الأصول والسياق التاريخي:
يمكن إرجاع جذور العلاج بالروائح إلى آلاف السنين إلى الحضارات القديمة مثل مصر والصين والهند، حيث كانت المواد العطرية تحظى بالاحترام لخصائصها الطبية والروحية. في مصر القديمة، تم استخدام النباتات العطرية مثل المر واللبان والورد في الاحتفالات الدينية وطقوس التحنيط وممارسات النظافة الشخصية. وبالمثل، في الصين القديمة، كان يُعتقد أن مفهوم "تشي" أو قوة الحياة، يتأثر بالجواهر العطرية للأعشاب والتوابل.


تمت صياغة مصطلح "العلاج العطري" في أوائل القرن العشرين من قبل الكيميائي الفرنسي رينيه موريس جاتفوسيه، الذي اكتشف بالصدفة الخصائص العلاجية لزيت اللافندر عندما ساعد في شفاء حرق في يده. لقد وضع العمل الرائد الذي قام به جاتفوسيه الأساس للعلاج العطري الحديث، مع التركيز على الفوائد العلاجية للزيوت الأساسية للأمراض الجسدية والرفاهية العاطفية.


العلوم وآليات العمل:
يعمل العلاج العطري على مبدأ أن استنشاق الجزيئات المتطايرة من الزيوت العطرية يمكن أن يحفز الجهاز الشمي، مما يؤدي إلى استجابات فسيولوجية ونفسية في الجسم. تتفاعل المركبات العطرية الموجودة في الزيوت العطرية مع المستقبلات الموجودة في تجويف الأنف، وترسل إشارات إلى الجهاز الحوفي، وهو المركز العاطفي في الدماغ. يمكن أن تثير هذه الاستجابة الحوفية مشاعر الاسترخاء أو الارتقاء أو حتى الإثارة، اعتمادًا على الزيت المحدد والاستجابة الفردية.


وبعيدًا عن نظام الشم، تمتلك الزيوت العطرية أيضًا خصائص دوائية يمكن أن يكون لها تأثيرات مباشرة على الجسم. على سبيل المثال، يُظهر زيت شجرة الشاي نشاطًا مضادًا للميكروبات، مما يجعله فعالًا في علاج التهابات الجلد وأمراض الجهاز التنفسي. يحتوي زيت النعناع على المنثول الذي يمتلك خصائص مسكنة ومضادة للالتهابات، مما يجعله مفيدًا في تخفيف الصداع وآلام العضلات.


المرجع