كتب الوصية:


عشرون أغنية لعينيها, وللرمل البقية.



لم أحرق


لم أحترق


والنار ما زالت مسودة خفية.



لم يبقى لي غير النزول عن الصدى


و السير خارج داخلي بين الشظايا و المدى.


عبثا أقدس ما يدنسه الكلام. سدى سدى


فلأنصرف عني و عنك إلى الغيوم الليلكية.



فتح النوافذ للكآبة: كم أرى


سحبا تغطيني و تمطر خارجي. كم من قرى


ألفت حنيني و اختفت بدخانها. كم من شعاع أخضرا


شق السماء وشقني لأكون: قاعا, أو ذرى


وقصيدتي لا تنتهي إلا لتبدأ منك يا لغتي العصية.



لم يبق لي غير الذي لم يبقى لي. تعب المغني و المحارب


فليستريحا, ريثما تنهي مراكبنا عويل البحر أو تسبى المراكب


وليستريحا ليلة, حتى نرى حجرا نسمر فوقه ضوء الكواكب


وليستريحا فيَ.هل من قمة أخرى


لنسر لا يريد الموت في حقل الحقائب؟


لم يبقى لي غير انكسار السيف في جسد الضحية.



ماذا تبقى منك, يا شعري, سوى امرأة تغني ما استطاعت أن تغني للقادمين من الغياب ومن أصابع أدمنت شارات نصر كسرتني؟


مات الذين أحبهم, و اللوز يزهر كل عام بانتظام


ماتوا, ولكن الصخور تبيض لي حجلا و تسحب ظلها البني عني طرق بلا طرق هناك,


وههنا أفق,و أغنية تمنتني ولكن حطمتني


وحدي أجدد صرختي: عودوا لأسمع صرختي. عودوا إلي الآن مني.


ماذا تبقى منك ,يا شعري ,سوى أسماء قتلانا ,ووشم في الهوية؟