قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. افتراضي المُعَارَضَاتِ وَنَشْأَتُهَا

    بسم ، والحمد لله الذي جعل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، والصلاة والسلام على صفوة خير خلق ، والرحمة المهداة، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى ما شاء .
    وبعد،،

    فهذه الورقة البحثية أقدمها في شكل عرض يتناول موضوع المعارضات في الموشحات الأندلسية وهو مبحث صغير وجيز، وكان عليَّ قبل أن أخوض في ذلك الموضوع أن أُعرِّف بالمعارضات عامة، ثم أتناول شيئًا من تاريخها بإيجاز، ثم بعد ذلك أعرض للموضوع بشكل مفصل، بيد أنني وجدت صعوبة نوعًا ما في العثور على مراجع كافية أو بالغزارة التي تثري بحثًا في موضوع كهذا، ولكن على كل حال فقد جاء الكلام على وجازته مستوفيًا -ما استطاع -أهم النقاط التي تحيط به وتدخل في عبائته، وقد كان ذلك في شكل مطلبين:
    جاء الأول منهما في تعريف المعارضات لغة واصطلاحًا، وأصل نشأتها.
    وجاء الثاني في أنماطها وأشكالها المختلفة مصحوبًا بنماذج له.
    وأرجو أن يكون هذا العمل بعيدًا عن الاختصار المخل، وكذلك فهو بعيد عن التطويل المحل، كما أرجو أن يُغفر تقصيري فقد كان الإتقان مرادي، ولكن حسبي أنه جهد المقل.
    ذلك كما أستميح أستاذي عذرًا إن كنت أخللت بما هو واجب -فلكل جواد كبوة، فهو أكبر من أن يحلَّ بي سخطه لذلك، والله من وراء القصد.
    ***

    المَطْلَبُ الأَوَّلُ
    تَعْرِيفُ المُعَارَضَاتِ وَنَشْأَتُهَا
    المعارضات لغة:
    يقال: «عارضته بمثل ما صنع إذا أتيتَ إليه بمثل ما أتى إليك، ومنه اشتقّت المعارضة. عارضت فلانًا: أي أخذ في طريق غيره، ثم لقيته. وعارضتَه بالكتاب إذا عارضتَ كتابك بكتابه»( ).
    وتكاد المعاجم تتفق على هذا التعريف مفصلين أحيانًا ومختصرين أخرى، وخلاصته أن المعنى اللغوي للمعارضة يعني المباراة، والمحاذاة والمجاراة للشيء( ).
    المعارضات اصطلاحًا:
    ما زال هذا المصطلح يترجح بين الباحثين الذين درسوا فن المعارضات، مسوِّغين لآرائهم وتعليلاتهم التي تتفق أحيانًا فيما بينهم وتختلف في مواضع أخرى من أقوالهم ذلك بأنهم يصدرون عن رؤى خاصة بكل واحد منهم لعدم وجود مصطلح موحد يتبعونه لكي يوازنوا ويحللوا ما يدور في عقولهم وأفئدتهم. ولعل أقرب تحديدًا إلى الصواب ما ذكره الأستاذ أحمد الشايب من أن المعارضة هي: «أن يقول الشاعر قصيدة ما في موضوع ما من أي بحر وقافية، فيأتي الشاعر الآخر فيعجب بهذه القصيدة في منهجها وصياغتها، فيقول قصيدة من بحر الأول وقافيتها، وفي موضوعها أو مع انحراف عنه يسير أو كثير، حريصا على أن يتعلق بالأولى في درجته الفنية ، أو يفوقه دون أن يتعرض لهجائه أو سبه ، ودون أن يكون فخره صريحًا أو علانية .. فالمعارض يقف من صاحبه موقف المقلد المعجب أو المعترف ببراعته، ومناط المعارضة هو الجانب الفني وحسن الأداء».
    ***

    أصل المعارضات في الشعر العربي:
    إن ظاهرة المعارضة في الشعر العربي -وهي محاكاة قصيدة بقصيد، أو مقطوعة بأخرى،أو بيت ببيت -ليست بدعًا على ذلك الشعر في القديم والحديث، غير أن تلك الممارسة كانت مضبوطة بحدود وقواعد، وذلك أن تنظم قصيدة ردا على أخرى -موافقة لها في البحر والروي -لظروف ومواقف مختلفة، منها مثلا ما كان مشتهرًا بالنقائض -رغم الاختلاف بين المعارضة والنقيضة -وكذلك منها الرسائل والرد عليها ؛ كما نراه بين سيدنا علي ابن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما -ومنها ما كان للمباراة بين الشعراء والتسابق لاختبار من أشعر؟( )
    وتكاد كتب التراث النقدي تجمع على أن المنطلق الأول لهذا الفن يعود إلى امرئ القيس في خبرين مختلفين( )، الأول منهما:
    حين تنازع امرؤ القيس وعلقمة بن عبدة أيهما أشعر فقال كل منهما: «أنا أشعر منك، فقال علقمة قد رضيت بامرأتك أم جندب حكمًا بيني وبينك فحكمها، فقالت أم جندب لهما: قولا شعرًا تصفان فيه فرسيكما على روي واحد وقافية واحدة. فقال امرؤ القيس :
    خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدُبِ
    لِنَقْضِي حَاجَاتِ الفُؤَاد المُعَذَّبِ

    وقال علقمة:
    ذَهَبْتُ مِنَ الهِجْرَانِ في كُلِّ مَذْهَبِ
    ِ وَلَمْ يَكُ حَقَّا كُلَّ هَذَا التَّجَنُّب
    ِ

    فقالت لامرئ القيس: علقمة أشعر منك، قال: وكيف؟ قالت: لأنك قلت:
    فَلِلسَّوْطِ أُلْهُوبٌ وَلِلسَّاقِ دُرَّةٌ
    وَلِلزَّجْرِ مِنْهُ وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذَبِ

    فجهدك فرسك بسوطك في زجرك ومريته فأتعبته بساقك، وقال علقمة:
    فَأَدْرَكَهُنَّ ثَانِيًا مِنْ عِنَانِهِ
    يَمُرُّ كَمَرِّ الرَّائِحِ المُتَحَلَّبِ

    فقد أدرك فرسه ثانيًا من عنانه لم يضربه ولم ينعته»( )، قال امرؤ القيس: ما هو بأشعر مني، ولكنك له وامق، فطلقها فخلف عليها علقمة، فسمي بذلك علقمة الفحل( ).
    الخبر الثاني:
    هو ما جرى بين امرئ القيس والتوأم اليشكري حين طلب الأول من الثاني قائلاً: إن كنت شاعرا فأجز أنصاف ما أقول فقال التوأم اليشكري قل ما شئت. فيقول امرؤ القيس بضعة أنصاف ويكمل التوأم تلك الأنصاف ويستمران حتى يعجز امرؤ القيس عن إعجاز التوأم ، فيلقي سلاحه ويحلف ألاّ ينازع أحدا الشعر بعده.
    وكما أن الموشحات «يعمل فيها كما يعمل في أنواع الشعر»( ) فكذلك دخلت فيها المعارضات التي لم تكن سرقات أدبية كما قال هارتمان حيث قال: «في هذا القرن (أي السابع الهجري = الثالث عشر الميلادي) شاعت وراجت لعبة المعارضات اللفظية التافهة، ... وتلك علامة على طريق انحدار خطير»( )، وليست كما قال؛ وإلا فما قولنا في المعارضات في العصر الكلاسيكي -كما سماها هارتمان -وهو في بداية نشأة الموشحات ومعها المعارضات التي ابتدأها ابن سناء الملك -وإن كانت بدايته تعليمية -ثم تبعه في ذلك كثير.
    وقد نرتاح هنا لقول من قال( ): أن ضياع كثير من المعارضات والموشحات وما لم تصل إليه أيدينا سبب في ضعف رؤيتنا، وقصر إدراكنا، حيث أن المعارضة شيوع المعارضات كانت أكثر مما نتصور، ودليل هذا -عنده:
    1. ما كان عند ابن قزمان الذي اتبع في جزء من أزجاله أسلوب الموشح.
    2. ومعارضات شعراء اليهود للموشحات العربية المعاصرة بكثرة.
    3. وكذلك ظهور ما يُسمى بالمكفِّر وهو في الحقيقة معرضة شاعر لنفسه في قصائد دنيوية بأخرى دينية من نفس البحر والقافية ليكفِّر بها عما سلف منه.
    ومن هنا يتضح فإن المعارضة نوع من المحاكاة الفنية المحضة التي تنتاب أي فن على يد أي مبدع معجب بفن غيره يأخذه كما تأخذ النحلة الرحيق ثم يخرجه لنا شيئًا آخر على أنها لم تكن من السرقات أو الاغتصاب الفني الذي ادعاه البعض وسيتضح ذلك في ما سيأتي.

    المطلب الثاني
    أنواع المعارضات وأشكالها
    فكما أن لكل فعل إنساني دافع نفسي له وباعث عليه كانت المعارضات تقوم على دوافع أسمى من أن تكون مجرد التقليد والمحاكاة، وإنما تكون لإبراز الذات والتفرد وإظهار المقدرة، فإن كل متعقبٍ أمرًا قد بدأ به غيره فإنه بتعقيبه يُفضي إلى حدِّ ما بدأ به في تعقيبه، ويصير ذلك مبدأً له، ثم تنقطع المشاكلة بين المبتدأ وبين المتعَقَّب.
    ومن هذه الدوافع الجانب الموسيقي في الموشحات الذي هو أساسًا فيها ولعب دورًا كبيرًا في انتشارها، فتظهر رغبة الشاعر في أن ينظم على لحن موشحة ذاع لحنها ليحظى بنفس القدر من القبول، ودليل ذلك أن يُكتب كلمة لحن في مطلع القصيدة( ).
    وهذا يُظهر مدى قدرة الشاعر على تطويع أي شكل لموهبته وتفرده، وإن تقيد بقالب معد سلفًا إلا إنه استطاع أن يحطم قيوده ويأتي بجديد في ثوب قديم.
    وكما أن الأدب لا ينشأ من فراغ ولا في فراغ، بل هو تأثير وتأثر بين الأدباء أجمع -والأدب رحم بين أهله -وإن حكمته في قاعدة أو إطار فهي لبيان تفرده هو ومقدرة الخاصة. وإذا كنا نطالب الأدباء بالاتصال بتراثهم فهذا لا يعني أبدًا مجرد النقل والتقليد العقيم الذي يدين الأديب نفسه قبل أن يدين فن المعارضات، وإن دل فهو يدل على ضعفه هو( ).
    وإذا جاز لي أن أقسم المعارضات إلى أنماط وأشكال فأستطيع أن أقول أن النمط الأول لها هو محاكاة جزء من المضمون عن طريق التضمين، ومن أبرز القصائد التي اتُخذت للمحاكاة قصيدة ابن زيدون النونية التي مطلعها:
    أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيلاً مِنْ تَدَانِينَا
    وَنَابَ عَنْ طِيبِ لُقْيَانَا تَجَا
    فِينَا


    والتي ضمن صدر الدين بن الوكيل في موشحته أجزاء منها، وهذا التضمين لا يبدو في شكل ألفاظ متناثرة هنا وهناك داخل بنيان القصيدة فقط، ولكنه يظهر في بعض أعجاز النونية في مواضع ثابتة من الموشحة (في الأقفال)، ومطلع الموشحة:

    غَدَا منادينا مُحَكَّمًا فِينَا
    يَقْضِي عَلَيْنَا الأَسَى لَوْلاَ تَأَسِّينَا


    التأثر واضح في استخدام قافية النون، التصريع، والعجز مضمن من البيت الثالث عشر عند ابن زيدون الذي يقول فيه:

    نَكَادُ حِينَ تُنَاجِيكُم ضَمَائِرُنَا
    يَقْضِي عَلَيْنَا الأَسَى لَوْلاَ تَأَسِّينَا

    وتعامل الوشاحون مع التضمين وجعلوه في مواضع منتظمة في الموشحة بحيث يحدث عندنا نوعا من التوقع كلما اقتربنا من مكان وروده؛ وربما كانت محاولة الشاعر التضمين هو إبراز محفوظه الشعري الضخم، وقدرته على توظيفه داخل نصه بل وجعله في مواضع منتظمة ومنسقة مع موضوعه، دون الشعور بأي خلل فيها.
    مثال آخر:
    تقي الدين بن حجة الحموي الذي ضمن أعجاز أبيات غيره في أقفاله لشعراء مختلفين على خلاف ابن الوكيل الذي ضمن لشاعر واحد (ابن زيدون).
    وموشحة ابن حجة:
    جَاءَتْ تُغَازِلُ بِالأَجْفَانِ والمُقَلِ فَاهْتَزَّ عِطْفُ غَرَامِي وَانْجَلَى عَذْلِي
    فَيَالَها لَحَظَاتٌ لِلْخَطَا نُسِبتْ تُصِيبُ بِاللَّمْحِ قَلْبُ الفَارِسِ البَطَلِ
    فَقُلْتُ: يَا مُنْيَتِي وَزَيْنِي بِتُرْبَةِ الصَّبْرِ يَوْمَ بَيْنِي
    كُحْلٌ بِعَيْنَيْكِ؟ قَالَتْ وَهْي في خَجَلِ: (لَيْسَ التَّكَحُّلِ في العَيْنَيْنِ كَالْكُحْلِ)
    مَاسَتْ بِقَامَتِهَا يَوْمًا بِذِي سَلَمِ وَالشَّعْرُ كَالْعَلَمِ المَنْشُورِ للأُمَمِ
    فَقُلْتُ: يَا قَلْبُ أَعْلاَمِ المُنَى نُصِبَتْ هَا أَنْتَ تَخْطُرُ بَيْنَ البَانِ وَالْعَلَمِ
    وَاسْوَدَّ الخَالُ مُذْ تَبَدَّى في جِيدِهَا هِمْتُ فِيهِ وَجْدًا
    قَالَتْ وَطَلْعَتهَا كَالشَّمْسِ في الحَمَلِ: (في طلعةِ الشمسِ ما يغنيك عن زُحَلِ)

    في الموشحة السابقة نجد التضمين في مواضع ثابتة وهي نهاية الأقفال:
    (ليس التكحل في العينين كالكحل)، (في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل).
    وعارضه ابن العطار على نفس النمط فقال مضمنا -أيضا -في موشحته:
    مَنْ لِي بِهِ رَشأيّ الجيد والمُقَلِ ناهٍ عَن العَدْلِ رَجَّاعٍ إلى العَذلِ
    رَنَا إلى القَضِيبِ إذْ حَاكَتْه فاضطربت أما ترى أنها تهتز للوجلِ
    حاشاك يا واضحَ الجلالهْ وفاضحَ البَدْرِ والغزالهْ
    أن يُشْبِهُ الغُصْنُ يومًا ما قدَّك الأَسلِ
    (وهَل يُطَابِق معوجٌ بمعتدلِ)
    فالشطر الأخير للطغرائي، نجد أن الهيكل واحد في الموشحتين حيث ضمن كل منهما كلام الغير في نهاية كل قفل من أقفال الموشحة، وجاء روي الأقفال اللام المكسورة في الموشحتين، وأتى البيت الأول من موشحة العطار القرعاء متضمنا الصدر والعجز من بيت تقي الدين بن حجة بنفس الترتيب.
    ***
    وهناك نمط آخر يختلف عن النط السابق، وهو أن يضمن الوشاح موشحته كاملة من أشعار غيره وهذا دليل مقدرة بالغة وخصوصًا إذا لم نشعر بفرق أو اضطراب مما يدل على محفوظ الشاعر الجيد وقدرته على توظيفه، وهذه ظاهرة فريدة في الموشحات منذ نشأتها في بلاد الأندلس، والموشحة ليحيى بن العطار وهي:
    أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل وظل يسفح بين العذر والعذل
    يا ساكن السفح كم عين بكم سفحت ملء الزمان وملء السهل والجبل
    قلب معنَّى ومد صب يجر أذياله ويسحب
    يشكو إلى القلب ما فيه من العلل والقلب يسحب أذيالا من الوجل

    نلاحظ في هذه الموشحة أن:
    (أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل)، (وظل يسفح بين العذر والعذل)، (ملء الزمان وملء السهل والجبل) هذه الأبيات للمتنبي.
    (يا ساكن السفح كم عين بكم سفحت)، (قلب معنَّى ومد صب)، (يجر أذياله ويسحب)، وهذه لابن النبيه.
    (يشكو إلى القلب ما فيه من العلل)، للشريف الرضي.
    (والقلب يسحب أذيالا من الوجل)، لابن سناء.
    والموشحة سارت على نفس النمط السابق للموشحتين السابقتين في الوزن والبناء عدا مواضع التضمين.
    وهذه الصورة تدعو إلى الإعجاب حقا، رغم أنه ليس فيها من الفضل سوى التأليف بينها، إلا أن ذلك يدل على ثروة هائلة من المحفوظ الشعري المتنوع لشعراء مشهورين ومغمورين، قدماء ومحدثين، وقد بلغت به البراعة حدًا لا يجعلنا نشعر بقلق في الألفاظ والعبارات.
    ***
    والنمط الأخير هو أقلهم؛ حيث أنه غلب عليه نظام المعارضة وتضمين بعض ألفاظها ووزنها وقوافي أقفالها، وهذا النوع شاع بكثرة في الموشحات، ومثالها:
    قول ابن سهل الإشبيلي:
    سهل درى ظبي الحمى أن قد حمى قلب صب حله عن مكنس
    فهو في حر وخفق مثلما لعبت ريح الصبا بالقبس
    وعارضه لسان الدين بن الخطيب قائلاً:
    جاءك الغيث إذا الغيث هما يا زمان الوصل بالأندلس
    لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس
    وعارضه آخر بقوله:
    رب بدر قد تدانى من سما خد مسترق للمس
    ومن اللحظ دحور رجما بشهاب من شديد الحرس
    أبرز الظواهر التي جمعت هذه الموشحات الثلاثة:
    1. أن الموشحات الثلاثة جاءت على بحر الرمل.
    2. أن الأقفال والأبيات اتفقت في تركيب الأجزاء؛ فموشحة ابن سهل تكونت من ستة أقفال مركبة من أربعة أجزاء، وخمسة أبيات مركبة من ستة أجزاء. وموشحة لسان الدين تكونت من أحد عشر قفلاً مركبا من أربعة أجزاء، وعشرة أبيات مركبة من ستة أجزاء ، والموشح الأخير تكون من تسعة أقفال مركبة من أربعة أجزاء، وعشرة أبيات مكونة من ستة أجزاء.
    3. أن الأقفال اتفقت في التقفية الداخلية: حرف (الميم)، والخارجية حرف (السين).
    4. الموشحتين الأخيرتين اتكأتا على الموشحة الأولى لابن سهل.
    ***

    تعقيب:
    مما لا شك فيه أن المعارضات الشعرية تعكس مدى اطلاع شعراء الأندلس على التراث الشعري المشرقي واستيعابه بعمق، وهي مداخلة اختيارية دون شك نابعة من إعجاب الشاعر المعارض بالنص محل المعارضة، وتفتح المعارضة الباب على مصراعيه أما الشعراء كي يقيسوا شعرهم على أمثلة متنوعة من أشعار غيرهم، فتزدهر الحركة الشعرية ويتفاعل الماضي مع الحاضر، ومن ثم لا تحدث قطيعة مع التراث.
    فالمعارضة الشعرية تبنى على ملمح المفارقة بين النص المعَارَض والنص المعَارِض، فكما يرى الشكلانيون الروس «ليس النص المعارض إعادة إبداع، أو كتابة على كتابة مماثله فلكل نص خصائصه القارة فيه. فكلا النصين بينهما مفارق لا تسمح أن يحل أحدهما محل الآخر، فهما ليسا مجرد نصين متماثلين أو متبادلين، فلكل خصوصيته وسماته. ومن ثم فالمعارضة تناص وكما قال تود وروف : «فإن النص المعارض ليس ليس استنساخا أو محاذاة للنص المعارض، فثمة تخالف وتفارق، وثمة إضافات وحذوفات»( ).

    ***
    قائمة بالمراجع

    «القول الشعري»: رجاء عيد، منشأة المعارف بالأسكندرية، 1995.
    «المعارضات في الشعر الأندلسي»: القصيدة العباسية نموذجًا: علي الغريب محمد الشناوي، مكتبة الآداب.
    «الموشح الأندلسي»، ترجمة: د/ عبد الحميد شيحة، ط: 1، مكتبة الآداب، عام: 1990.
    «دار الطراز في عمل الموشحات»: ابن سناء الملك.
    «دراسات في فني الموشحات والأزجال»: د/ أحمد محمد عطا، مكتبة الآداب، رقم إيداع: 3431/2000.
    «طبقات فحول الشعراء»: ابن سلام الجمحي، تحقيق: محمود شاكر، الخانجي القاهرة.
    «كتاب العين» للخليل بن أحمد.
    «معارضات قصائد ابن زيدون»: د/ عدنان محمد غزال.
    ***

    بحثت في أصدق الكلمات فلم أجد غير عبارة التوحيد
    أخوكم نجم النجوم

    البحث على جميع مواضيع العضو نجم النجوم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: المُعَارَضَاتِ وَنَشْأَتُهَا

    شكرا كتير لجهدك وموضوعك نجم النجوم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    20 - 11 - 2007
    ساكن في
    الفيوم
    العمر
    41
    المشاركات
    3,063
    مقالات المدونة
    2
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي رد: المُعَارَضَاتِ وَنَشْأَتُهَا










    لا أجد غير ذلك أقوله لك

  4. افتراضي رد: المُعَارَضَاتِ وَنَشْأَتُهَا

    شكرا كتير لجهدك وموضوعك نجم النجوم


    مشكور لمرورك وكلامك طيف

    بحثت في أصدق الكلمات فلم أجد غير عبارة التوحيد
    أخوكم نجم النجوم

    البحث على جميع مواضيع العضو نجم النجوم

  5. افتراضي رد: المُعَارَضَاتِ وَنَشْأَتُهَا










    لا أجد غير ذلك أقوله لك
    جزانا وجزاك كل خير
    وجمعنا على العمل الصالح والارتقاء دائما بالمنتدى

    بحثت في أصدق الكلمات فلم أجد غير عبارة التوحيد
    أخوكم نجم النجوم

    البحث على جميع مواضيع العضو نجم النجوم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي


    احييك

    واصفق بشده
    لروعه وجمال
    موضوعك
    لك مني كل الاعجاب
    على المجهود وبساطه
    اسلوبك وفكرك
    تقديرى

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. { وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}
    بواسطة العوامى في المنتدى في رحاب آية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 25 - 4 - 2013, 06:08 PM
  2. (( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ))
    بواسطة abo ashraf في المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10 - 12 - 2011, 12:36 PM
  3. ((وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ...............))
    بواسطة العوامى في المنتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 19 - 11 - 2011, 07:15 PM
  4. صَــخَـبٌ تـَتـَهــَاوَى سـَكـَرَاتـُه
    بواسطة همسة ولاء في المنتدى مصراوي كافيه
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20 - 12 - 2008, 01:15 PM
  5. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10 - 8 - 2008, 03:40 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©