لما كان اطلاق العنان للشخص في تزويج ما شاء من العدد امرا يؤدي الى الفوضى والظلم وعدم القدرة على القيام بحقوق الزوجات وكان حصر الرجل على زوجة واحدة قد يفضي الى الشر وقضاء الشهوة بطريقة اخرى محرمة اباح الشارع للناس التعدد الى اربعة فقط لانه العدد الذي يتمكن به الرجل من تحقيق العدل والقيام بحق الزوجة ويسد حاجته ان احتاج الى اكثر من واحدة. قال الله تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَاِنْ خِفْتُمْ اَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} [النساء: 3] وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم اسلم غيلان الثقفي وعنده عشرة نساء فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يختار منهن اربعا ويفارق البواقي، وقال قيس بن الحارث: اسلمت وعندي ثمانية نسوة فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: (اختر منهن اربعا) (14).
فوائد تعدد النساء الى هذا الحد:
1- انه قد يكون ضروريا في بعض الاحيان مثل: ان تكون الزوجة كبيرة السن او مريضة لو اقتصر عليها لم يكن له منها عفاف وتكون ذات اولاد منه فان امسكها خاف على نفسه المشقة بترك النكاح او ربما يخاف الزنا وان طلقها فرق بينها وبين اولادها فلا تزول هذه المشكلة الا بحل التعدد.
2- ان النكاح سبب للصلة والارتباط بين الناس وقد جعله الله تعالى قسيما للنسب فقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: 54] فتعدد الزوجات يربط بين اسر كثيرة ويصل بعضهم ببعض وهذا احد الاسباب التي حملت النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج بعدد من النساء
3- يترتب عليه صون عدد كبير من النساء والقيام بحاجتهن من النفقة والمسكن وكثرة الاولاد والنسل وهذا امر مطلوب للشارع.
4- من الرجال من يكون حاد الشهوة لا تكفيه الواحدة وهو تقي نزيه ويخاف الزنا ولكن يريد ان يقضي وطرا في التمتع الحلال فكان من رحمة الله تعالى بالخلق ان اباح لهم التعدد على وجه سليم.