قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    28 - 9 - 2008
    ساكن في
    في قلبه
    العمر
    35
    المشاركات
    13,666
    مقالات المدونة
    1
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي هل تخاف من الحب ؟



    سؤالك يُظهر بوضوح أنك تستمر بتقسيم الأشياء وتصنيفها:
    هذا حب، هذا خوف، وهذا غضب.. والآن لمجرد التغيير: لا تصنف أو تفصل ولا تُسمّي أي شيء... كل شيء يظهر فيك هو جزء من كيانك المتكامل.
    لقد ظهر التقسيم لأنك كنتَ دائماً تُدين وتستنكر بعض الأجزاء وتمدح وتعظّم أجزاء أخرى... طبيعياً، الأجزاء المُدانة يجب كبتها أو على الأقل منعها من الظهور، أما الأجزاء ذات القيمة والتقدير والاحترام فيجب أن تظهر باستمرار لكي تبني شخصيتك.
    لقد صنعَ هذا انفصاماً فيك لا تستطيع معه أن تحب ولا أن ترقص أو تغني مع نغمات الحب.... في الاحتفال بأي شيء ستحتاج لكامل كيانك منسجماً وحاضراً مع الحضرة، لا مشتتاً ممزقاً بين فكرة وفكرة.

    خوفك ببساطة هو إشارة إلى أن الحب سوف يذوبك ويمتصك في بحره العميق.. فترتجف الأنا عندك.
    الأنا تخاف... لأنك من جديد سوف تسقط في فراغ مجهول.. لذلك يسأل الفكر:
    "هل تعلم أنك تغوص في منطقة مجهولة الحدود والعنوان؟ هل بإمكانك إيجاد طريق العودة إلى هويتك وذاتك بعد هذه الرحلة والمغامرة؟"
    الحب يذوّب الهوية والشخصية... في الحب لا يوجد أنا ولا يوجد أنت... الحب فقط هو الموجود في الوجود....

    الحب يأتي كنسمة بريّة تحصد معها كل ما زرعتَه داخلك من صفات وشخصيات ومواصفات قياسية... وتتركك كصمتٍ طاهر وسكينة نقيّة... لا تستطيع حتى أن تقول "أنا"... حتى هذه الكلمة ستشوّش الحالة...
    هناك حضور قوي عندك، لكن لم يبقَ أي شخص حاضر... وهنا يحدث شيئان:
    لبّ كيانك العميق ينتظر طعم الفناء... بهجة الاندماج في اللقاء والذوبان في الفضاء.... لكن شخصيتك موجودة بالمرصاد! فتقوم فوراً بصنع الخوف دون سبب معروف.

    الأزواج يقولون أنهم يحبون زوجاتهم والزوجات تقول نفس الشيء... والمدرّسين يقولون أنهم يحبون طلابهم.... في كل زاوية وبقعة من بقاع العالم كل شخص يقول أنه يحب.
    لو كان هذا صحيحاً... لو كان كل شخص محبوباً من عدة أشخاص بعدة أشكال لكان هذا العالم عالماً مختلفاً تماماً... ما هذا العالم المجنون الذي نعيش فيه ونصنعه كل يوم؟... كل يوم هناك تحضير للحرب... والعالم مقسوم إلى عدة دول متصارعة.

    عادةً نفكر أننا أحرار... لكن فكرة الحرية هذه سببها أن السجن كبير جداً.. ... فقط حاول الخروج من الحدود وستدرك فجأة أن الحرية كانت مزيّنة ومزيفة... حتى الطيور أكثر حرية منك لأنها ليست بحاجة لحمل جواز السفر والسماء كلها ملكها... ونحن البشر لسوء الحظ لا نمتلك كل العالم مع أننا خليفة الله على الأرض وأرقى المخلوقات.
    لكن المشكلة أن أعماقك تنتظر الحب بلهفة وشوق... سجينة في زنزانة معتمة وتنتظر نسمة من الخارج... تحمل إليها شيئاً من العطر والسحر... وربما تحمل معها أيضاً زقزقة العصافير وبعضاً من خيوط الشمس... وأنت في مأزق وورطة بين اثنين:
    شخصيتك المتجمدة الخائفة، وروحك المتلهفة الهائمة... التي تنتظر بشوق لحظة حدوث الحب.

    يا صديقي... تحتاج لأن تقرر وبحزم رمي الشخصية تماماً...
    إنها شيء دخيل وغريب ومزيف...
    فقط كُن وعياً ونوراً صافياً...
    هذه هي طبيعتك على صورة الله ومثاله...
    وعندها سيزول كل صراع وكل خوف...

    بالتأكيد الحب يصنع خوفاً عظيماً... لأننا تربّينا لكي نكره.
    هذا العالم بكامله مليء بالكراهية... دمك وعظمك وحتى نقيّ عظمك مليء بها... حتى لو أحياناً ظهرنا متحدين، لن نكون إلا متحدين ضد شيء ما... ضد عدو مشترك مثلاً وإلا فلا يوجد أي اتحاد أو تعاون... وهذا ليس اتحاداً ناتجاً عن حب!
    تعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان....
    أدولف هتلر كان منتبهاً لهذه النفسية بين الحشود، وقد كتب في مذكراته: "إن الناس لا يتحدون بسبب الحب... الحب ليس لديه أي طاقة أو أثر عليهم، بل كل القوة تأتي من خلال الكراهية... لذلك اصنع فيهم الكراهية تجاه شيء ما وسوف يتحدون".
    أستطيع تماماً فهم وجهة نظره وعمق نظرته... أحياناً المجانين يقولون بعض الحِكم!... هذه فعلاً رؤية عميقة وصحيحة في النفسية المسيطرة على الناس والحشود... ويقول هتلر في مكان آخر: "إذا أردتَ بلدك أن يكون مستعداً ومتهيئاً ومتيقظاً، فاجعل الناس دائماً ممتلئين بالخوف من أنهم سيتعرّضون للهجوم، أن الحرب اقتربت وهي تطرق الطبول والأبواب، وأن كل الدول المحيطة بهم هي عدو متربّص ينتظر فرصةً للانقضاض.... سواء كانوا أعداءً أم لا، لا يهم... إذا كانوا أعداء فهذا جيد... وإذا لم يكونوا أعداء فاخترع الأكاذيب والدعايات والإشاعات أنهم أعداء خطيرون.. عندها فقط سوف يتحد بلدك ويتماسك".

    يبدو أن هذا العالم بكامله يعيش على الخوف والكراهية...
    لقد كان الحب ولا يزال يُدمّر باستمرار... وعبر آلاف السنين تم شلّ الحب فيك وتسميمه... لهذا عندما ينبع الحب فيك ستجد أنك مُشفر بكاملك لكي تمنعه وتكبته كأنه عدوك اللدود... ولهذا يسبب الحب لك الخوف والرجفان، أنت وكل إنسان...

    إذا كان حباً مزيفاً فلا يوجد مشكلة وتستطيع السيطرة على الوضع... لكنه إذا كان حباً حقيقياً صادقاً فعندها حتماً سترتعد أوصالك خوفاً منه، كما لو أنك ستُرمى في نار ملتهبة.

    الحب هو طبيعة الإنسان ونبض قلبه وفطرته... وبدون الحب لا يمكن لأحد أن ينمو وتتفتح أزهار حياته... لا يمكن لأي أحد أن يشعر بالرضى والاكتفاء... والله لا شيء سوى أعظم تجربة من الحب.
    وإلهكم إله واحد... لا إله إلا الله...
    كل شيء مزيف يمكن التحكم به... الزواج يمكن التحكم به أما الحب فلا....
    إذا أردتَ البقاء ضمن نطاق السيطرة على نفسك، فاستمر باللهو بالألعاب والدمى وعندها الأشياء الحقيقية في الحياة لن تكون لك......
    يجب أن تكسر كل الألعاب... لقد لعبتَ بالألعاب طيلة حياتك ولم تنضج حتى الآن... ولا تزال طفولياً.

    وتذكّر.. أن تكون طفولياً أمر بشع، لكن أن تكون مثل الطفل: ظاهرة مختلفة تماماً.
    الطفولي يعني البالغ جسدياً لكنه معاق عقلياً ونفسياً والذي يستمر باللعب بالدمى وزوارق الورق وقصور الرمل.
    . ببراءة الطفل، بحيرته ودهشته وأحاسيسه الرقيقة تجاه كل ما يحيط به...

    الناضج سيكون حساساً جداً لدرجة أن كل حياته ستصير نهراً دافقاً من الحب....
    إنك محاط بعالم جميل مليء بالبركة والنعمة... إذا كان قلبك جامداً لا يرقص معه فلا بد أنك ميت... لا بد أنك تعيش كالجثة في القبر بانتظار تحللها...
    لا يمكن لأحد أن يغشك ويخدعك... لا يمكن أن تُفلس أو تخسر رصيدك في البنك... حياة القبر كلها أمان وضمان.

    الحياة الحقيقية غير مضمونة ولا مأمونة... الحياة مخاطرة... فتعلّم كيف تكون حياً... كيف تعيش الخطر والمخاطرة بمواجهة لا بهروب... هذه هي الطريقة الوحيدة لكي تحيى.

    إذا أردتَ أن تعيش براحة وأمان فهذا ببساطة يعني أنك ترغب بالموت وتريد الانتحار.. أنك جبان وهربان...

    الحب هو موت للأنا... لذلك الخوف.
    اقبَله.. ادخل فيه وواجهه... وسوف لن يؤذيك أبداً...
    على العكس سيساعدك... سيجعلك أقوى من أي لحظة ماضية...
    إذا استطعتَ اختراق الخوف بيقظة فسوف يختفي الخوف...
    وستخرج أنت من النار الحامية مثل قطعة ذهب صافية....

  2. افتراضي

    الحياة الحقيقية غير مضمونة ولا مأمونة... الحياة مخاطرة... فتعلّم كيف تكون حياً... كيف تعيش الخطر والمخاطرة بمواجهة لا بهروب... هذه هي الطريقة الوحيدة لكي تحيى.
    تسلم كلام جميل جدا بجد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    28 - 9 - 2008
    ساكن في
    في قلبه
    العمر
    35
    المشاركات
    13,666
    مقالات المدونة
    1
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القبطان مشاهدة المشاركة
    الحياة الحقيقية غير مضمونة ولا مأمونة... الحياة مخاطرة... فتعلّم كيف تكون حياً... كيف تعيش الخطر والمخاطرة بمواجهة لا بهروب... هذه هي الطريقة الوحيدة لكي تحيى.
    تسلم كلام جميل جدا بجد
    تسلم يا غالي علي مرور كالجميل دا واستني المزيد

  4. #4

    افتراضي

    وفاز باللذات كل مغامر

    اذا اردت ان تعيش فعليك بالحب

    بالتوفيق
    ومما زادنى فخراً و تيهاً *** وكدت بأخمصى أطأ الثريا
    دخولى تحت قولك يا عبادى ** و أن صيرت أحمداً لى نبياً


    البحث على جميع مواضيع العضو ابو تريكه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    28 - 9 - 2008
    ساكن في
    في قلبه
    العمر
    35
    المشاركات
    13,666
    مقالات المدونة
    1
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو تريكه مشاهدة المشاركة
    وفاز باللذات كل مغامر

    اذا اردت ان تعيش فعليك بالحب

    بالتوفيق
    والتوفيق لك ايضا تسلم بجد تسلم

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©