لنظرة الشهوانية سهم من سهام أبليس ..

النظرة الشهويّة وهي النظرة للآخر بشهوة سواء أكان الآخر فتاة أم شابًا، امرأة أم رجلاً، او
وسواء أكان هذا النظر لوجهه، أم لجسده، أم ليده وما شابه ذلك، ويُمكنني تقسيم هذه النظرات إلى قسمين:
أولها: النظرات الشهويّة العلنيّة
وهي التي نتلمسها في الشوارع، وعند المدارس من بعض غير الملتزمين وضعيفي الأخلاق والدين ، أو ما يُنقل من الناس عمّا يجري في بعض المرافق كالمجمعات والمتنزهات، والقليل من النّاس مَن يتصدّى لهذه المنكرات التي أخذت تتفشّى، ولو وجدت لها مُستنكرًا لما تفشّت، وتزايدت.

ثانيها: النظرات المتسترة
وأشير إلى نوعين منها:

النوع الأول: النظرة الخائنة
وهي التي تسرق النظر دون أنْ يشعر بها أحد، كما قال تعالى عن نفسه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر:19.
وفي الخبر قال عبد الرحمن بن سلمة الحريري: سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن قوله عزّ وجل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)، فقال: ألم ترَ إلى الرّجل ينظر إلى الشيء وكأنّه لا ينظر إليه، فذلك خائنة الأعين).

وتشتد حالة الابتلاء بوجود العوامل المساعدة على النظرات الخائنة، فهناك نظَّارات، ونوافذ زجاجية وما شابه ذلك يُشاهد الإنسان عورات الآخرين وهو خلفها من دون أنْ يشعر الآخرون بنظراته، فهذه نماذج من النظرات الخائنة.

وكيف كان، فقد لا يُميّز النّاس بين ما إذا كانت هذه النظرة بريئة أو خائنة، بل قد لا يشعر النّاس بأنّ فلانًا ينظر نظرة محرّمة، فهو لا ينظر في وجهة نظرهم إلاّ أنّه يسرق نظراته، إلاّ أنّ الله سبحانه يعلم النظرة الخائنة التي نظرت إلى ما لا يحلّ إليها، حتى لو لم يُدركها النّاس.