كما قلت بإذن الله تعالى بر الوالدين هو أقصر وأسهل طريق للوصول الى الجنه
فطاعتهما لا تكلفك أى شىء حتى لو كلفتك عمرك كله
فوالله لا يغلو على الجنه أولاً وعليهما ثانياً
باذن الله سوف اذكر لكم اليوم مثلاً لعقوق الوالدين لعلنا نتعظ
ومثلين لبرهما لعلنا نقتدى
وأنا أعلم أنكم أكثر منى علماً بذلك ولكن
وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين
وقبل أن أذكر الأمثله أود أن أذكر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سؤل
أى الاعمال احب الى الله؟
فقال
الصلاة فى اوقاتها
قيل ثم أى
قال
بر الوالدين
قيل ثم أى
قال
الجهاد فى سبيل الله
فلك أن تتخيل حبيبى فى الله أن برك لوالديك أحب عند الله من أن تخرج مجاهداً بنفسك ومالك
فى سبيل الله
فلماذا تحرم نفسك من هذا الفضل العظيم
وأذكر قولاً آخر لأحد السلف عنما جاءه أحد الناس وقد أفرط على نفسه بالذنوب الكثير والكثير
فقال له
إذهب وبر أمك فأنى لا أعلم لك أمراً يكفر الله به الذنوب اكثر من هذا الامر
وكلنا طبعاً ذاك الرجل لذا فنحتاج كثيرا لهذا الامر
وابدا بذكر مثلا لعقوق الوالدين فاقول
أنه كان هناك رجلا متزوج من إمرأه ولم يكن لهذا الرجل بيتا فسكن فى بيت أبيه ولم يجد الأ كل الترحيب من أبيه
ولكن المرأه لم ترضى بهذا الوضع فكانت دوماً تطالب زوجها بأن يطرد آباه من البيت حتى تاخذ
راحتها فى بيتها على حد قولها
فكان رد هذا الرجل على زوجته كالتالى
أن آباه ليس له أى أثراً فى حياتنا لكبر سنه
فهو كالشىء يوضع فى جانب البيت فلا يتحرك ولا نسمع له صوتاً
وغير هذا أن البيت بيته وليس له مكان إلا هذا البيت
ولكن المرأه الحت عليه وخيرته بينها وبين أبيه
ولكن الرجل تملك الشيطان منه وإختار زوجته
فسالها ماذا أفعل بأبى
فأمرته أن يأخذه فى الصحراء ويقتله
فلا حل سوى ذلك فلم يكن فى هذا الزمان داراً للمسنين
فضعف الإبن وفضل زوجته على أبيه
فدعى الإبن آباه للخروج معه فخرج الأب مع إبنه ظاناً أن الإبن سوف يأخذة الى نزهه
فعندما وصلو الى الصحراء سأل الأب إبنه لما آتيت بنا الى هنا
فأخبره إبنه بكل شىء وأنه يريد قتله
فدمعت عين الأب وقال يابنى إن كنت قاتلنى فقتلنى عند هذه الصخره وآشار الى صخرة قريبه منهم
فسال الإبن أباه متعجبا وما يضرك إن قتلت هنا أو عند تلك االصخره فقال الأب لإبنه لأننى قتلت أبى عند تلك الصخره فكما تدين تدان
سبحان الله ولا اله الا الله
وبكل تاكيد أن تلك القصه واقعيه سندها صحيح
أما المثل لبر الوالدين لعلنا نقتدى فهما قولين لصحابيين جليلين
فكان أحدهما يرفض أن ياكل مع أمه
وعنما سأل عن ذلك قال
أخاف أن تمتد يدى الى ما سبقت اليه عيناها
أما الصحابى الاخر فكان يرفض أن يمشى فوق سطح بيته
وعندما سؤل عن ذلك قال
كيف أمشى على سقف تحته أمى
أخى الحبيب فدع نفسك فى مقارنة مع هذين الموقفين
وأخبرنى بما ترجع
وفى النهايه أود أن أفتح بابا للمناقشه
ويجيبنى كل فرد فيكم بكل صراحه وبدون احراج
كيف كان يعامل والديه؟
وكيف ينوى ان يعاملهما بعد ان قرا هذا الموضوع؟
فنحن نريد العمل لا القول
وأخيراً تذكر قول الله سبحانه وتعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً * إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )
وأعتذر على الإطاله
وأسال الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
جمعنى الله وإياكم فى الفردوس الأعلى مع النبى صلى الله عليه وسلم
وأنتظر ردودكم وجزاكم الله خيراً