افتتاحية نيويورك تايمز 4 فبراير 2005
دفع الديمرقراطية فى مصر
كان الرئيس بوش محقا فى حث مصر فى خطاب حالة الاتحاد ليلة الاربعاء على ان تكون دولة( تسير فى الطريق نحو الديموقراطية فى الشرق الاوسط ).
فالدور المساعد لرئيس مصر حسنى مبارك كوسيط للسلام بين الاسرائيليين و الفلسطنيين لا يجب ان يكسبه حصانة من انتقاد ديكتاتوريته المؤبدة . بعد نحو 24 عاما فى السلطة ، يبدو مستعدا لاضافة 6 سنوات اخرى فى استفتاء على مرشح واحد فقط هذا الخريف و طول الوقت يقدم ابنه جمال الى خلافة فرعونية فى نهاية المطاف. ان دافعى الضرائب الامريكان مولوا هذا النظام بعشرات المليارات من الدولارات على مر السنين .و قد حان الوق لكى تستيقظ واشنطن على برميل بارود متفجر تشكل و تضخم فى ظل نظام حكم مبارك الاستبدادى.
لكن لكى تقدم امريكا مساعدة مفيدة للديموقراطيين المصريين يجب ان (تدوس) بكياسة. قبل ايام قليلة القت شرطة مبارك القبض على ايمن نور زعيم حزب معارض يدعو الى انتخابات رئاسية ديموقراطية بالكامل. و اتهم نور بتزوير توقيعات على التوكيلات التى ضمنت الوضع القانونى لحزبه فى الخريف الماضى. و لكن مخالفته الحقيقة كانت التصرف كزعيم حزب معارض حقيقى فى ديموقراطية حقيقية. و استجابت وزراة الخارجية بكلمات احتجاج دبلوماسية. و دعا بعض الديموقراطيين المصريين الى ضغط امريكى أقوى، لكن كثيرون يخشون من أن مساعدة الولايات المتحدة لايمن نور بدرجة اكبر قد تجعل من السهل على مبارك ان يسيئ الى سمعته فى عيون المصريين.
يجب ان تسير واشنطن الى ما هو ابعد من رفع صوتها من اجل الديموقراطيين فى لحظات معينة.عليها ان تواجه مبارك و المستبدين الاخرين فىالمنطقة بمطالبات قوية راسخة من اجل حرية سياسية و انتخابات تعددية مفتوحة.
منذ عهد قريب كانت امريكا تساوى تلقائية الحرية و الديموقراطية فى عقول غالبية شعوب العالم المضطهدة و المستعمرة.و على مر السنين تبددت هذه السمعة لفترة قصيرة النظ و نحن الان فى لحظة دقيقة للبدء فى استعادتها.