قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    12 - 11 - 2007
    ساكن في
    Ismailia, Egypt
    المشاركات
    4,772
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي هل انتصرت حماس في معركة الفرقان؟

    أثناء العدوان الغاشم من قبل الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تباينت المواقف إلى حد كبير، فالمقاومة الفلسطينية خرجت ببيانات تفوح بروح النصر واثقة منه ثقتها بموعود الله عز وجل لها، فيما خرجت أبواق كثيرة تضم صوتها إلى صوت الآلة الإسرائيلية مخذلة للصفوف مدعية بروح لا تخلو من شماتة واضحة بينة أن الهزيمة الماحقة آتية لابد منها ولاشك فيها، بل وسارعت بعض هذه الجبهات تشحذ أسنانها وتمني نفسها بالأكل من الذبيحة وهي بعد حارة لم تبرد.
    وحينما انقشع غبار الحرب والعدوان عن غزة، سكتت بعض الأفواه وارتد إليها خذلانها، بينما أبت أخرى إلا النوح على أطلال غزة مرة أخرى، مشككة في النصر الذي حققته فصائل المقاومة على اختلاف الأسماء والتوجهات، مدعية أن هذه الدماء التي سالت وتلك البيوت التي تهدمت دليل واضح على الهزيمة النكراء لأهل الصمود في غزة.

    وإن كنا على ثقة بأن النصر كان حليف المقاومة، وخسر من عداها وخرج خاسرًا منكس الرأس، سواء كان ذلك الاحتلال الإسرائيلي وقواته الغازية، أو من وقف معه بالدعم والمدد، أو كل من روج لهزيمة المقاومة وخسارتها لمعركة الفرقان، إلا أننا نريد هنا أن نسوق معاني النصر كما نفهمها وكما أخبرت بها شريعتنا الغراء، فقد دارت عبر التاريخ معارك طويلة وخرجت بنتائج مختلفة وكانت نصرًا لجند الله على عدوهم الغاصب المعاند...

    فقد اضطهد فرعون بني إسرائيل وقتل أبناءهم واستحيى نساءهم وأذاقهم من صنوف العذاب ألوانًا، لكن العاقبة كانت نجاة بني إسرائيل وهلاك فرعون وجنده، وكان ذلك نصرًا لهم على عدوهم، فقال تعالى:"طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ" (القصص:1ـ 6)

    فهنا مَنَّ الحق تبارك وتعالى على بني إسرائيل فكانت النجاة من فرعون وهلاكه نصرًا لهم على عدوهم، وهي صورة ظاهرة بينة وجلية في معاني النصر، تتمثل في هلاك العدو ونجاة الفرقة المؤمنة والتمكين لها في الأرض، ولكنها ليست بالضرورة هي الصورة الوحيدة للنصر.

    فثمة صورة أخرى للنصر بين جند الله وأعدائهم، تمثلت في قصة أصحاب الأخدود، حينما ينتصر المبدأ على كل جبروت العدو وغروره وقوته، وتبلغ العقيد مبلغها ويقبل الناس على الدين أفواجًا ويستبين لهم وجه الحق من الضلال والزيف والركام الذي أراد أصحاب الضلال أن يغيبوا الأمة فيه.

    فقد مات الغلام، وحرق الجبارون من دخل في دينه وآمن بما جاء به، ولكن وهو إذ يموت شهيدًا على يد عدوه وتُلقى الأجساد في الأخدود كي تحترق، تنتصر العقيدة والدين على كل صنوف العذاب، وتبقى رغم أن حملتها قد احترقت أجسادهم واندثرت، فهم إلى حيث المقام الرفيع في جنة الخلد، وعدوهم إلى مصير معروف ومحتوم، وإذا كان الكل ذاهبًا إلى ربه، هذا إلى جنة وخلود وهذا إلى نار وحريق، فأيهما الفائز المنتصر؟
    وإذا الجميع قد غادر الدنيا وبقي ما كان عليه الغلام وأصحابه ومن آمن وبه واندثر ما كان يدعو إليه الطغاة، فمن المنتصر في المعركة؟
    إنه بتعبير الشاهد العلي الفوز الكبير لهذه العصبة المؤمنة المجاهدة.

    يقول تعالى:"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ"(البروج:1ـ 11).
    إنه الفوز في الدنيا بانتصار العقيدة والدين والفوز الكبير في الآخرة برضوان الله ونعيمه، وهذه صورة أخرى من صور النصر يغفل عنها كثير من الناس، لأن المقاييس في أيديهم مضطربة والتصورات في عقولهم وأذهانهم مختلة.

    وقد عرض ربنا لنموذج آخر من صورة المواجهة بين الحق والباطل، تجلت في قصة صالح مع قومه، فلم يكن هناك تمكين لهذه الفئة المؤمنة، ولكن كان انتصارهم بشكل مغاير ومختلف، لقد أهلك الله عز وجل أولئك المعاندين واستبقى الفرقة المؤمنة.

    يقول تعالى:"فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ"(هود:66ـ 68).

    فالجولة كانت في نهايتها والنصر كان حليفًا لهذه العصبة المؤمنة التي استبقاها ربها وأهلك عدوها...

    هذه مجرد نماذج لصور النصر تارة تكون بهلاك العدو والتمكين للفرقة المؤمنة في حياتها...
    وتارة بأن تموت العصبة فداء لعقيدتها ودينها، وتبقى هذه المبادئ حية يقظة...
    وتارة يكون الاستبقاء على العصبة المؤمنة وهلاك عدوها هو عنوان النصر...

    وإذا عاد بنا المقام للحديث عن فصائل المقاومة ومعركة الفرقان، فهي بالموازين الربانية نصر وأي نصر لهذه المقاومة على عدوها، فقد بقيت الفرقة المؤمنة وما فقدت إلا القليل، الذي ارتقى في منازل الشهداء وظل من بقي حيًا مرابطًا، وبقيت المقاومة في مكانها لم تفقد من أرضها شيئًا، وأفشلت عدوها وأجبرته على الرجوع بذل الانكسار والخيبة.

    وإذا كانت البيوت قد تهدمت وسقطت فقد ارتفعت وعلت راية العقيدة والكفاح في وجه الجبروت والرصاص المصهور..
    وإذا كانت دماء كثيرة قد سالت على أرض غزة المباركة فإن هذه الدماء وتلك الأجساد هي التي اختارها ربها لمنازل الشهداء"إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"(آل عمران:140)..
    واختارها كي تكون فداءً لهذه الراية المرفوعة التي يحملها الغرباء في كل وقت وحين يسلمونها لجيل من بعد جيل، لا تنكس لهم راية ولا تلين لهم قناة.
    تنبيــــه هـــــــــام
    على الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم

    وحان الرحيل
    وأرحل في موكب الراحلين
    وحول الركاب الطيور تحوم
    استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

    البحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    18 - 11 - 2007
    ساكن في
    الاردن
    العمر
    32
    المشاركات
    14,186
    النوع : انثيJordan

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    12 - 11 - 2007
    ساكن في
    Ismailia, Egypt
    المشاركات
    4,772
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساندرا مشاهدة المشاركة
    وجزاكِ أختي ساندرا

    اللهم نصرك الذي وعدت يارب العالمين
    تنبيــــه هـــــــــام
    على الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم

    وحان الرحيل
    وأرحل في موكب الراحلين
    وحول الركاب الطيور تحوم
    استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

    البحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    حينما ينتصر المبدأ على كل جبروت العدو وغروره وقوته،
    نه الفوز في الدنيا بانتصار العقيدة والدين والفوز الكبير في الآخرة برضوان الله ونعيمه، وهذه صورة أخرى من صور النصر يغفل عنها كثير من الناس، لأن المقاييس في أيديهم مضطربة والتصورات في عقولهم وأذهانهم مختلة.
    وإذا عاد بنا المقام للحديث عن فصائل المقاومة ومعركة الفرقان، فهي بالموازين الربانية نصر وأي نصر لهذه المقاومة على عدوها، فقد بقيت الفرقة المؤمنة وما فقدت إلا القليل، الذي ارتقى في منازل الشهداء وظل من بقي حيًا مرابطًا، وبقيت المقاومة في مكانها لم تفقد من أرضها شيئًا، وأفشلت عدوها وأجبرته على الرجوع بذل الانكسار والخيبة.
    وانا مثلك ايضاً واوافقك الرأي وبكل الادلة التي ذكرت هو ان شاء الله انتصار المبدأ والعقيدة
    فما تعرضوا له دليل وكان اختبار للايمان واجتازوه بنجاح وهذا هو الفوز ونعم الفوز
    يبارك بعمرك احمد
    رائع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    12 - 11 - 2007
    ساكن في
    Ismailia, Egypt
    المشاركات
    4,772
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SaMa aHMad مشاهدة المشاركة
    وانا مثلك ايضاً واوافقك الرأي وبكل الادلة التي ذكرت هو ان شاء الله انتصار المبدأ والعقيدة
    فما تعرضوا له دليل وكان اختبار للايمان واجتازوه بنجاح وهذا هو الفوز ونعم الفوز
    يبارك بعمرك احمد
    رائع
    وبورك فيكِ يا سما

    الأروع مرورك وردك

    تسلمي على الرد

    تنبيــــه هـــــــــام
    على الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم

    وحان الرحيل
    وأرحل في موكب الراحلين
    وحول الركاب الطيور تحوم
    استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

    البحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2009
    ساكن في
    القاهرة
    المشاركات
    363
    النوع : انثيEgypt

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©