قهوتنا على الانترنت
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. افتراضي

    حب بجد ! ولالالالا ... !!!


    نهى: يا ترى إيه اللي حصل؟ إيه اللي غير مشاعري ناحيته ده أنا كنت باحبه قوي...!!
    عمرو: ياه ده أنا كنت باتمنى بس نظرة من عينيها لكن دلوقتي مش حاسس ناحيتها بأي حاجة خالص ولا كأني سهرت ليالي بافكر فيها.


    اللي حصل لـ"نهى" ولـ"عمرو" بيحصل كتير قوي لشباب وبنات بيتخيلوا إنهم حبوا بعض بجد لكن بمجرد إنهم يقابلوا حد تاني أو حتى من غير ما يقابلوا حب جديد بيلاقوا مشاعرهم بتتغير، رغم إن مشاعرهم دي بتكون صادقة فعلا وبيكونوا حسوا بحاجة بجد، يعني لا بيتسلوا ولا ناويين يضيعوا وقت، لكن غصب عنهم بيلاقوا مشاعرهم دي بتتغير وبيفكروا كتير في سبب التغيير ده وغالبا مابيعرفوش إن السببب إنهم ماحبوش أصلا، لكنهم اتهيأ لهم إنهم حبوا وحكموا على مشاعرهم غلط..


    والحكم الغلط ده بيكون له أسباب كتير
    هنحاول نعرف شوية منها مع بعض المرة دي.


    عايزة بابا أو عايز ماما




    هالة: إنت خلاص مابقتش بتحبني لا بتسأل عملتِ إيه ولا إيه أخباري ولا بتهتم بي ولا بشغلي ولا بقيت تقول لي أعمل إيه في أي حاجة.
    خالد: بالعكس خالص أنا لسه بحبك جدا بس خايف أكون باتدخل في حياتك زيادة أو بافرض عليكِ رأيي.... يعني أكيد بيكون فيه حاجات بتحبي تعمليها بنفسك من غير ما حد يتدخل فيها.

    هالة: أيوه بس إنت مش أي حد وأنا باكون عايزة رأيك في كل حاجة، فإنت أكبر مني ولفيت وشفت ناس كتير وعندك خبرة أكتر في الحياة وماباحسش إني ماشية صح غير لما تقول لي على اللي أعمله.
    خالد: أيوه أنا عارف إنك بتكوني عايزة رأيي وأنا مش ممكن هابخل بيه عليكِ لكن مش في كل الأوقات رأيي هيكون صح وأكيد فيه حاجات ماحدش هيعرف ياخد فيها قرار غيرك لأنك أكتر واحدة عارفاها.

    هالة: لأ دي حجة علشان تبطل تهتم بيَ.. أنا حاسة إنك متغير ومابقتش مهتم زي زمان، وأكيد فيه سبب.



    هو مش بابا ولا إنت بنته





    مشكلة "هالة" و"خالد" هنا إن "خالد" عجبته "هالة" وحاول يبين اهتمامه بيها علشان هي كمان تحبه، وفعلا "هالة" حست إنها متعلقة بـ"خالد" واتهيأ لها إنها بتحبه، لكن الحقيقة إنها حبت "طريقة تعامله معاها" و"رعايته" ليها، لكن هي ماحبتهوش بجد هي حبت "صورة الأب" فيه... الأب اللي بيحل أي مشكلة بتقع فيها ويحسسها دايما إنها لسه الطفلة الصغيرة، فـ"هالة" محتاجة لحنان أب مش حب حبيب.





    وفيه حاجات كتير بتكون مؤشر على إن اللي بين أي اتنين مش حب حقيقي وإنه بحث طرف عن الرعاية و"بس"....

    وبالتالي هو ماحبش بجد ومش هيقدر يوفر للطرف التاني احتياجاته اللي أكيد هيكون عايزها.

    فمثلا: فرق السن الكبير بين الاثنين واللي ممكن يوصل لـ15 سنة مثلا فأكتر، ده بيكون مؤشر على إن اللي بينهم مش حب -طبعا بصرف النظر إن فيه واحدة ممكن تتجوز واحد أكبر منها علشان فلوسه- لكن هي فعلا ممكن تكون أحبت حنانه وأبوته.



    كمان فرق الخبرة في الحياة لما يكون واحد عنده خبرة أكتر بكتير من التاني فهيحس إنه على طول هو اللي بيدي وهو اللي المفروض يعمل للطرف التاني لأنه أقوى منه في كل حاجة، وده مش ممكن يستمر على طول لأنه أكيد في وقت من الأوقات هيكون عايز مشورة شريك حياته، وبيكون عايز رأيه ويكون مطمئن للرأي ده، وده لأن أي اتنين بيحبوا بعض بتكون مصلحتهم واحدة وقلبهم على بعض وبيكون كل واحد فيهم مطمئن إن التاني هيدي له رأيه بصراحة، ولذلك بيكون طبعا أفضل لو الرأي ده بناء على خبرة وتجربة علشان يقدروا يفكروا مع بعض في أي مشكلة تقابلهم في حياتهم ويحلوها سوا مش واحد بس هو اللي يتحمل على طول المسئولية والتاني سايب كل حاجة.






    إنت كمان ماتدورش على ماما


    والحالة دي مش بتحصل للبنات وبس، لأ دي بتحصل كمان للأولاد أو الشباب فكتير ممكن نلاقي شاب ارتبط بإنسانة الناس تشوف إنها مش مناسبة ليه وأول حاجة تيجي في بالهم ازاي قدرت تضحك عليه، ويمكن البعض يقول إنها عملت له عمل، لكن الحقيقة إنه بيكون شايف فيها حاجة معينة بيدور عليها ممكن تكون حب حقيقي ولكن برضه ممكن يكون اللي شده لها إنها بتعامله زي ما والدته بتعامله، أو فيها ملامح من والدته سواء في شكلها أو في شخصيتها.


    والمشكلة هنا:

    إن البحث عن صورة الأب أو الأم في شريك الحياة بتكون ليها أضرار على جميع الأطراف المشاركين فيها، فاللي بيدور على مامته أو اللي عايزة صورة باباها في شريك حياتها هييجي عليهم يوم يكونوا محتاجين فعلا للحب العاطفي وساعتها ممكن يرضوا بحياتهم مع اللي اختاروهم بإرادتهم ويعيشوا حياتهم وهما حاسين إن الدنيا ظلمتهم ولكنهم هيعيشوا ويرضوا وخلاص...

    ولكن ممكن يبدأوا يدوروا على الحب ده مرة تانية ويسيبوا اللي اختاروهم في الأول، وده طبعا لو علاقتهم لسه في البداية هيكون ليها مشاكل لكن ممكن تتحل.... لكن لو كان الموضوع وصل للارتباط الرسمي أو أصبح فيه أسرة وحياة مشتركة فإن أي انفصال أو بحث عن الحب مرة تانية هيسبب كوارث كتيييير جدا.




    علشان كده العلاقة بين الاتنين لازم تكون متكافئة وكل واحد يعرف كويس قوي إنه زي ما هو محتاج حاجة معينة من شريك حياته أكيد برضه لازم هيقدم له اللي هو محتاج ليه، لإن ماينفعش حد ياخد على طول وحد تاني يدي بصفة مستمرة...

    صحيح إن أي اتنين بيحبوا بعض ممكن كل واحد فيهم في وقت من الأوقات يكون أب أو أم للتاني -طبعا في الحنان الأبوي أو العطف اللي بتتميز به مشاعر الأمومة- لكن ده مايكونش بشكل مستمر أو من طرف واحد للتاني، لكن لازم يكون متبادل ومافيش طرف يهرب من مسئوليته تجاه شريك حياته، لأن الحياة بينهم مش ممكن تستمر على الوضع ده.



    الحب والشفقة... فرق كبير.. لكن..!!

    هناء: "عادل" صعبان عليَ قوي... ازاي هاسيبه بعد لما علقته بي... أنا ماكانش قصدي أخدعه.. بس أنا فعلا مابقتش أحبه، ومش عارفة أقول له كده ازاي...!!

    أول مرة شفته فيها ماكانش عاجبني خالص، لكن لما قعدت معاه فتح لي قلبه على طول وحكى لي على حاجات كتير مزعلاه ومضايقاه وحسيت قد إيه الدنيا ظلمته وقد إيه محتاج لحد يقف جنبه، وشوية شوية لاقيته متعلق بي وأنا كمان بدأت أتعلق بيه، وكتير كنت باسأل نفسي هل ده هو الحب وهل شعوري ناحية "عادل" حب حقيقي ولا إيه؟؟ لكن بعد لما شفت "عمر" حسيت إن هو ده حبي الحقيقي اللي أنا بادور عليه طول عمري، لكن أعمل إيه في "عادل"؟ ازاي هاقول له إني مابحبهوش؟ أنا مش ممكن أؤذي حد ولا أزعل حد.... مش عارفة..!!

    ممدوح: أنا ماكنتش متخيل إن معاملتي لـ"سها" برقة هتخليها تحبني، أنا صحيح بارتاح للكلام معاها بس مش هي دي فتاة أحلامي... مش هي اللي أنا كنت متخيل إنها تكون شريكة حياتي، لكن أعمل إيه لاقيتها بتحبني وأنا ماكنتش قادر أفهمها إن أنا مش بحبها...!!

    أنا عمري ما جرحت حد ولا رفضت أي طلب لأي حد مهما كان صعب عليّ، ازاي أتخلى عنها...؟! أنا كده هابقى خاين وأكيد ربنا هيعاقبني على خيانتي، بس أنا فعلا ماكانش قصدي إنها تتعلق بيّ ومش عارف أعمل إيه..؟!


    حسم.... وضوح.... مواجهة وبسرعة


    مشكلة "هناء" وبرضه "ممدوح" إن شعورهم بالشفقة والعطف على "عادل" بالنسبة لـ"هناء" وعلى "سها" بالنسبة لـ"ممدوح" ومعاملتهم ليهم برقة خلتهم يتعلقوا ببعض ويتوهموا إنه الحب.... لكن لا "هناء" حبت "عادل" ولا "عادل" كمان حبها لكنه حب رقتها وعطفها عليه ونفس الحكاية بالنسبة لـ"ممدوح" و"سها".


    ومشكلة الشفقة إنها عاطفة قوية جدا بين الناس وبداية سهلة وسريعة لحدوث تفاعل بين أي اثنين، لكن المشكلة إنها بتحصل كتير ومع أي حد في موقف ضعف وده طبعا غير الحب خالص..

    لذلك الاستمرار في أي علاقة دافعها الأول الشفقة واختفاؤها تحت مسمى الحب هو ظلم كبير لكل الأطراف؛ لذلك لازم الأمور تكون واضحة ومحددة من الأول.

    ولتجنب الوقوع في مثل هذه العلاقة لابد من عدم التسرع أو إبداء اهتمام زائد لأي حد، وبرضه عدم تفسير أي اهتمام بإنه حب لحد لما الاتنين يتأكدوا من مشاعرهم كويس.

    واللي يلاقي نفسه في علاقة من النوع ده فأسلم وأحسن حل هو الوضوح وقطع الشك باليقين وعدم الاستمرار فيها خوفا على الطرف التاني لأن الاستمرار معناه زيادة في الخداع وزيادة في الأضرار على كل الأطراف.






    لا للفراغ ولا للاستعجال



    نجلاء: هو أنا هافضل كده لحد إمتى؟... كل اللي يبص لي ولا يكلمني كلمة حلوة ألاقي نفسي بافكر فيه ومشغولة بيه وأقول أخيرا لاقيت الحب اللي بادور عليه... لكن شوية ولا كأن حاجة حصلت وألاقي نفسي بافكر في حد تاني وأنسى كل اللي فكرت فيهم قبل كده... أنا تعبت بقى.. امتى هاستقر ولا قلبي ده عمره ما هيعرف يحب ولا إيه..؟!


    أحمد: أنا ليه كل شوية باحب واحدة وبعد كده أنساها؟... نفسي ألاقي الحب اللي بجد، نفسي ألاقي البنت اللي ماتخلينيش أفكر في حد غيرها.... حبيت كتير وعرفت كتير لكن مافيش واحدة حسيت إن هي دي حبي اللي بجد إلا وألاقي نفسي بعد كده نسيتها واللي أحبها بجد تتخطب لحد تاني ولا تكون مرتبطة، أنا مش عارف حظي عامل كده ليه... شكلي كده عمري ما هالاقي الحب وهاعيش طول عمري وحيد..!!







    ماتدورش عليه.... ولا تستعجليه



    مشكلة "نجلاء" وكمان "أحمد" إنهم مشغولين قوي بموضوع الحب ومستعجلين قوي عليه وحاطينه هدف لحياتهم..

    صحيح إن معظم الناس -إن ماكانش كلهم- بيدوروا على الحب وبيكونوا مشتاقين إنهم يقابلوا حبهم الحقيقي ونصيبهم في الحياة، ودي حاجة طبيعية عند كل البشر، وده بسبب الحاجة للحب بصفة عامة، حتى عند الأطفال فكل واحد بيكون عايز يحس إن الناس بتحبه وبتخاف عليه وبتشتاق ليه وهكذا..

    والميزة في الحب العاطفي إنه بيوفر للإنسان كل اللي هو عايزه من المشاعر والأحاسيس اللي محتاجها علشان يواصل حياته فهو بيدي معنى للحياة وبيحسس الإنسان بوجوده وإن ليه قيمة وكيان وإنه مهم عند حد معين، وده طبعا بيشعره بالرضا وبالسعادة وبيخلي لحياته طعم مختلف..

    لكن المشكلة إن فيه ناس بتستعجل على الحب بسبب شعورهم بالفراغ وإن مالهمش هدف يحققوه في حياتهم، وبالتالي ممكن يتوهموا إنهم لقوا الحب الحقيقي لكن بيفاجئوا بعد كده إن حبهم ده ماكانش بجد وإنه كان تهيؤات، وطبعا ده بيسبب صدمة ليهم وكمان للطرف التاني.




    لذلك مش لازم "نجلاء" تتسرع أبدا في تفسير أي اهتمام من أي حد تقابله على إنه حب، وإذا حاولت تفسر الاهتمام ده فتفسره بأي حاجة عامة، يعني مثلا يكون عاجبه تفوقها إذا كانوا زمايل في الجامعة، أو عجبته أفكارها أو أخلاقها إذا كانوا أقارب أو زمايل في الشغل، ودي طبعا حاجات غير الحب.

    وكمان "أحمد" مش لازم يتسرع وأول ما تعجبه بنت يقعد يبص لها أو يقول لها بحبك... لازم الأول يتعرف عليها أكتر ويدي لنفسه فرصة إنه يتأكد من مشاعره، وهل هي حقيقية ودائمة ولا مؤقتة وهتنتهي بمجرد إنه يقابل واحدة تانية.




    اشغلي وقتك... وحط هدف لحياتك



    وعلشان ماتستعجليش الحب، وعلشان ماتتوهمش إنك حبيت لازم يكون فيه هدف عايزين تحققوه ولازم يكون عندكم حاجة تعملوها، والحاجة دي ممكن تكون المذاكرة ومحاولة التفوق، وممكن تكون التركيز في الشغل والنجاح فيه، وممكن تكون ممارسة هواية محببة أو عمل أي نشاط رياضي أو اجتماعي، فكل دي حاجات بتحسس الإنسان إن ليه قيمة وبيعمل حاجة مفيدة بيحقق نفسه فيها، صحيح الحاجات دي مش بديل للحب لكن على الأقل مش هتخليك يتهيأ لك إنك حبيت، ومش هتخليكِ تحسي بالوحدة لحد لما تقابلوا الحب الحقيقي -إن شاء الله- ومايكونش تهيؤات ويضيع بسرعة زي ما جه بسرعة.



  2. افتراضي


    كذا سبب لوقوعك في الحب من غير سبب!




    مثلما يدخل سائق التاكسي في شارع غلط، ويظل يبحث طوال النهار عن العمارة رقم 8 في شارع "الغنضوفلي" فلا يجدها، ليكتشف في النهاية أنه في شارع "العنضوفلي" -يعني فيه فارق في نقطة واحدة بس-، يمكنك أنت أن تدخل في "شارع الحب" الغلط، وتظل تبحث في العمارات المتراصة على جانب الشارع لعلك تجد فيها السكن لقلبك فلا تجد.. أو ربما يخيل لك أن هذه العمارة المتشطبة السوبر لوكس هي التي عليها العين والنية، وأنها هي التي ستكمل معك قصة حبك المنقوصة.. وفي النهاية -وبعد ضياع فترة كبيرة من الوقت- ستكتشف أنك دخلت العمارة الغلط.. وبالطبع حبيت العمارة الغلط!


    بس ماتخافش.. لسه فيه وقت.. معكم سندردش حول الأسباب الخاطئة التي تجعلنا -جميعا- نقع في الحب، وجميعا هذه مقصودة لأن معظمنا لابد وأنه خاض تجربة حب خاطئة.. وجه مشاعره في الاتجاه الغلط بفعل عوامل كثيرة للضغط عليه.. والواحد منا حينما يكون خارجا للتو من تجربة حب فاشلة، ومعرضا لضغوط الأهل، وعذابات الوحدة، يبدو أشبه بأسفنجة ممتلئة بالماء.. فور أن يضغط عليها أحد سرعان ما تسيل منها المياه.. وتتدلدق منها المشاعر!





    ركز معانا.. وشوف كده إنت وقعت في غلطة من دول قبل كده ولا لأ؟؟ بس خليك صريح.. أزعل قوي لو كدبت.. ياراجل ماحدش واخد منها حاجة غير الكلام الحقيقي اللي طالع من القلب..



    الكارثة في.. قوانين "نيوتن" العاطفية!





    خارج أنت للتو -للتو يعني من كام ساعة يعني!- من قصة حب فاشلة.. بعدما اتفقتما على كل التفاصيل حتى أدقها.. اكتشفتما فجأة أنه "ماينفعش نكمل!".. وكانت النتيجة الوحيدة لذلك هو أن اتخذ كل واحد فيكما الطريق المخالف.. وبكرة لما تروح الشغل.. هيكون الموقف سخيف جدا.. زميلتك إياها هتبص لإيدك اليمين ولما ماتلاقيش الدبلة في مكانها.. هتقرب منك وفي عينيها فضول الدنيا كلها وهتسألك "إيه.. باظت؟، يا حرام!"، وصاحبك الأنتيم هتتصل بيه عشان تنزلوا مع بعض وترفه عن نفسك شوية هيعتذر لك وهيقول لك "معلهش يا زعيم.. أصل أنا نازل النهارده مع "سوسن" خطيبتي.. خيرها في غيرها يا لورد"!

    حتى مامتك هتلاقيها بتبص لك وإنت داخل أو خارج من البيت نظرات كلها شفقة وبتمصمص شفايفها وبتقول "يا ولداه عليك يا ابني.. قفاك يقمر عيش.. ماشي كده لوحدك زي زعزوعة عود القصب.. لا حبيبة تهنيك.. ولا واحدة تسأل عليك!".

    حتى لما تبص على النتيجة هتكتشف إن العالم كله متآمر عليك، النهارده بالظبط كملت الثلاثين سنة.. وخارج من قصة حب فاشلة.. والناس كلها حواليك بتعيش أحلى قصص حب وإنت قلبك من جواه فاضي ومجروح ومكسور ومتدشدش.. يبقى الحل إيه؟!



    ***

    لكل فعل رد فعل مضاد له في الاتجاه ومساو له في القوة.. ده "نيوتن" اللي بيقول كده.. يعني عاوزيني أكذب الكلام اللي بيقوله العلم كمان؟!



    ***
    بعد كل هذه الضغوط ستتهاوى كل قدراتك المناعية.. خاصة مع انتقال الأهل من مرحلة الشفقة إلى مرحلة الزن على ودان -اللي هو سيادتك عادة- أمر من السحر.. "مالها بنت خالتك فتاكات".. "مالها بنت عمك جنات".. تدريجيا تتهاوى قدراتك.. ويبرز "نيوتن" بقانونه الثاني الشهير.. وينتج منك رد الفعل.. الذي ربما ليخرق القاعدة العلمية ويكون في نفس الاتجاه وبدرجة قوة أكبر.. ولتريح دماغك من هذا الصداع.. وللهروب من نظرات الأهالي التي تشعرك بأنك قد كبرت وبلغت التسعين من عمرك.. تأخذ القرار الكارثة..

    "خلاص اختاروا لي واحدة وأنا ارتبط بيها.. ارتحتم؟!"

    ولنا هنا وقفة -مش طويلة يعني ماتقلقكش- خلينا أولا نتفق على كذا حاجة...





    إنه مش عيب خالص إنك تخلي أهلك أو أقرباءك أو حتى أصدقائك -مش السوء يعني!- إنهم يرشحوا لك حد أو حداية -عشان تبقى الأمور واضحة!- هم شايفين إنها مناسبة ليك.. لكن العيب كل العيب.. والكارثة أم الكوراث إن ده يحصل وإنت بتتحرك تحت ضغوطهم عشان تتجوز.. يعني ماتعملش ده عشان تريحهم وخلاص.. الأمر ذاته موجود لدى البنات.. بل وربما يكون بنسبة أكبر بكتير من الأولاد.. لأنه إذا كان المجتمع ينظر للولد الذي تجاوز الثلاثين ولم يتزوج على أنه خلاص ماعادش فيه رجا وهيعيش راهب طوال حياته!، فإن البنت التي تتجاوز الحادية والعشرين ولم تشنكل أحدا فيها هي في نظر المجتمع والأهل والناس والحكومة كمان "عزبتة".. عانس يعني ولا مؤاخذة.. وممكن تتحول إلى إرهابية وتفجر نفسها في أقرب وقت عشان تخلص من العيشة الفقرية دي واللي عايشنها!



    طبعا كل الكلام ده تحط عليه علامة X كبيرة جدا.. واوعاك -الكلام للطرفين ولاد وبنات- تقدم على جوازة بفعل تأثير قوانين "نيوتن" العاطفية اللي بتتكون من تأثير وضغوط الأهل والأقارب.. لأنك لو عملت ده مش هتدخل تاريخ العلوم من أوسع أبوابه زي ماحصل لـ"نيوتن".. بالعكس إنت هتدخل باب "التعاسة التاريخية" من أتخنها باب.. "ما بني على باطل فهو باطل".. والحب المبني على زن الأهل باطل.. والحب المبني على ضغط الأصدقاء ونظراتهم المتلونة بالشفقة.. محكوم عليه بالإعدام.. لأنهم من الممكن إنهم يكونوا شايفين إن زواجك من فلانة الفلانية أو العكس نعيم وجنة لك وهو نار وجحيم لك.. في الحب مافيش استعانة بصديق.. اسمع في الأول لصوت مشاعرك وبس.. لاقيت المؤشر بيتحرك وبيتجه ناحية الهدف -قلب تاني-.. تمام كده.. يبقى تبدأ في الدخول في التفاصيل التانية.. وتشغل مخك.. وتشارك أصدقاءك وأهلك الفرحة.. كده الأمور تمشي صح.. وعمرك ما تغلط وتقع في الحب بفعل قوانين "نيوتن".




    اللي أوله alone... آخره ضلمة من غير لون!





    حتما ولابد مر عليك اليوم ده..
    فجأة اكتشفت إنك وحيد قوي.. وحيدا جدا.. قاعد في أوضتك وبتبص يمين وشمال مش لاقي حد جنبك..
    يومها عرفت شعور الحبس الانفرادي اللي بيتعاقب به المساجين إذا خرجوا عن نظام السجن..

    الصعب في الأمر إن الشعور ده ممكن يهاجمك وإنت وسط الناس.. إنت معاهم بس هم مش معاك.. عايش إنت في حياتهم.. لكن مافيش حد عايش معاك حياتك..

    لو إنت كويس كده وزي الفل مش هتستسلم للحالة الكئيبة دي.. هتدور على أي حاجة تخرجك من مود الكآبة ده.. تعمل إيه..؟ تعمل إيه..؟ تخرج للشارع.. تشوف نفس الوجوه.. طيب نروح سينما "يعععععع.. نفس الإفيهات الرخمة في كل الأفلام".. تغير جو وتروح تقعد على قهوة ولا كافيه.. برضه نفس الوشوش والناس اللي باين إنها فرحانة من بره بس ماحدش عارف هي كده من جوه ولا لأ؟
    شوية بشوية هيجي لك شعور بإن الوحدة دي مالهاش علاج غير ولا مؤاخذة صاحب الجلالة.. الحب.
    ويبقى السؤال الصعب هنا.. هاحب ازاي.؟ وقبل كده هاحب مين؟





    في الأوقات الصعبة دي.. هتفتح خزانة ذكرياتك.. صحيح هتلاقي القفل معصلج شويتين بس لو استلفت الشاكوش من عند أي واحد نجار وبضربة واحدة قوية هتنفتح الخزنة... ووسط التراب وخيوط العنكبوت.. هتلاقي فيه شخصيات لسه ساكنة في الخزنة.. هتسأل نفسك "هيحصل إيه دلوقت لو أنا رجعت أتصل بـ"رنا" من جديد؟".. ياترى هتفتكرني.. هو احنا بقالنا صحيح ييجي 3 سنين ماشفناش بعض.. بس احنا قربنا من بعض قوي أيام الجامعة.. خلاص هاتصل وزي ما تيجي تيجي...



    ***
    يرن جرس الهاتف عند رنا

    رنا: ألو...
    برهبة: "رنا" .. أنا.. "حسام".. "حسام مدحت"...
    بفرح: "حسام" ازيك.. أخبارك إيه ؟
    حسام: الحمدلله .. أنت اخبارك إيه يا رنا أتخطبتي ولا لسه ؟
    رنا : أتخطبت بس الموضوع ممشيش وأنت ؟
    بحزن: لسه
    حسام: كنت بفكر لو ينفع أتكلم معاكِ
    رنا بفرح : أكيد
    بفرح شديد: طيب نتقابل..



    ***

    وهتقابل "رنا " ومش بعيد إن هي كمان كانت تعاني من كونها alone بقالها فترة طويلة.. وهوب.. مرة فمرة فمرة.. كل واحد فيكم يتخيل أنه وجد نصف قلبه المختفي.. وهذا الشعور رغم أنه زائف إلا أنك ستجد من يؤكده لك.. ستشغلك حتما "رنا " لفترة وستنشغل هي بك.... هتعيش لك كام يوم حلوين -ده أكيد-.. سيقل تدريجيا الشعور بالوحدة يوم ورا يوم.. لغاية ما يوصل في يوم لأقل مستوياته.. وفي اليوم ده.. خلاص.. هتبدأ رحلة النهاية في البدء..


    ***

    بلهفة: أيوه يا "حسام" مش هاشوفك النهارده؟
    بزهق لا تعرف له مبرر: لأ معلهش ماليش مزاج أنزل.
    بعصبية: دي تالت مرة أطلب منك إنك تنزل معايا وإنت تتهرب.
    بعصبية أكثر: هو كده بقى.. مافيش حد بينزل غصب عنه.
    تبدأ في النهنهة: واضح إنك مابقتش تحبني فعلا..
    تجيب آخرك وإنت بتقول لها: ومين قال إني حبيتك أصلا!



    ***


    ما الذي حدث؟ أين ذهبت لهفتك واشتياقك للقائها؟




    ذهب مع الريح يا سيد.. لأن الحب الذي يقوم على إشباع رغبات الوحدة والعزلة فقط لا وزن له.. هو بثقل الريشة.. مع أول نسمة هواء خفيفة يتحرك من مكانه ولا يستقر في القلب.. هو حب مضبوط على timer.. وموصل ببطاريتين لا يحتويان إلا على شحن كهربائي ضعيف.. والكارثة أنها بطاريات غير قابلة للشحن.. فور انتهائها تفسد ولا مكان لها سوى الركن على الرف والفرجة عليها.


    لأن هذا الحب غير حقيقي حتما حتى ولو طال الوقت سيجيء لك شعورا بالملل، وبالزهق وبأن هذا الحب ليس هو ما تبحث عنه.. ستكتشف أنك تعاملت مع الحب ومع التي أحببتها كـ"مضاد حيوي" للعزلة، يفقد أهميته وتأثيره فور أن تسترد عافيتك ويزول عنك الشعور بالوحدة.

    الكارثة ليس فيما حدث.. الكارثة فيما هو آت..

    إذ سيخلف ذلك وراءك قلبا معذبا تفتت لألف قطعة.. هو قلب من أوهمته بالحب والأمر بالطبع ليس كذلك..

    والأمر لن يتوقف عند ذلك فحسب.. بل ستصاب أنت بالاستياء من نفسك.. وستشعر بكثير من عدم الرضا تجاهها.. وستبذل وقتا وجهدا كبيرين حتى تتصالح مع نفسك وتعود إلى طبيتعها مرة أخرى.. في ظل هذا الجو الكابوسي.. ربما –دعنا لا نقول أكيد- يهاجمك من جديد الشعور القاتل بأنك وحيد. وأنك غريب.. ومعزول عن هذا العالم.. يعني ما سعيت للخروج منه عدت إليه من جديد.. م الآخر.. اللي أوله alone آخره ضلمة من غير لون! يبقى تعمل في نفسك كده يا ابني ليه بس؟!








    الحب التايواني.. والصيني..


    لا يوجد أفضل من الياباني!






    هذا أحد أشهر أسباب الوقوع في الحب بطريق الغلط.. حتى نعرفه عن قرب نحتاج أولا أن نذهب في جولة إلى شارع "عبد العزيز" الشهير بأنه مركز رئيسي لبيع الأدوات الكهربائية الأصلي منها.. والمضروب!

    هناك -في شارع "عبد العزيز" خليك فاكر- ستجد هيصة وزحمة والكل ينادي على بضاعته.. وستجد الجميع يبذل قصارى جهده في أن يجذب الزبون بشتى الطرق والوسائل للدرجة التي تجعلك تتخيل أن بعض الباعة -من كثرة الزعيق والمنادية- ليسوا سوى حنجرة متركب عليها إنسان!

    بعيدا عن هذه الهيصة.. ستجد صاحب هذا المحل هو الوحيد الذي يجلس بهدوء أمام محله.. واضعا قدما على قدم منتظرا في رزانة وثقة زبائنه.. ليه بقى..؟ لأنه المحل الوحيد الذي يبيع أدوات كهربائية يابانية مية بالمية.. كل التجار الآخرين يبيعون أدوات كهربائية تقليد.. بعضها مصنع في تايوان وبعضها الآخر مصنع في الصين.. ورغم الزحمة -التي غالبا ستجدها أمام أصحاب المحلات الذين يبيعون بضائع مقلدة-.. ستجد أن صاحب البضاعة الأصلية يأتي إليه زبائن من كل حتة في مصر لأن الكل دوما يبحث عن "الأصلي"، فإذا كنا نفعل ذلك في الأدوات الكهربائية أليس من الأولى بنا أن نبحث عن حب أصلي.. ياباني وليس حب تقليد.. تايواني أو صيني؟!





    أما الحب الأصلي فهذا الذي يأتي في موعده تماما ودون سابق إعداد أو تخطيط، لا يأتي إليك لأنك تبحث عن حب أو لأنك تعاني من وحدة أو كبرت في السن.. ولا يأتي مطلقا لأنك تريد أن تقلد من حولك.. كل أصحابك الأقربين يعيشون قصص حب ملتهبة -نصفها تعلم تماما أنه كذب بس مايضرش!-.. قصص الحب تطاردك على شاشات السينما وفي صفحات الروايات وحتى على الكباري ومحطات المترو والأتوبيسات. سيخيل لك أن العالم كله يحب وأنت الوحيد الذي لا تنبت في قلبه زهور العشق.. من قال لك هذا؟!

    من قال لك إن كل قصص الحب هذه حقيقية مائة بالمائة.. يابانية أصلية.؟!

    لا تنخدع بتشابك اليدين أو نظرات الهيام التي تراها منتشرة أمامك في كل مكان.. لا يوجد حقد على المحبين.. لكنه فقط نظرة موضوعية.. صدقنا لو كل قصص الحب تلك التي تراها أمامك هي قصص حب أصلية فما كان هناك مكان للتعساء في هذا الكون.. ولأنك ولأني نعرف وندرك أنه لا يوجد في هذه الدنيا أكثر من المعذبين والتعساء فعليك أن تدرك أن وقتك فقط لم يحن بعد.. لا تزال شحنة الحب اليابانية قادمة في الطريق..

    فلا تتعجل وتشتري بقلبك حبا تايوانيا مقلدا.. لا تبحث في قصص الحب الموازية التي ترى أصدقاءك يعيشون فيها عن حب لك.. لا تتصنع قصة حب مع البائعة في السوبر ماركت أو زميلتك في العمل حتى تقلد الآخرين، وحتى تقنع نفسك بأنك كويس أهه زيهم.. تحب وتتحب..آفة الحب أن يكون مقلدا وليس أصليا.. أن يكون مصطنعا وليس حقيقيا.. لأنك لو وقعت في قصة حب مثل هذه فلن تعمر معك كثيرا.. وهي قصص حب لا تصلحها قطع الغيار... كل ما ستجلبه لنفسك ولغيرك مزيدا من التعب ووجع القلب.. مش كنت استنيت الحب الياباني أحسن؟!



  3. افتراضي


    في أول العلاقة، اسأل.. تستفيد!


    دلوقت.. تخيل نفسك وإنت معاك ريموت كونترول يقدر يوقف حياتك عند اللحظة اللي إنت عايش فيها.. بتشوف كل التفاصيل من بعيد بشكل حيادي جدا.. بتقيم المواقف بهدوء، بحكم إنك مش جزء منها.. يا ترى هتشوف إيه؟ يا ترى هتاخد بالك من الغلطات اللي ارتكبتها في حياتك وفي علاقاتك بالناس تحديدا؟ يا ترى هتاخد بالك من إن علاقتك العاطفية بفلان/ فلانة كان محكوم عليها بالفشل من الأول، وإن المشاعر سرقتك من غير ما تاخد وقتك للتفكير ولاكتشاف إن العلاقة دي -فعلا- ماكانش ينفع تستمر؟
    ساعات كتير بنسمع من أصحابنا أو معارفنا إنهم اتعلموا كتير قوي من تجاربهم السابقة.. اتعلموا يبصوا أكتر للتفاصيل.. بقوا أذكى اجتماعيا (أو عاطفيا لو جاز التعبير).. في الحلقة دي، هنتعلم ازاي -بشوية تركيز وتفكير في بداية العلاقة- تكون أذكى عاطفيا بدون الاضطرار للدخول في تجارب فاشلة ووجع قلب!


    ماتخافوش من الأسئلة

    من ضمن الأسباب اللي بتخلي مراية الحب عامية، أو بتخلينا نتغاضى عن عيوب الطرف الآخر، إننا مش بنكون عارفين العيوب دي من الأصل.. بنخاف نسأل عنها.. تخيلوا معايا الحوار ده بين شخص عاوز يشتري عربية مستعملة (عتريس مثلا)، وبين البائع:



    عتريس: أنا عاوز أشتري العربية دي!
    البائع: تحت أمرك يا أفندم.. دي تكلفتها 100 ألف جنيه..
    عتريس: يا ترى موديل كام؟ وبتوفر قد إيه بنزين؟
    موديل سنة 90 واستهلاكها في البنزين زي أي عربية موديل 90..
    طب تفرق إيه عن العربية دي؟ أنهي أحسن؟ ويا ترى صاحبها كان بيغير لها الزيت كل قد إيه؟ طب كان بيستخدم بنزين 90 ولا 80! الشاسيه ده شكله معووج كده ليه؟ هي عملت حادثة؟

    أكيد طبعا أخدتم بالكم من كمية الأسئلة اللي سألها "عتريس" عشان يشتري العربية.. أسئلة كتير ومن حقه.. الواحد لما بيكون بيشتري حاجة جديدة لابد من إنه يسأل كام سؤال يؤكدوا له إنه اختياره للعربية دي بالذات كان في محله.. نفس الموضوع بينطبق على أي عملية شراء أخرى..
    لكن بالرغم من كل اللي فات ده، بنلاقي إن عدد الأسئلة اللي بنسألها في بداية العلاقات العاطفية، بيكون أقل من الأسئلة اللي بنسألها واحنا بنشتري شوية كراكيب -ولا مؤاخذة!- في حين إن الموضوع بيكون أكثر جدية من مجرد شراء شوية حاجات مش بالضرورة تكون معمرة(!) عكس الارتباط طبعا (ولا حد له رأي تاني)؟

    طب يا ترى ليه مش بنسأل أسئلة كافية عن الطرف التاني واحنا داخلين علاقة عاطفية؟

    ● ياي.. مش رومانسي



    "الوقوع في الحب" شيء رومانسي، لكن "التحقيق مع" الأشخاص مش رومانسي. عشان كده يمكن بندي لنفسنا الفرصة إننا نخرج ونحلم ونشتري هدايا ونعيش في الدور زي ما بيقولوا، لأن المفروض إن هو ده الحب.. الأفلام والأغاني بتقول لنا إن هو ده الحب.. مش كده؟ مش المفروض إننا نتعب نفسنا بالأسئلة الكتير، أول ما هتشوف "النص التاني" هتعرف على طول من غير كتر كلام..

    ممكن يكون فيه ارتياح من النظرة الأولى ماحدش قال حاجة.. لكن الغلط الحقيقي إن الاعتماد كله يكون مبني على الارتياح ده أو النظرة الأولى.. لابد من بعض التحريات والأسئلة قبل الاندفاع في علاقة ممكن ماتستمرش..
    لكن.. بالرغم من إن "التحقيق مع" الطرف التاني في العلاقة مش رومانسي، إلا إنه الطريقة الذكية الوحيدة اللي هتعرفك بيها مميزاته وعيوبه. ولو افترضنا إن العلاقة استمرت لفترة من غير تحقيق لحد ما الفاس تقع في الراس وتكتشف العيوب اللي إنت مش ممكن هتقدر تتعامل معاها بأي حال من الأحوال، الانفصال في الوقت ده، هيكون رومانسي؟ ماعتقدش..

    بالمناسبة، ممكن التحقيق يبقى غبي فعلا..
    وتخيلوا معايا الحوار ده..

    الولد: يا ترى عملتِ إيه أول ما صحيتِ من النوم؟
    البنت: فطرت وعديت على "سلمى" صاحبتي وبس
    الولد: أكلتِ إيه؟
    البنت: فو... احم.. بيض أومليت وكانيلوني بالعسل..
    الولد: وأكلتِ كام لقمة؟
    البنت: ماعديتش!
    الولد: وكان حلو ولا إيه؟
    البنت: شغال
    الولد: شربتِ معاه لبن؟
    البنت: مش فاكرة!
    الولد: لا يا ماما اللبن ضروري الصبح.. وعملتِ إيه لحظة ما خلصتِ فطار.. غسلتِ إيدك؟؟
    طبعا نوعية الأسئلة مش مفيد إن الواحد يعرف أجوبتها، غير إنها كتيرة جدا بدرجة ممكن تخنق، ولو حابين تعرفوا إيه هي الأسئلة المهمة وازاي تسألوها، يبقى تطولوا نفسَكم شوية، وتقروا الموضوع للآخر..

    ● مش عاوز أعرف


    السبب التاني من الأسباب اللي بتخلينا نخاف من الأسئلة هو إننا بنكون -ببساطة- مش عاوزين نعرف الأجوبة، لأننا بنخاف نسمع الردود اللي مش هترضينا أو اللي مش على مزاجنا. لو إنت داخل عل علاقة عاطفية بلهفة واندفاع، هتلاقي نفسك بتتجنب أي حاجة تعكر عليك صفو الحلم الرومانسي اللي إنت عايش فيه..


    كلمة حكمة:
    كتير بنلاقي نفسنا بندور على الأسباب اللي بتخلينا نحب الطرف الآخر، لكن عمرنا أبدا ما بنفكر في الأسباب اللي تخلينا مانحبوش!



    على فكرة الموضوع ده جالنا كتير على باب فضفضة.. بنلاقي الأولاد مصدومين في البنات كلهم بسبب تجربة سابقة فاشلة. أحد القراء مثلا بعت لنا وهو في حالة ذعر من إنه يسأل البنت اللي هو معجب بيها عن شوية حاجات أو يسأل عليها لخوفه من الأجوبة، والمصيبة كمان إنه خايف إنه لما يرتبط بيها، ثقته فيها مش هتكون كبيرة، لأنه اتعقد.. وده أكبر غلط...
    من حقه طبعا إنه يعرف أجوبة لكل الأسئلة اللي بتدور في ذهنه عشان يكون مستريح نفسيا على الأقل..


    ● مش عاوز أتكلم عن نفسي


    السبب الثالث والأخير لتجنب الأسئلة هو إنك إنت نفسك تكون خايف من إن الدور ييجي عليك وتضطر تجاوب. وفي الحقيقة ده ممكن يدل على إنك مش مبسوط من وضعك الحالي.. أو عندك شيء إنت خجلان منه ومش عاوز تتكلم عنه.. أو ماعندكش ثقة كافية في نفسك..
    مثال على ده كان أحد الفضفضات اللي استقبلناها من فترة وصاحبة المشكلة كانت بتشتكي من إنها مش بتقدر تتكلم في مواضيع جد مع خطيبها لأنها خايفة إنه يعرف إن كان ليها علاقة عاطفية سابقة فاشلة.. كان عندها إحساس دائم بالعار والخوف.. وكانت بتتعامل بحساسية زايدة مع أي تلميح لما تيجي السيرة دي وكانت عصبية في أوقات كتير..


    الجهل مش نعمة.. وده اللي المفروض يحصل


    أما اللي مفروض يحصل فهو الصراحة والصدق لأن كل ما كترت المعلومات اللي إنت تعرفها عن الطرف الآخر، كل ما كانت قدرتك أكبر في تحديد إذا كان هو الشخص المناسب ليك ولا لأ.. والعكس صحيح.. بمعنى إن لو كانت معلوماتك عن الطرف التاني قليلة، فإنت معرض لإحباطات كتير وانفصال محتمل..
    وعشان نختم الحلقة دي بطريقة أكثر عملية، فدي قائمة بالمساحات اللي ممكن تسأل فيها الشخص اللي إنت ناوي على الارتباط بيه..
    1. العائلة.. هم مين؟ بيشتغلوا إيه؟ بيتعاملوا مع بعض ازاي؟ ومدى ترابطهم..
    2. العلاقات السابقة وأسباب الانفصال..
    3. إيه التجارب المهمة في حياة الإنسان ده، وازاي أثرت على تكوينه..
    4. الأخلاقيات والقيم والمبادئ اللي بيمشي عليها في حياته..
    5. مفهومه عن الحب والارتباط والزواج والتواصل الإنساني..
    6. أهدافه وطموحاته على المستوى الشخصي والمهني..
    وبالمناسبة.. الأسئلة مش شرط إنها تكون مباشرة، وإلا الموضوع هيبدو كتحقيق فعلا..
    عاوزين طرق خبيثة؟ طب تخيلوا معايا مثلا إن الولد (أو البنت) عاوز يعرف إيه مفهوم البنت (أو الولد) عن الارتباط..

    عارفين لعبة الـ"سميوليشن" اللي في الملاهي؟ أيوه بتاعة النظارات البلاستيك!.. نفس الموضوع الولد (أو البنت) ممكن يعمله.. ممكن يحكي لها عن موقف مشابه، ويقول لها إن حد من أصحابه مثلا كان مرتبط ببنت وأول ما قابلت حد تاني ظروفه المادية أحسن، وافقت على الارتباط بالشخص التاني مع إنها كانت مش بتحبه...
    ويعرف رأيها في البنت وفي الولد، وهكذا. ومن خلال ردودها، هيقدر يستشف إيه مفهومها عن الارتباط، وإذا كان هي عندها تطلعات مادية ولا لأ، والكلام ممكن يجيب بعضه ويكتشف حاجات أكتر بمرور الوقت.. خبيث مش كده؟





  4. افتراضي


    الحب و الالتزام (( بين نارين)) خلي بالكم

    "لأ ده أنا عاوزة واحد ملتزم"..
    "أكيد هاخدها متدينة تعينني على طاعة ربنا"..
    "يكون مستريح ماديا.. يا ريت لو عربية.. يقعدني في البيت.. آه.. وأهم حاجة يكون متدين"..
    "يعني.. من عيلة كويسة.. يا ريت لو فيهم حد من السلك القضائي.. تكون مؤهل عالي.. تشارك معايا في الأثاث.. وطبعا ملتزمة"..
    دي نماذج من نوعية الإجابات اللي ممكن تسمعوها ردا على سؤال إيه مواصفات فارس الأحلام أو "فارسة" الأحلام!.. وطبعا لاحظتم إن كل الناس ذكرت موضوع الالتزام بشيء من التأكيد. بس يا ترى لو الشخص اللي عاوز أرتبط بيه ليه عادة معينة سيئة متعود عليها أحاول أغيره، ولاّ أسيبه لأن مفيش منه أمل؟
    سؤال مثير للفضول مش كده؟



    الدين مش طقوس وبس


    الدين مش بس كام ركعة في اليوم وصوم وشهادة بتتقال في أقل من دقيقة.. الدين اللي بحق وحقيقي هو اللي بيخيم على القلب، ويسكن فيه ويتمكن منه للدرجة اللي تخلي الإنسان مايعملش أي حاجة من غير اللجوء ليه. لما يكون عندك دين هتعامل الناس بالحسنى.. هترفق بالضعيف.. هتكون بار بوالديك..

    طب إيه لازمة المقدمة الطويلة دي؟

    لازمتها إن فيه بنات كتيرة بتتبسط قوي لما يتقدم لها شخص "شكله" ملتزم وتكتفي بده كدليل لصلاحه، احنا ضد التقيد بالمظاهر "وحدها" كوسيلة للحكم على الأشخاص، نفس المواضيع بتحصل مع الأولاد؛ يعجب مثلا بطريقة لبس بنت معينة ويكتشف في الآخر إن الشكل حاجة والمضمون حاجة.

    أمال نعرف الحقيقة ازاي؟

    بالنسبة لاختيار شريك الحياة، فلازم كل البنات يعرفوا إن الرجولة أصلها الرحمة، مش الشدة أو العنف أو الشخط والزعيق أو التعنت. وموضوع الرحمة ده بيكون واضح من خلال التعاملات مع الآخرين.. مع أهله.. مع أهل البنت.. ومع كل المحيطين بيه. ديننا دين تسامح، خالٍ من العبوس والتشنجات، وحقيقة ديننا هي في الحب. الحديث الشريف بيقول "المؤمن: هيِّن، ليِّن، سهل". حتى في المناقشات والحوارات اللي ممكن تدور بين الولد والبنت، واللي ممكن يكون فيها الولد معاه حق، لازم يكون فيه هدوء ومساحة لمشاركة الأفكار بين الطرفين. الآية اللي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتقول "وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل-125)، والكلام كان عن الكفار، فما بالكم بالمسلمين يا مسلمين؟
    طيب أعرف منين إن الشخص اللي قدامي عنده استعداد يلتزم؟ وإمتى أعرف إن الوضع ميئوس منه؟


    بخلاف توافر الصفات اللي فوق في شخصية شريك الحياة، فيه حاجتين مهمين.. لو الشخص اللي قدامي عنده استعداد إنه يلتزم يبقى مش هيجاهر بالمعصية، والمجاهرة بالمعصية هي إنه يكون عارف إن اللي بيعمله ده غلط، لكنه بيستمر في عمله وقدام الناس من غير أي حياء. الحاجة التانية اللي لازم تكون موجودة، هي إن الإنسان اللي بيعمل حاجة غلط يكون عنده شعور بالذنب أو التقصير تجاه ربه ونفسه والناس اللي واقع عليهم الأذى نتيجة للي بيعمله معاهم. دي ما يطلق عليها بالنفس اللوامة، إنه يكون عارف إن اللي بيعمله ده غلط، لكنه لسبب أو لآخر مش عارف يبطل، بس في نفس الوقت بيلوم نفسه وممكن إنه بسهولة –في لحظة من لحظات الصدق دي- يتغير بشوية عزيمة.
    فيه كمان حديث جميل بيوضح الكلام ده وبيقول: سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أويسرق المؤمن؟ قال: نعم!! قال أويزني؟ قال: نعم، قال: أويشرب الخمر؟، قال: نعم، قال: أويكذب المؤمن؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: لا.."
    يعني الرسول –صلى الله عليه وسلم- شاف إن الكذب أشد من الزنا والسرقة وشرب الخمر.. وده إيه علاقته بالموضوع؟ علاقته إن الكذب مش بيكون على الناس وبس، لأ الأشد إنه بيكون على النفس، يعني لما الإنسان يكون بيعمل حاجة غلط، وعايش في حالة إنكار متعمد للوضع الخاص بيه، يكون بيكدب على نفسه، وده أشد من الزنا والسرقة وشرب الخمر!



    لو إنت في علاقة من النوع ده..
    اهرب بجلدك!




    طيب، لو افترضنا إن إنت في علاقة الطرف اللي فيها مش ملتزم، وإنك عاوز تعرف إذا كان الطرف الآخر عنده استعداد فعلا إنه يتغير، لو -بعد مرور فترة زمنية- لاقيت نفسك بتفكر بالطريقة دي:
    • بتقول لنفسك إن الطرف التاني محتاج شوية وقت عشان يقدر يستوعب التغيير ده.
    • بتقول لنفسك إن مفيش حد قبلك حب الإنسان ده زيك، وإن الحب وحده هو اللي يقدر يغيره.
    • بتحس دايما إن "كل" الناس فاهمة حبيبك غلط، ومش بتدي له فرصة لإثبات ذاته.
    • بتلاقي نفسك دايما بتدي اعتذارات لأهلك أو أصحابك على المشاكل اللي عنده أو عندكم في علاقتكم.
    • إنت مؤمن بشريكك وواثق فيه أكتر من ثقته بنفسه.
    • إنت عارف إن الطرف التاني مش بيحبك الحب اللي إنت تستحقه، لكن بتقول لنفسك إنه على الأقل بيحاول.
    كلمة حكمة: علاقة الحب السوية بتعني إنك بتحب شخص معين زي ما هو، مش بتحب الشخص اللي هو هيكونه في المستقبل (بمساعدتك طبعا!)


    لما بنقع في غرام "إمكانية إن حد يبقى كويس"، في العادة بينتهي بينا الأمر وعندنا الشعور ده:
    • الغضب منهم لأنهم ماكانوش عند حسن ظنك.
    • مش حاسس إن الشخص ده "حبيبك" لأنك معظم الوقت بتقوم بالدور التوجيهي للأب أو الأم!
    • بالمرارة لأنك ضيعت كل الوقت ده في علاقة ماتستحقش كل هذا العناء بطبيعة الحال!
    • محبط ومكتئب لأنك ماحققتش الحلم اللي كنت بتتمناه لنفسك في الشخص الآخر.


    الحل هو الحبـ..!


    الحل يا عزيزي ويا عزيزتي هو في التأكد من إنك بتحب وتحترم وتقدر الطرف الآخر زي ما هو دلوقت، بكل عيوبه ومميزاته. والأهم كمان إنك تعرف إيه هي العيوب والمميزات دي من الأساس؛ المظاهر ياما بتخدع، والمثل بيقول: "حسبته موسى طلع فرعون" وأكيد فيه مثل بيعني العكس! ماتخلوش الشكليات تخدعكم، وحطوا في ذهنكم دايما إن الحب علاقة إنسانية بالدرجة الأولى، وإنتم في رحلة بحثكم عن الشريك المناسب دوروا على "الإنسان" مش صورته.. شوفوا جوهره بيقول إيه.. جوهره بيقول أنا ملتزم.. بيقول أنا عندي استعداد.. ولا بيقول مفيش فايدة!
    طبيعي إنه يكون عندك شوية ملاحظات على الطرف التاني، وطبيعي إنك تتمنى له نضج أكتر وصفات أحسن، لكن عشان تدخل في علاقة بقلب جامد لازم يكون الطرف الآخر بحالته الحالية عامل لك رضا نفسي وإشباع عاطفي "دلوقت". لو إنت هتفضل تحاول تغير في شريكك عشان تحبه، يبقى إنت مش بتحبه، إنت بس بتجرب ضربة حظ، ويا صابت يا خابت!


  5. افتراضي

    عمليات إنقاذ.. وحب الإمكانيات المحتملة!!




    فيه أنواع كثيرة من العلاقات التي تجمع بين الشاب والفتاة وقد يتخيل البعض أنها علاقة حب خالصة وستوصل -حتماً- إلى الزواج..
    لكن يحدث في الأمور أمور.. ويظهر أنها مشاريع!!
    المهم..
    نعرف ازاي طبيعة العلاقـ... -أقصد المشروع- إيه؟







    تعالوا نشوف نوع العلاقة دي..




    "يسـرا" مستغرقة في تفكير عميق وقد بدأت تشير بيديها في الهواء، وتهزّ كتفيها بطريقة استنكارية، وتهـزِّ رأسها شمالا ويمينا لتعبّر عن استغرابها وربما همّها أيضاً، ويطلع من رأسها -كما في أفلام الكرتون- سحابة فيها كلامها الجوّاني تقول فيها:
    "......"سامح" عنده صفات كويسة بس لو كان يبقى شاطر شوية، ولو كان يعرف ينتهز الفرص ويعرف يتصرف، والله كان هيبقى عنده فرصة أكبر وكان زمانه دلوقت رئيس القسم بتاعنا، بس هو كسول وطيب أكتر من اللازم... يعني النهارده في الاجتماع لما كان "هيثم" –اللي هو أصلا مش خريج هندسة ومتخصص زي "سامح"- بيقول له باستظراف إنت مش هتعرف تعمل الشـغلانة دي أمـام المـدير، كان بـدل ما يسـكت ويبتسم -ببلاهة- كان المفروض يرفض الكلام ده ويصرّ إنه هو اللي يقوم بالمهمة لأنها من صميم اختصاصاته مش يسيبها لـ"هيثم"... أهو "هيثم" بخبثه دلوقت هينول الترقية والعلاوة قبل "سامح".

    وتتنهد بأسى وتنفخ أنفاسها مع بخار النسكافيه... وتكمل التفكير:
    مع إني قلت له مليون مرة إنه ياخد باله، وقلت له إن مافيش حد أحسن منه، وقلت له إنه هيبقى أحسن من كده بس لو يهتـّم شوية ويتحرك... وقلت له، وقلت له، وقلت له،.................
    أووووووووووووووووووووه.....
    وترمي المخدة التي كانت تحضنها بحركة عصبية تدلّ على نفاد الصبر.



    لحظة لو سمحت

    لو أي واحد/ة سواء بنت أو ولد -وأدينا متفقين من البداية- كان في موقف "يسرا". أو يكرر على نفسه عبارات مثل:
    "أنا عارف إن مزاج "ليلى" المتقلب مرتبط بالأزمة اللي بتمر بيها. هي عمرها ما تقصد تحرجني أو تعكّر دمـي عـلى الفــاضـي... ماحـدش يعـرف "ليلـى" دي قــد إيه هي إنسـانة طيـبة من جوه بس لو تتـوفر لها الفرصة... بكرة -إن شاء الله- لما نتجوز هتبقى حاجة تانية خالصّ".

    "أنا متأكدة إن "رامي" عملي جداً وموهوب بس هو محتاج حد ياخد بإيده ويديه الفرصة... وبكرة تشوفي "رامي" ده بقى إيه"

    لو فكرنا بمثل تلك الطريقة، يبقى احنا دخلنا في مشاريع وليست علاقات متكافئة.





    حب الإمكانيات المحتملة!!


    أي علاقة تشترط إن الطرف الثاني سيتغير للأحسن وإنه لما يتغير سيحبه، لا تعني حباً لهذا الشخص على الإطلاق. لأن الحب كلُ لا يتجزأ -يعني يتاخد جملة حتة واحدة-. فمن يحب شخصاً يحبه كما هو عليه الآن وليس كما يجب أن يكون عليه غداً من وجهة نظر الطرف الثاني. بل هو يحب الشخص الذي سيكون عليه الطرف الثاني بعد عمليات التجميل وغسيل المخ التي سيجريها له بنفسه!!

    طبعاً هذا لا ينفي أحقية أن كل واحد يرغب في الوصول بالعلاقة لأرقى مستوياتها ولا يشوبها أي شيء يعكّرها. لكن أنا هنا أتكلم عن النظرة العامة للعلاقة.. ولذلك النوع أعراض:


    1- أن تقول لنفسك إن شريكك محتاج -بس- وقت إضافي! لكي يكون "تمام" وترضى عنه!

    2- تقول لنفسك إنه استحالة يكون أحد أحبَّه كفاية مثلما تحبه. وبالتالي حبك له هو الذي سيغيره.

    3- تشعر أن كل الناس الآخرين لا يفهمون شريكك جيداً ويقللون من شأنه. في حين أنك -أنت لوحدك- الذي يعرف الإنسان الحقيقي اللي جواه.

    4- تختلق أعذاراً أمام نفسك، أسرتك، أو أمام أصحابك لتبرر بها أفعال شريكك ومشاكله.

    5- تثق في الطرف الثاني أكثر مما هو/هي يثق في نفسه.

    6- لا تيأس أبداً من إصلاحه وتفضل مصرّ على إنه سيتغير حتماً.

    7- تشعر بينك وبين نفسك أنك لا تجد منه الحب الذي تستحقه. لكنك تخرج نفسك عنوة –يعني بالغصب- من إحساسك المؤلم بأنك تقول لنفسك إنه "بيحاول"!!


    بالتأكيد مافيش شك في إن العلاقة بين الشاب والفتاة لا تخلو من آمال وأحلام عند كل واحد في أن يرى الطرف الثاني وهو يتقدم ويتطور على المستوى الشخصي والحياتي. لكن الدليل على أن ما يجمعهما هو الحب منذ البداية أن يحب كل منهما الآخر كما هو في الوقت الحاضر، وليس الذي سيكون عليه في المستقبل بعد سنين.



    ناخد بالنا..
    العلاقة الصحيحة تعني حبه (زي ما هو/ي).. وليس حبه بالرغم مما هو عليه النهارده وعلى أمل اللي هيبقى عليه بكرة..





    أما العلاقة دي، فهي مختلفة قليلاً..



    "مروة" تبكي وهي تحكي لـ"رامي" كيف كانت مخلصة لـ"محمود" خطيبها السابق، وكيف كانت عوناً له في كل حاجة: "ده أنا كنت باجي على نفسي وأغفر له كل زلاته، وبعد كل ده، يقول لي إنه إحنا مننفعش لبعض وإني بعطلة عن وواقفة قدامة .. "

    يخرج لها "رامي" المناديل ويهوّن عليها وهو يشعر بوجعها وكأنه وجعه. ويحمل على عاتقه مسئولية إنه لو كان بجانبها من الأول لما حدث ما حدث لها. وبنبرة صوت عنترية غير مسموعة كأنه في مبارزة يقول لنفسه: "بكرة أنسّيكِ اللي حصل لك يا "مروة"، وهتستعيدي نفسك وتاخدي الليسانس بتقدير.. وساعتها هتعرفي يعني إيه حب بجد"..


    لحظة تانية كمان لو سمحت..


    لو لازمك شعور الشفقة والتعاطف تجاه الطرف الثاني أكثر من اللازم بسبب مشكلة تواجهه أو أزمة، وفرضت على نفسك عملية مساعدته، وحملتها مسئولية إنه يستعيد نفسه وحياته مرة ثانية، وكمان انتابك الخوف عليه من أنك إذا تركته فسوف ينهار عاطفياً.. لو كانت لديك كل تلك الأفكار فهذا لا يعني إطلاقاً أنك في علاقة حب بل تساعده فقط.


    حب عملية الإنقاذ

    هذه العلاقة والتي تقوم على الشفقة والرغبة في المساعدة تشبه النوع السابق "حب الإمكانيات المحتملة". إذ أن الطرف المُساعد يأمل في إن الطرف "المُصاب" سيتحسن ويخفّ ويتغير.. ولما يتغير يحبه! وهي ليست علاقة الحب الصحيحة التي توصل للارتباط الرسمي بل عملية إنقاذ. والذي يحمّل نفسه هـمّ العملية دي فهو -بصراحة وبدون زعل- عايش في دور المنقذ شوية أو شويتين! خصوصاً إذا وجد عنده الأعراض التالية:


    1- ارتبط بالطرف الثاني جداً وهو لديه مشاكل عاطفية، أو صحية، أو مالية.

    2- دائماً ما يكون الطرف الثاني متحيرا، وغير قادر على مساعدة نفسه، ويشعر أنه ضحية. في حين أن دورك هو المواساة والتهدئة والتشجيع..

    3- أحياناً تجد نفسك تقوم بدور الأب والأم؛ فتسديه/ا النصحية دائماً، وتحذره من المشاكل والأخطاء التي من المحتمل أن يقع فيها لو أنه لم يسمع النصائح.

    4- قد يكون شريكك تعرض لسوء المعاملة أو تأذى في الماضي، وتشعر أنه عليك أن تعوضه عما حدث وتجبر كسره.

    5- نادراً ما يساعدك الطرف الثاني في إصلاح حاله كما تساعده أنت! وهذا يعني أنه معتمد عليك اعتماداً كلياً..

    6- ستجد نفسك مضطراً للفّ والدوران والمشي على الحبل بعيداً عن شريكك.. لكي تتجنب أن تؤذيه أو تضايقه لدرجة أن يصل الأمر إلى أنك تتجنب أن تواجهه بما يضايقك من تصرفاته..

    7- تصرفاتك المتسامحة وعذرك لشريكك غير موجودة مع أي إنسان آخر أو صديق.

    8- إذا سألك الأصدقاء أو الأسرة لماذا أنت متورط في علاقة مثل تلك؟ تأخذها على أنهم يعيبون فيه وتشعر أنك حاميه والمدافع عنه مثل الطفل!!

    9- تعتقد أنه لا يوجد أحد يفهمه ويشعر به مثلك أبداً.. ولهذا فأنت لا تستطيع أن تتركه!

    10- تتسائل -بينك وبين نفسك- إذا أنت أنهيت هذه العلاقة هل سيجد شريكك أحدا آخر، أم أنك -كما تتوقع- ستتركه وحيداً وغير محبوب..



    أسباب التورط في حب "الإمكانيات المحتملة" و"عمليات الإنقاذ":



    من يلعب دور "المرشد أو المصلح" في حب الإمكانيات المحتملة ومن يلعب دور "المنقذ" في النوع الثاني، يفعل ذلك بوعي أو بدون وعي للأسباب التالية:

    1- يحتاج لأن يكون هو المتحكم: لما تدخل في علاقة لكي تساعد أو تطور من شريك حياتك فأنت تشعر بأنك الأفضل وبالتالي تحس بالقوة وربما السيطرة حتى لو كنت لا تتصرف بطريقة متسلطة أو متحكمة. لكن تفكيرك يكون في أن شريكك "غير كفء" و"غير مؤهل" ليكون في وضع المتحكم!

    2- تعتاد على ألاّ تنتبه لما ينقص حياتك وأحلامك: بالتركيز على ما ينقص شريك حياتك والانشغال بملئ ما ينقصه وتغيير ما يعيبه. فأنت لما تنشغل بكيفية تغييره وتحسين حياته، لن يتبقى لك وقت لكي تواجه ما ينقصك أنت وما هو بحاجة إلى التطوير في حياتك وشخصيتك.. وتلك تعتبر حيلة وطريقة فعّالة لتأجيل النظر فيما ينقصك.. يعني بكلمة ثانية التسويف!

    3- أو –وخدوا بالكم من (أو) دي، يعني مش بالضرورة- يرجع السبب لطفولتك، حيث ترسخت عندك فكرة إنك لا تحصل على ما تريده أبداً: إذا كنت مرفوضاً في طفولتك وغير محبوب، قد تقرر –بدون وعي- أنك لا تحصل أبداً على ما تريده من الناس اللي بتحبهم.. وبالتالي، لما تكبر تبحث -بدون وعي برضه- عمن لا يكفيك كما هو ولا يرضي احتياجك. فتقضي حياتك تعيد تجربة طفولتك وأنت لا تجد منه ما تريد وأنت تحاول أن تعوضه ما ينقصه!!

    4- ربما -واخدين بالكم من (ربما)، يعني احتمال فقط- تحتاج لأن تشعر بأنك لك الأفضلية دائماً وأنك شخص مهم: لما تختار شريك في حالة يرثى لها فهذا أوتوماتيكياً يظهرك الأحسن، والأهم ويظهر الطرف الثاني في دور الممنون. وزادت وغطت بقى لو لعبت دور البطل في حياة شريكك، فإنت كده بتداري عيوب ونواقص موجودة فيك! زي على سبيل المثال، لما واحدة غنية جداً ومتعلمة تعليم راقي تحب واحد من قاع المجتمع وفقير وأٌميّ بدون أي سبب مقنع.. فلما يبدأ يشدّ عوده ولا يعتمد عليها كما كان ويستقل، تبدأ أنيابها في الظهور وتنفث عليه نيرانها.. والسينما عندنا صورت النمط ده من الشخصيات.

    5- أو –وبرضه خدوا بالكم من (أو) هنا- تشعر أنه يوجد عمل كان عليك القيام به منذ طفولتك ولم تستطع: فإذا كنت رأيت أحد والديك أو إخوتك أو أي إنسان قريب منك في طفولتك وهو مهمل أو غير محبوب، أو يُعامل معاملة سيئة، فسوف تجد أنك -لما تكبر- تبحث عن أشخاص مثلهم وتجدهم في شكل شركاء لحياتك أو محبوبين في حاجة إليك.. تختارهم -بالطبع في اللاوعي- وسوف تحاول بجد لكي توفر لهم الأمان والحب.. وتقوم بالدور الذي لم تستطع القيام به في طفولتك فتكون له السند والمعين ومن يأخذ بيده من مشاكله ويقف إلى جواره. ولن تستطيع أبداً أن تتخلى عنهم.


    ناخد بالنا..
    إن الناس اللي بيدخلوا في علاقة مبنية على مهمة إنقاذ، بيقعوا في خديعة إن العطف والشفقة نوع من الحب وهي مش كده..


    كشاف كبير هنا لو سمحت..



    أي شخص يتورط في علاقة من العلاقتين السابقتين هيلاقي نفسه كأنه واقع في فخ لا فِكاك منه.. مع إنه معه مفاتيح السلاسل والقيود لأنه ببساطة هو اللي كبّل نفسه بيها. وذلك لأنه لا يثق في الطرف الثاني، ولا يعطيه الفرصة ليثبت نفسه ويعتمد عليها. فيقوم –البطل المتورط- بجدارة بدور غير مطلوب منه لأن الحياة مشاركة: "نص عليك ونص عليّ"..

    وسيكون دائماً راضياً بالجلوس في محطة ترانزيت على أمل أن المحطة ستكون آخر الخط، وعلى أمل أن انتظاره ومجهوده اللي بذله أثناء انتظاره في المحطة سيجني ثمنه مؤجلاً.. يعني سيظل حبيس "الدفع المؤجل".. مش احنا اتفقنا إنه داخل في مشروع وليست علاقة حب؟!!

    لازم يعرف إنه لا يحب الطرف الثاني. بل يحب الإحساس الذي يناله لما يقوم بعملية التجميل أو الإنقاذ.. دي صدمة..

    الصدمة الثانية.. إنه لا يحترمه.. لو يحترمه كان أحبه كما هو وكان وثق فيه في اللحظة الحالية وفي الوقت الحاضر وعرف أنه كفيل بحلّ مشاكل نفسه والخروج من أزماته بمساعدة بسيطة من الطرف اللي بيقوم بدور "المصلح" أو "المنقذ". وليس تحت إشراف كامل منه بدون إتاحة الفرصة للطرف الثاني.


    طيب الحل إيه




    الحل عبارة عن قعدة صفا كده مع النفس... -يا سلام لو كل واحد يبقى صريح مع نفسه!!- ويفكر:

    إذا كنت بدأت في علاقة من نوع حب الإمكانيات المحتملة والدفع المؤجل أو عملية إنقاذ، حددّ -بأمانة والنبي- هل إنت بتحترمه، بتستمتع بوجوده كما هو النهارده.. بعبله وشوكه يعني؟؟

    اتفقنا إنه من حقك تتمنى تشوفه ملاك، وتمام و100-100، ومن حقك تتمنى تشوفه وهو بيكبر ويحلو وينجح. لكن لازم في الأول يكون مالي عينك وراضيك في الوقت الراهن. وتكون فخور بيه بينك وبين نفسك وأمام أسرتك وأصحابك سواء عنده مشاكل أو ناقصه كتير أو محتاج يصقل.
    لكن لو فضلت تأمل إنه هيتغير، وهيبقى أحسن وساعتها -بس- هتكون سعيد/سعيدة ويّاه، يبقى إنت مش بتحبه ده إنت بتراهن على شيء مش مضمون ورابط سعادتك بتحققه!


    خدوها حلقة في ودنكم وبما إن الشباب مش خارم ودنه فخدوها في قلبكم..
    الحب "شروة" واحدة على بعضها.. والعلاقة الصحيحة ليست مشروطة بما سيكون بعد سنين فهو غير مضمون.. بل بما هو كائن من دلوقت..


  6. افتراضي

    بجد يا مايا موضوع رائع يا مايا بجد بس طويل جدا
    توبيك هاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا يل

    ميرسي علي مجهودك يا قمر و تسلم ايدك

  7. افتراضي

    مايا
    لالالالالالالالالالالالال الالالا
    مش هقدر اكمل كل ده مش معقول يا لهووووووووي
    بس عايزه اكمله بجد ده طويل اطول موضوع
    Ooh My God
    ادعيلي بقي
    التعديل الأخير تم بواسطة GOLDEN GIRL ; 25 - 2 - 2009 الساعة 08:56 AM

 

 
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©