أخواتي الحبيبات إليكن كتاب زهرة في غابة كتاب رائع جدا من تأليف أ/ أحمد بن محمد الهرفي جامعة الإمام محمد بن سعود
إليكن محتواه أنصكن بقراءته

تقديـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فقد اطلعت على هذا الكتيب فوجدته رائعا في محتواه، سلسلا في أسلوبه، لا يستطيع القارئ إلا أن يختمه من أوله إلى آخره لشدة ترابط معانيه. ولقد أعجبني في الكتاب اللمحات النفسية الخاصة بالفتاة التي ذكرها المؤلف، فقد أحسن في عرضها في أسلوب مشوق.
لذا فإني أوصي بقراءة هذا الكتيب من قِبَل: الفتيات، والآباء، والأمهات، والمربين والمربيات، لأنه يعالج مأساة حقيقية في مجتمعاتنا الإسلامية، ولعله يكون سبباً في هداية فتاة حائرة أو أسرة مهمومة.
أسأل الله أن يجزي كاتبه خير الجزاء، وأن يجعل عمله خالصاً لوجهه سبحانه إنه سميع قريب.
د.عبدالله بن أحمد الملحم
استشاري الطب النفسي

مدخــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــل
علاقة الحب بين الشاب والفتاة في الإسلام تنقسم إلى قسمين رئيسين:
حب سوي
وحب غير سوي
فمن الحب السوي حب الرجل لأمه وأخته وزوجه، وكذلك الحال بالنسبة للفتاة. أما الحب غير السوي فهو إقامة علاقة حب بين شاب وفتاة لا تحل له أيا كانت هذه الفتاة. وليس هناك ثمة مشكلة من العلاقة الأولى لأنها علاقة سوية مستقيمة لا خطر منها، لكن الخطر كل الخطر هو في العلاقة الثانية.. أي علاقة الحب التي بين شاب وفتاة لا تربطهما علاقة تبيح هذا الحب. والشاب في هذه العلاقة أشبه ما يكون بالصياد الذي يراوغ فريسته إلى أن تقع بين يديه، وهذا الدور يلعبه الشاب من خلال الهاتف أو في السوق والشارع والتجمعات المختلطة، أو من خلال الإنترنت في هذا الوقت. وقد لا يكتفي الشاب بالعبث بعرض تلك الفتاة بل قد يُمَتِّع بها غيره أيضا- تحت التهديد- ثم يتركها ليبحث عن غيرها.
وإن من الأشياء التي تجهلها المرأة عن الرجل أنه من تركيبة تختلف عن تركيبتها، ويتصرف بطريقة تختلف تماما عن طريقتها، ومن هذه الاختلافات: نظرة الرجل والمرأة لعلاقة الحب هذه.
فالرجل لا يرضى أن يقترن بامرأة " مستعملة " حتى لو كان هو من استعملها، لأن من وقعت في الحرام معه لن يمنعها شيء من الوقوع في الحرام مع غيره.
ومن الجدير بالذكر أن أقول: إن الفتاة هي الفتاة مهما تغيرت جنسيتها أو أصلها أو بيئتها أو دينها أو درجة التزامها لأننا نتكلم عن شيء يتعلق بنفسيتها وتفكيرها كأنثى، فهي تستخدم عاطفتها كثيرا في الحكم على الأشياء، وحساسة وسريعة التأثر بما حولها؛ ولذلك فهي عندما تحب فإنها تفقد عقلها وتصبح كاللعبة بين يدي الشاب, وقد تعطيه كل ما تملك بدون أن تعي ما الذي تفعله بنفسها وما الذي تجنيه من جراء ذلك.
وهذه الطبيعة لدى المرأة إيجابية وسلبية في الوقت نفسه، وقد تتغير من فتاة إلى فتاة أخرى, ولكن تبقى هذه السمات غالبة عند النساء.
وقبل أن نبدأ في الموضوع أقول: الشاب في بحثي هذا هو ذلك الشاب العابث بأعراض الناس، والذي يسعى لإقامة علاقات حب محرمة مع الفتيات بقصد خبيث.. أما بقية الشباب فحديثي ليس عنهم.

مشاكل الفتيات "1" الاكتئـاب
وهو حزن شديد ينتاب الفتاة من وقت لآخر، بسبب أو دون سبب، تطول مدته وتقصر.. فتحس الفتاة بالحزن الشديد وبالرغبة في البكاء والانطواء، وربما تحب أن تنفس عن نفسها بأن تكلم صديقتها العزيزة أو أقرب أخواتها لها.
هي لا تدري ما الذي بها، ولا تدري ما الذي يدعوها لكل هذا الحزن، ولكنها مكتئبة. هذا الاكتئاب له أوقات قد يزيد فيها بحسب الفتاة وطبيعتها، مثلا: وقت العادة الشهرية أو قُبيلها، أثناء الحمل، بعد الولادة، ويحصل أيضا عند حدوث- أو توقع حدوث- مشكلة ما.
وهناك فرق بين الاكتئاب المرضي- أو المزمن- وبين الاكتئاب الوقتي الذي يصيب الفتيات، فالأول لا يزول إلا بالعلاج النفسي عند الطبيب المختص، بينما النوع الثاني فكما أتى بدون سبب فإنه يزول بدون علاج عند الطبيب، وتعود الفتاة التي كانت تبكي بكاء مرًا وتحس أنها حزينة ومغتمة… الخ، تعود للعب والمرح والضحك بعد ساعة أو ساعتين، وربما تطول المدة فتكون يوما أو يومين.
تقول الإحصاءات إن المجتمع الطبيعي فيه 15% من المكتئبين، وثلث هذا العدد من الذكور والباقي من النساء… لماذا؟!
إن تكوين الفتاة يختلف عن تكوين الرجل، فهي عاطفية جدًا ومشاعرها جياشة ومتقلبة، وهي كثيرا ما تثور بسرعة وترضى بسرعة، وعلاقاتها الاجتماعية أكفأ من الرجل وأقوى، وتطبيقها لمفهوم الصداقة والحب للصديقات أقوى أيضا.. ومن ذلك أنها تتشرب هموم صديقاتها ومشاكلهن وتشاركهن الحزن والفرح. والفتاة لا ترى بأسًا في إظهار ضعفها على شكل بكاء أو حزن شديد، ثم إنها كثيرا ما تفتقر لوجود متنفسٍ لها حتى يذهب ما بها من الهم.
قارن هذا بالشاب الذي تعود منذ أن كان صغيراً على عبارات مثل " أنت رجل عيب تصيح "، وإذا ما ظهر من الولد أي مظهر من مظاهر الضعف- كالبكاء مثلا- قيل له " البكاء للبنات ".
لهذا السبب فإننا نجد أن الرجل لا يحب أن يظهر بمظهر الضعف وانعدام الثقة بالنفس أبداً لأنه تربى تربية جافة تجعل من إبداء المشاعر السلبية مظهراً من مظاهر التشبه بالفتيات.
والرجل يستطيع أن يضبط مشاعره الإيجابية والسلبية أكثر مما تفعله الفتاة، وتأثره بما حوله أقل. ثم إنه "حر" لأنه رجل يستطيع أن يفعل ما يشاء، وأن يخرج متى ما شاء، ويكلم من يشاء، وليس عليه - عند كثير من العائلات- أية قيود(1).
(1) لا أعني بكلامي هذا أني أقول أن على العائلة أن تسمح للفتاة بأن تفعل ما تشاء، أو أن أقول أن فتح المجال للشاب لعمل ما يريد أمر مطلوب.. بل المقصود هو عقد مقارنة مختصرة توضح الفرق بين تعاملنا مع الفتيات ومع الشباب

مشاكل الفتيات ''3'' الحاجة للاستماع والتعاطف الصادق
تــــــــــــــــــــــــ ــــــابع