لا تستقيم الحياة اذا نظرنا الي المساواة بين المرأة والرجل‏,‏ بمعيار مادي‏,‏ معزول عن المعايير الانسانية الأخري‏.‏ فليست المساواة في أن يكون للمرأة حق المشاركة في الحياة العامة‏,‏ بالوظيفة‏,‏ أو بالتمثيل النيابي وغيره من مظاهر النشاط المادي فحسب للانسان‏.‏ إن الانسان روح ومادة واشباع احتياجات الجانب المادي من الانسان مسألة سهلة‏.‏ لكن تلبية احتياجات‏(‏الروح‏),‏ هي محور الحياة الأساسي وأنا لا أتحدث عن الروح بمفهومها الديني‏,‏ الذي حدده الله سبحانه وتعالي في الآية الكريمة ويسألونك عن الروح‏..‏ قل الروح من أمر ربي‏..‏ فهنا‏,‏ ندرك أن المعني المقصود للروح‏..‏ لا يتوافر لعلم البشر‏,‏ إنما أقصد مفهوما عاما دارجا نخالط فيه بين‏(‏القلب والنفس والعقل‏),‏ تمييزا لها عن الجسد‏,‏ فنقول أحيانا عن انسان في حالة معينة‏(نفسيته منكسرة‏..‏ أو قلبه محطم‏..‏ أو سقيم العقل‏)..‏ وتدور مطالب المساواة خارج نطاق هذا المفهوم العام للروح من بنى البشر