آشهد أن لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
الف شكر للطرح اخى الكريم
بارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن
![]()
العدلالديانات السماوية واحدة في جوهرها إلا أن إرادة الله تعالي اقتضت نزول أكثر من دين وأكثر من نبي, واقتضت أن يكون لكل دين طابع رئيسي يمثل أصدق تمثيل الاحتياج الأساسي للذين نزل إليهم هذا الدين في الفترة المعينة لنزوله.
إن اليهودية مثلا قامت وسط الوثنية المصرية العريقة وأنزلت لبني إسرائيل المستعبدين, ومن هنا كان طابعها الأساسي هو الصرامة ليحول دون تأثر هذا الجنس الذليل بمظاهر الوثنية أو يصاب بالاستخذاء أن الاستبداد الفرعوني, وبهذه الصرامة نجحت الديانة اليهودية في أن تكون رسالة إنقاذ وتحرير.
ولكن بني إسرائيل المستعبدين القساة في الوقت نفسه خرجوا من نير الفراعنة ليدخلوا نير الرومان, وكان أعتي وأقوي من نير المصريين ولزم الأمر تحريرا جديدا علي يد المسيحية, ولكن بأسلوب مغاير اقتضته ظروف متباينة, وكان هذا الأسلوب هو استبعاد المقاومة المسلحة أو القوة أو الفرار لأن بطش الرومان فاق كل حد وشمل الأرض بأسرها.
وكان الانتصار الممكن هو عن طريق اللا عنف الذي يأخذ أعلي صورة في الحب, ومرة أخري انتصرت المسيحية بسلمها وحبها علي الإمبراطورية الرومانية بسلاحها وعتادها.
أما الإسلام فقد جاء دينا نهائيا وشاملا واستلزم هذا أن يكون طابعه العدل.
إن الصرامة قد تصلح لزمن معين وجنس معين وظروف خاصة, والحب مثل أعلي ولكنه ليس معيارا تقاس به التصرفات أو تدار عليه الأمور, ولئن بدا معيارا لأهل الأحاسيس المرهفة, أو الثقافات الرفيعة فإنه لا يصلح معيارا عاما وشاملا.
أما العدل وهو طابع الإسلام, فذلك هو التوازن في الفضائل, ووضع كل فضيلة في مكانها وذلك هو المقياس الشامل والمعيار النهائي, ولعل عظمة العدل ورسوخه في نسيج الكون يستندان إلي قوله تعالي:
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط.
آشهد أن لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
الف شكر للطرح اخى الكريم
بارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن
![]()
التعديل الأخير تم بواسطة MR.Mahmoud ; 14 - 3 - 2009 الساعة 12:05 AM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)