فضل محبة الرسول
من الأحاديث الواردة في محبة النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ)،[١] ومنها أيضًا: (ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجَد حلاوةَ الإيمانِ: مَن كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، ومَن أحبَّ عبدًا لا يحِبُّه إلا للهِ، ومَن يَكرَهُ أن يعودَ في الكفرِ، بعد إذ أنقَذه اللهُ، كما يَكرَهُ أن يُلقى في النارِ).[٢]






حديث يدل على محبة الرسول
إنّ محبته عليه الصلاة والسلام فرض على كل مؤمن، وهي محبة ذات أصل، كونها تدخل في شهادة أنّ محمدًا رسول الله، فمن لا يحبه عليه الصلاة والسلام لن يصِحَّ إسلامه، وهذه المرتبة الأساسية متعلقة بمرتبة الإسلام، أمّا كمال هذه المحبة فيظهر بأن يكونَ النبي عليه السلام أحبَّ للمؤمن من نفسه أولاً، ومن ثمّ من والدِه وولَدِه، وهذه المرتبة متعلقة بمرتبة الإيمان، وتكون هذه المحبة على أصناف، أحدها محبة إجلال وتعظيم، كمحبة الوَلَد والدَه، وثانيها محبة رحمة، كمحبة الوالِد ولَدَه، وآخرها محبة استحسان ومشاكلة، كمحبة أحدنا غيره، فترجح محبته عليه الصلاة والسلام عليهم كلهم.[٣]






بواعث محبة الرسول
يحب المؤمن الرسول عليه السلام لأنّ:[٤]


محبة العبد للنبي صلى الله عليه توافق محبة الله تعالى له، فتمام محبة الرسول من تمام محبة الله.
محبته، وتوقيره، وإجلاله مقتضى من مقتضيات الإيمان.
النبي عليه السلام أشرف الناس، وأكرمهم، وأطهرهم، وأعظم في كل شيء، فاستحقّ بذلك أن يكونَ أحبَّ الناس.
النبي عليه الصلاة والسلام بذل ما بذل في سبيل دعوة أمته، وفي سبيل إخراج الناس إلى النور، واستحق ذلك لشفقته، ورحمته، وشدة حبّه لأمته.




دلائل وعلامات محبة الرسول
من هذه الدلائل:[٥]


اتباع هديه وسنته، والاقتداء بأقواله، وأفعاله، وأحواله، واجتناب ما نهى عنه، وطاعته فيما أمر به، والتأدب بآدابه.
الصلاة والسلام عليه، كون ذلك أمر مؤكد من الله تعالى، ومدحه والثناء عليه بما أثنى عليه ربه سبحانه، وبما أثنى هو على نفسه به.
التشوق للقائه ورؤيته، والإكثار من ذكره، فذكر المحبوب الدائم سبيل في مضاعفة الحب له، والاستيلاء على قلبه.
الاحتكام والرجوع إلى سنته عليه السلام، والدفاع، والذود عنها، والعمل على نشرها.
التأدب حين ذكره، فيسبق اسمه وصفُ النبوة أو الرسالة، ويلحقه الصلاة عليه.
محبة أهله، وأصحابه من المهاجرين والأنصار.