بارك الله فيك اخى
إلا ليعرفونالعلم في الإسلام هدف أصيل في خلق الوجود, إن قصة آدم وحواء كما أنزلت في القرآن الكريم ليست هي قصة الخطيئة والأكل من الشجرة فحسب, إنما هي قصة لها أعماقها البعيدة ومستوياتها المختلفة وكلما غصت في أعماقها تكشفت لنا الرموز عن معان اخطر
إن حوار الملائكة الداخلي عن سر اختيار آدم لعمارة الأرض والخلافة فيها وتعليم آدم الاسماء كلها وعرض هذه الاسماء علي الملائكة وعدم معرفتهم لها, وإخبار آدم عليه السلام لهم بما يعرفه ولايعرفونه, وإدراك الملائكة سر اختيار آدم وذريته لعمارة الأرض واستعمارها, هذا كله يجعل الهدف من خلق النوع الإنساني هو العلم أو المعرفة بمقتضاها العام.. يؤكد هذه النظرة قوله تعالي في سورة الذاريات.
وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
كيف نفهمها اليوم.. وكيف فهمها الجيل الأول من المسلمين اصحاب الرسول وأتباعه وجنوده؟
نفهمها اليوم فهما سطحيا فنعتقد أن كلمة يعبدون تعني طقوس العبادة ورسومها الظاهرة كالصلاة والصوم والحج والزكاة, ولابأس أن يكون المصلون الصائمون مستعبدين في أوطانهم محتلين في ديارهم يعيشون عالة علي افكار الغرب وصناعاته ويتسولون علومه وفنونه ويستهلكون منتجاته ولاينتجون شيئا.. لايوجهون مصير الحياة لخير.. ولايملكون لانفسهم نفعا ولاضرا شأنهم شأن ريشة تلعب بها الأمواج.
أما الفهم القديم الأصيل للكلمة فكان كالتالي:
وماخلقت الجن والأنس إلاليعبدون قرأها ابن عباس إلا ليعرفون.
تأمل انت خطورة الفارق بين طقوس العبادة وشكلياتها وعمقها البعيد في المعرفة التي تؤدي لخشية الله.
كان المسلم الأول يؤمن بأن الله خلقه ليعرف, وكان طموح المسلمين الاوائل يثير الدهشة, لقد انطلقوا لتحرير العالم كله ثم سقط من الاسلام جوهر العلم, وسقط من المسلمين مقعدهم في قيادة الحياة وتوجيهها وعادوا لذيل القافلة البشرية.
يقول تعالي في سورة آل عمران شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
بعد شهادة الله وشهادة الملائكة جاءت شهادة العلماء مباشرة فأي تكريم للعلم اعظم من هذا التكريم.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)