باى طريق فقط خصوصا و انا متوسط ماديا و لا احتاج الى المزيد من المال الا للتعظيم و حفظ الكرامه و كسر النظره الاجتماعيه المريضه التى كانت هيا السبب الرئيسى فى موت معظم الشباب اما على ايدى الاباء و الامهات و اما على ايدى الزوجات الرافضات للفقر و التى يقفذون بها بالشباب رغما عنهم فى طرق غير مشروعه للحصول على الاموال الكثيره و قد توصلهم هذه الطرق الى الموت المحقق و هذا كلهم من اجل التعظيم و النظره الاحتراميه من الاهل و الاقارب و الجيران و المجتمع الفاشى الراسمالى بشكل عام و لكن بعد ان سلكت كل الطرق المشروعه و غير المشروعه كاى شاب يبحث عن المال رضا لاهله و رفضا للواقع ما وجدت افضل من الطريق المشروع الاكثر أمن و هو التجاره و الترابح فقررت انا اسلكه و انا جالس على جهاز الكمبيوتر الخاص بى وجدت احد الاعلانات لاحد اكبر الشركات المشهوره عالميه على مواقع الانترنت و التى دائما يتحدث عنها الشباب على العام فى اغلب المنتديات و هى شركة تسويق عالميه تمتلك شهره كافيه لاى شاب يبحث عن عمل دون تكلف و ربح دون مشقه و بالفعل دخلت على اللينك الخاص بالشركه ثم على موقعها و اخذت اتبع التعليمات المعقده حتى حصلت على رقم احد الشباب المسوقون لها داخل مصر اتصلت بها على فور و اتفقنا على اللقاء غدا و تقابلنا كان هذا الشاب وسيما ملامحه جذابه يتحدث بسرعه مثله مثل اى مواصفات شباب التسويق الذين نجدهم فى كل الاماكن على الفور فتح جهاز اللاب توب الذى يصاحبه دائما و لا يفارقه لحظه و فتح موقع الشركه من خلال الصفحه الخاصه به و اخذ ينقل لى شروط الاشتراك التى كان على راسها انه على اى شاب يرغب فى الانضمام الى الشركه مقابل مائه دولار شهريا تزيد على حسب قدرته على التسويق و الاقناع و جلب مشتركين جدد هذا الموقع يعتمد النظام الهرمى فى المحاسبه او الشجرى كل عضو له شجره وهميه مرسومه على البروفايل الخاص به على موقع الشركه يكون اسمه فى قمة الشركه و له مائه دولار تنزل له تحت اسمه كل شهر و اذا استطاع ان يقنع شاب غيره بالانضمام الى الشركه يكتب اسم العضو الجديد المنضم تحت اسمه فى الشجره على اليمن و اذا ضم اخر ينزل اسمه على شمال الشجره و هكذا يزيد ربح العضو على حسب اعداد الاعضاء المنضمه تحته شهريا على ان الشرط الاساسى ان يشترى العضو الذى يرغب فى الانضمام الى هذه الشركه احد منتجات الشركه المتمثله فى سلسله تحفظ الاتزان للجسم او رحله اسبوع الى جنوب افريقيا او ملابس و غيرها على ان لا يقل المنتج لكل عضو عن مبلغ اربعة الالاف و خمسمائه جنيه مصرى او ما يقابل هذا المبلغ بالدولار او باى عمله اخرى استئذنت مندوب الشركه الجالس معى ان يعطينى فرصه للتفكير و لما عدت الى البيت جلست على جهاز الكمبيوتر الخاص بى و اخذت ابحث عن الشركه و اجمع المعلومات عن طريق شبكه الانترنت العنكبوتيه و المواقع العالميه و تحدثت مع احد اصدقائى على موةقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك الذى حظرنى من الشركه و قال لى انها شركة نصب عالميه ليس لها اى اساس او اى بلد تمضن الاموال و انها شركة قمار دوليه و ارسل لى مواقع كثيره و نصحنى بان ادخل على هذه المواقع و الصفحات و ان اقراها و اتصفح ما فيها من محادثات و معلومات بتعقل و على الفور دخلت على كل هذه المواقع التى عرفت من خلالها و تاكدت انها شركة نصب عالميه مائه بالمائه و طار الخيط الذى علقت عليه امال كبيره و تلاشى هذا الحلم من امامى و اخذت احظر منه كل اصدقائى و لكنى اكتشفت ان كل شباب مصر تقريبا مقتنعون بالشركه مع ان اموالهم مسروقه و منصوب عليهم الا ان عقولهم تحت التخدير التسويقى الشيطانى الذى يسرق اموالهم و اموال اقاربهم و اصدقائهم متى سيفوق عقلهم من التخدير المزمن و يدركون حقيقة النصب و الاحتيال لا اعلم لكنى رجعت الى نقطه الصفر التفكيرى الذى لم اجد له حل لكنى الان على الاقل اصبحت امتلك فكره عامه عن ما يدور حولى و لا فائده الا بالعمل الجاد اتصلت باحد اصدقاء والدى و استئذنته بالعمل فى محله التجارى كنت اعمل فى الميكانيكه و ادوات الورش و الالات تعلمت الصنع و شربت المهنه بعد اربع سنوات من العمل المستمر قررت ان اغير نشاط عملى و استبدله بعمل اخر اتعلم منه نوع من انواع التجاره الجديد و انتقلت الى سوق الكهرباء و عملت بالمجال الكهربائى و الاسلاك حتى اتقنت المهنه بعد ثلاث سنوات انتقلت بالعمل الى احد المحال التجاريه التى تعمل فى مجال قطع غيار ادوات منزليه بعد سنتين انتقلت الى العمل فى مجال الديكور و بعد سنه و نصف جلسة فى احد المقاهى الشعبيه التى كنت ارتادها منذ صغرى فيها بعض زكرياتى كنت عاقلا حينما قررت التنقل بين انماط و انواع نشاطات تجاريه مختلفه اصبحت الان و بعد هذه السنوات لدى فكره عامه و المام بجميعها اصبحت اتقن كل انواع النشاط التجارى المعتمد على الاقل فى منطقتنا التى تدر عليا ارباح كثيره ان اشتغلتها بمفردى لكن ينقصنى راس المال بالرغم من انى مقتنع بان اصل التجاره الخبرات و العلاقات و العملاء و المهاره و الممارسه العمليه و قدرة الاقناع التسويقى و كل هذه الشروط متوفره الان لدى لكن ينقصنى شىء واحد اساسى و مهم جدا و هو راس المال اخذت افكر و افكر و اغوص فى بحار الافكار الى ان قاطعنى شخص جلس فى الكرسى المقابل على نفسى الطرابيزه التى اجلس عليها نظرت اليه فوجدته احد اصدقائى الذين تربو معى و انا احمل له الكثير من الافضال و الحب بعد سلامات و احضان حاره و مبادلات لكلمات الاعجاب و الشكر و الاطمئنان قال لى اريد افاتحك فى موضوع يهمنى جدا قلت له تفضل فقال لى انه يمتلك مبلغ غير قليل و يريد ان يعمل فى نشاط تجارى مستقل يجعل منه تاجر حر بعيدا عن العمل تحت ايدى الناس و الذل على الفور سرح فكرى و شرد عقلى فى نفس الافكار فقلت لو ان صديقى طلب منى ان يشاركنى بماله لكونا نشاط تجارى كبير و ناجح انا بعقلى مهاراتى و ادارتى و خبراتى و علاقاتى و هو بماله و يكون بذالك قد وجدت الاصل الهام فى اصول التجاره المهم و هو راس المال على الفور عرضت على صديقى الفكره التى تجول بخاطرى و طرحت عليه فكرة المشروع الذى كنت اعد له منذ خمس سنوات و كان ينقصنى فيه راس المال و الان وجدته معك و اقتنع صديقى بالفكره و على الفور صنعنا كل اللازم و احضرنا كل ادوات المشروع و كان مشروعا ناجحا موفقا در علينا الربح الوفير و اصبحنا من ارباب الاموال المعظمين فى قلوب و عقول كل الناس اصبح لدينا شركة خاصه و سيارات و مصنع و عماله كبيره كان الصاحب الاساسى فى رحلتى هذه هو الفكره اليقينيه التى ولدت بها كرجل مسلم و هى ان الرزق كله بيد الله و كل مقسوم لك لا يستطيع ان يحصل عليه غيرك كنت امتلك عقيدة حديديه بان الله وحده هو الذى ارفع اليه يد الرجاء سائرا فى طريق الاسباب حريصا على القيم و الاخلاق و صون الكرامة مراعيا فى ذالك كله العمل المشروع و الفكر البناء الناجح اصبحت عضوا ذا فائده للمجتمع اساعد القريب و امد يد العون و المساعده للفقير اصبحت معظما مكرما حققت كل طموجاتى و اصبح لحياتى ثقل و معنى ...............