فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته نوافل يتقربون بها إلى الله عز وجل، تزداد بها محبة الله لهم، كما قال عز وجل «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» (رواه البخاري)، فالمسلم ينبغي عليه أن يحافظ على هذه النوافل ولا يتركها، أو يتكاسل عن أدائها، ومن هذه النوافل صلاة الضحى.وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة نذكر منها ما يلي: 1. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» (رواه أحمد ومسلم، وأبو داود).
2. وعن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال «في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفضل منها صدقة»، قالوا: "فمن الذي يُطيق ذلك يا رسول الله؟"، قال: «النخاعة في المسجد يدفنها، أو الشيء ينحيه عن الطريق،فإن لم يقدر فركعتا الضحى تجزئ عنك» (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم [666]). قال الشوكاني: "والحديثان يدلان على عِظَمِ فضل الضُّحى وكبر موقعها وتأكد مشروعيتها، وأن ركعتيها تجزيان عن ثلاثمائة وستين صدقة، وما كان كذلك فهو حقيق المواظبة والمداومة، ويدلان أيضاً على مشروعية الاستكثار من التسبيح والتحميد والتهليل، والأمر المعروف، والنهي عن المنكر، ودفن النخاعة، وتنحية ما يُؤذي المارَّ عن الطَّريقِ وسائر أنواع الطاعات ليسقط بذلك ما على الإنسان من الصَّدقاتِ اللَّازمةِ في كُلِّ يومٍ" (نيل الأوطار [3/78]).