بالامس شاهدت جثثاً لا يعرف احد عن اصحابها شيئاً ....ولا يوجد عليها اسماء ....بل ارقام ...
ولا ادري لماذا لفتت نظرى الجثة رقم اثنان ...
....وماذا بعد ان اصبحنا مجرد جثث هامدة لا حراك فيها ...واصبح موتانا ارقاما ...واشلاء....
كنا نتغنى بصلاح الدين والمعتصم والان اصبحنا في ذل وهوان
....وماذا بعد ان اصبحت نساؤنا تُغتصب امامنا ولا يتحرك بنا اي شيء فاصبحنا نغلق عيوننا رهبة من مناظر الدم والتعذيب والاهانة
....وماذا بعد ان اصبحنا مجرد ارقام ...مواليدنا ارقام ....امواتنا ارقام ... نحن ارقام ...تزداد وتنقص ...تحركنا ايادي قذرة ونحن نسير حيث تاخذنا تلك الايادي ...لا نملك حتى الشجاعة بان نقول لا ...
...وماذا بعد ان اصبحت هاماتنا تُداس بالاقدام ... وجثث موتانا تُنادى بالارقام ....
وماذا بعد ان اصبحت رؤوسنا مغطاة باكياس سوداء قذرة ....وافواهنا مكممة بلاصق يبصق به كل آثم افاق...وايدينا مقيدة بسلاسل من نار
وماذا بعد ان ماتت بنا النخوة ...وغاب عنا الاسلام ...
اشلاء ...نعم ...اشلاء ....وموتانا لا ملامح لهم ولا اسماء ...بل نحن وهم مجرد ارقام نعم ارقام
فالى متى سنرضى ان نكون ارقام ...تُضرب ...وتُطرح ...وتُقسم ...
وتُضاف الى اكياس سوداء ؟؟
وان بقينا على هذا الحال سيأتي علينا يوماً لن نجد به اكياسا لتعبأ بها جثثنا وسنلقى بالقمامة لنحرق ....ارقام فوقها ارقام