انتسب إليهم خلق كثير ليسوا منهم خاصة في بلاد الأعاجم. وإنما أمر الله بمحبتهم وموالاتهم لما قاموا به من الإيمان والجهاد والنصرة والتضحية بأغلى ما يملكون في سبيل هذا الدين فاستحقوا هذه المنزلة العظيمة والمرتبة المنيفة في أهل الإيمان. وفيه أن محبتهم من مقتضى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن كمال محبة الله الواجبة أن يحب المرء كل ما أحبه الله من الأزمنة والأمكنة والأشياء والأعيان من النبيين والصديقين والصالحين ومن أعلاهم الأنصار. حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن أبي يزيد قال: سمعت موسى بن أنس يحدث عن أبيه أن الأنصار اشتدت السواني فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم أو يحفر لهم نهرا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: «لا يسألوني اليوم شيئا إلا أعطوه» فأخبرت الأنصار بذلك فلما سمعوا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: أدع الله لنا بالمغفرة فقال: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار».