فيه أن حب المؤمن لقبيلة الأنصار شعبة من شعب الإيمان وعلامة عليه فلا يحبهم إلا مؤمن. وفيه أن بغضهم وكرههم شعبة من شعب النفاق والكفر فلا يبغضهم إلا منافق. والأنصار هم من سكن المدينة من الأوس والخزرج وآمنوا بالرسول ونصروه وعزروه وآووه بعد هجرته إليهم واستقراره فيهم. وقد ورد في فضلهم شمائل عظيمة ومناقب جمة حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، قال: « ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد والنبي صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ بعيرا له، قال: « هل معك تمر؟ قلت: نعم، قال: فناولته تمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغرفاه فأوجرهن إياه فجعل الصبي يتلمظ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حب الأنصار التمر وسماه عبد الله».