شافيز بات حلما عربيا وصوره رسالة للقادة العرب



بني ارشيد قال إن رفع صور شافيز محاولة لاستفزاز الحكام العرب (الجزيرة نت)





صور الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وأعلام بلاده والورود كانت وسائل عشرات الأشخاص الذين تجمهروا أمام السفارة الفنزويلة في العاصمة الأردنية عمان للتعبير عن شكرهم وإعجابهم بشافيز بعد قراره طرد السفير الإسرائيلي استنكارا للعدوان على قطاع غزة.

"شافيز هو الرئيس الشرعي لي ولأبناء جيلي"، هكذا ردت أماني كريم الطالبة الجامعية على سؤال عن سبب رفعها صور الرئيس الفنزويلي التي باتت حاضرة في مختلف التحركات الشعبية.

أماني التي زارت سفارة فنزويلا في عمان ووضعت أمامها مجموعة من الورود، قالت للجزيرة نت إن شافيز حقق مطالب الشباب الأردني والعربي بضرورة "طرد سفراء الكيان الصهيوني المجرم في وقت لا يزال حكامنا مترددين في تحقيق تطلعات شعوبهم".

اللافت أن صور الرئيس الفنزويلي وأعلام بلاده يرفعها شبان وناشطون إسلاميون ويساريون وآخرون لا ينتمون لتيارات سياسية، بل إن الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد اعتبر أن شافيز سيفوز بالرئاسة لو أجريت اليوم انتخابات حرة شارك فيها أي من "السلاطين" العرب الحاليين.



"التاريخ يصنع ولا يكتب" هذا ما يريد الناشطون إيصاله للزعماء العرب (الجزيرة نت)
محاولة استفزاز

وتابع بني ارشيد للجزيرة نت أن "رفع صور شافيز وأعلام فنزويلا سببه أن الرئيس الفنزويلي قدم موقفا متقدما على كافة الدول العربية"، وزاد أن "رفع الصور محاولة لاستفزاز هؤلاء الحكام الذين يصمون آذانهم عن مطالب وتطلعات شعوبهم".

من ناحيته لا يخفي الناشط في الحزب الشيوعي الأردني جيفارا حنا أن شافيز بات اليوم "حلما عربيا" للشبان الذين يهتفون ويطالبون بقطع العلاقات مع إسرائيل.

وشارك حنا قبل أيام مع ناشطين يساريين قبل أيام برفع صورة كبيرة للرئيس شافيز والرمز اليساري المعروف "جيفارا" على بوابة السفارة الفنزويلية في عمان كتب عليها "الحلم العربي".

وقال للجزيرة نت نحن "نرفع صور شافيز ليس تمجيدا لشخصه وإنما لتذكير حكامنا بأنهم عاجزون عن اتخاذ مواقف مماثلة من التي نتظاهر ونصرخ بها بضرورة طرد السفراء الإسرائيليين خاصة من الأردن ومصر".

ولا يخفي حنا أنه يتمنى أن يتوجه بمسيرة نحو رئاسة الحكومة في عمان أو نحو السفارة المصرية لوضع أكاليل الورود والهتاف بالتأييد لقرار طرد السفراء من عمان والقاهرة.

رموز منقذة



الورود ملأت مدخل سفارة فنزويلا (الجزيرة نت)

وبنظرة تحليلية يؤكد رئيس قسم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور حلمي ساري أن من يرفعون صور شافيز "يرفعون صورا لرموز نقيضة للرموز التي يرونها أمامهم اليوم باعتبارها رموزا منقذة وتمثل تطلعاتهم".

وقال للجزيرة نت "من يرفع صور شافيز يريد أن يقول إن هذا الرجل مثل تطلعاته المتمثلة بطرد السفير الإسرائيلي بينما لا تمثل الرموز الحاكمة هذه التطلعات". وأعاد التذكير بالصور التي ترفع لصدام حسين وحزب الله ورموز أخرى يراها من يرفعونها بأنها تمثل "منقذين ومخلصين ونماذج للبطولة من وجهة نظرهم".

وبالتوازي مع رفع صور شافيز والهتاف بالثناء عليه، تنال هتافات أخرى من زعماء عرب وسياسيين ودول عربية، وهو ما يعتبره الدكتور ساري أنه تأكيد لنظرية علم النفس المعروفة باسم "الإحباط والعدوان".

وقال "نتيجة لإحباط المتظاهرين من مواقف بعض الساسة العرب فإنهم يقومون بالعدوان عليهم لفظيا"، مشيرا إلى أن ذلك يؤشر إلى المدى الذي وصلت إليه "أزمة الثقة بين الشعوب وحكامها".

وبين أن أزمة الثقة لن تتوقف عند حد العدوان اللفظي على الزعماء بل ستتعداه "إلى أبعد من ذلك بكثير".

وفي موازاة صور شافيز التي علق على بعضها أكاليل الورود، لا تزال صور الرئيس الأميركي جورج بوش ترفع مع وضع الأحذية عليها، إضافة إلى قيام متظاهرين بإحراق صور لزعماء عرب يتهمونهم بالتواطؤ بل والمشاركة في العدوان على غزة.