علاج العصب البصري تُعد قرنية العين (Cornea) جزءًا حيويًا ومعقدًا من النظام البصري، إذ تمثل النافذة الشفافة الأمامية للعين. لا تقتصر وظيفة القرنية على حماية الأجزاء الداخلية للعين فحسب، بل هي المسؤولة عن معظم قوة تركيز الضوء في العين (حوالي ثلثي القوة الانكسارية). يجب أن تظل القرنية شفافة تمامًا ومحددة الشكل لضمان رؤية واضحة وحادة.


وظيفة وهيكل القرنية

تتكون القرنية من خمس طبقات رئيسية (أو ستة حسب التصنيفات الحديثة)، تعمل جميعها بتناسق للحفاظ على شكلها وقوتها:


  1. الظهارة (Epithelium): الطبقة الخارجية الرقيقة التي تعمل كحاجز وقائي ضد الغبار والبكتيريا، ولديها قدرة عالية على التجدد والشفاء السريع.
  2. غشاء بومان (Bowman’s Layer): طبقة قوية تساعد في الحفاظ على شكل القرنية، ولا تتجدد إذا تعرضت للتلف.
  3. السدى (Stroma): الطبقة الأسمك، وتشكل حوالي 90% من سمك القرنية، وتتكون من ألياف كولاجين مرتبة بانتظام، مما يضمن الشفافية.
  4. غشاء ديسيميت (Descemet's Membrane): طبقة واقية قوية تفصل السدى عن البطانة.
  5. البطانة (Endothelium): الطبقة الداخلية، وهي الأهم في الحفاظ على شفافية القرنية. وظيفتها ضخ السوائل الزائدة خارج القرنية لمنع تورمها (وذمة القرنية). خلايا هذه الطبقة لا تتجدد.


أبرز مشاكل وأمراض القرنية

يمكن أن تتأثر القرنية بالعديد من المشاكل التي تؤدي إلى ضبابية الرؤية، الألم، أو حتى فقدان البصر. من أبرز هذه المشاكل:

1. التهاب القرنية (Keratitis)

التهاب يحدث في القرنية، وقد يكون معديًا أو غير معدٍ:


  • التهاب القرنية المعدي: يحدث عادة بسبب البكتيريا، الفيروسات (مثل فيروس الهربس)، الفطريات، أو الطفيليات (مثل الأميبا). الاستخدام غير الصحيح للعدسات اللاصقة هو السبب الأبرز لهذه الالتهابات.
  • قرحة القرنية: هي جرح مفتوح أو تآكل عميق في طبقة الظهارة والسدى، وتتطلب علاجًا فوريًا ومكثفًا لتجنب التندب الدائم وفقدان الرؤية.

2. القرنية المخروطية (Keratoconus)

هو اضطراب تدريجي يؤدي إلى ترقق القرنية وفقدان صلابتها، مما يجعلها تتجه إلى الخارج لتأخذ شكلًا مخروطيًا بدلاً من الشكل المستدير الطبيعي.


  • الأعراض: تشمل تشوه الرؤية، الحساسية للضوء، وزيادة تدريجية في الاستجماتيزم وقصر النظر.
  • العلاج: يتراوح بين النظارات والعدسات اللاصقة المتخصصة (الصلبة أو الهجينة) في المراحل المبكرة، وعمليات تثبيت القرنية (Corneal Cross-Linking) في المراحل المتوسطة، وزراعة القرنية في الحالات المتقدمة.

3. خدش القرنية (Corneal Abrasion)

إصابة جسدية شائعة تحدث نتيجة خدش الطبقة الخارجية (الظهارة) بجسم غريب (مثل الأظافر، الغبار، أو فرك العين).


  • الأعراض: ألم مفاجئ وشديد، شعور بوجود جسم غريب، احمرار، وزيادة الحساسية للضوء.
  • العلاج: بالرغم من أن الظهارة تشفى بسرعة كبيرة (خلال 24-72 ساعة)، يجب استشارة الطبيب لتجنب العدوى وتوفير العلاج المساعد.

4. حثل القرنية (Corneal Dystrophies)

مجموعة من الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى تراكم مواد غير طبيعية في طبقة أو أكثر من طبقات القرنية، مما يفقدها شفافيتها.


  • حثل فوكس (Fuchs' Dystrophy): يؤثر على طبقة البطانة، مما يقلل من قدرتها على ضخ السوائل، ويؤدي إلى تورم القرنية وضبابيتها، وتكون الرؤية أسوأ عند الاستيقاظ.

5. جفاف العين الشديد

يؤدي النقص المزمن في كمية أو جودة الدموع إلى جفاف سطح القرنية، مما يسبب تهيجًا، التهابًا، وفي الحالات المتقدمة، قد يؤدي إلى تآكل ظهارة القرنية.


متى يجب زيارة الطبيب؟

أي تغيير مفاجئ في رؤية العين، أو ألم حاد، أو احمرار مستمر، أو حساسية غير طبيعية للضوء قد يكون مؤشرًا على مشكلة خطيرة في القرنية. يجب دائمًا استشارة طبيب العيون في حال ظهور الأعراض التالية:


  • ألم شديد في العين.
  • ضبابية مفاجئة في الرؤية.
  • احمرار لا يزول بعد يوم أو يومين.
  • الشعور بوجود جسم غريب لم تتم إزالته.

هل ترغب في مقال أكثر تفصيلاً عن أحد هذه الأمراض، مثل القرنية المخروطية أو قرحة القرنية؟