بعد موافقة مصر على إدخالهم
عواصم: يبدو أن بوادر أزمة سياسية بدأت تلوح في الأفق بين مصر وإسرائيل على خلفية سماح القاهرة لحجاج غزة العالقين في الأراضي المصرية منذ عدة أيام بعودتهم إلى القطاع عبر معبر رفح دون التعرض للتفتيش في معابر اسرائيلية كانت في انتظارهم لاعتقال ناشطين في المقاومة وحجز اخرين بدعاوى جمع تبرعات اثناء الحج أوتلقي تدريبات في الخارج، وقد وجهت المؤسسة الامنية الاسرائيلية انتقادات لاذعة للقرار المصري، معتبره إياه خرق لاتفاقات وتعهدات امنية سابقة بين الجانبين.
وتضاربت الأنباء بشأن معرفة إسرائيل المسبقة بقرار القاهرة إدخال حجاج غزة، ففي حين قال مصدر امني مصري إن القاهره ابلغت إسرائيل بعزمها ادخال الحجاج عبر رفح نظرا لتعرضها لضغوط سياسية من الداخل والخارج، أكدت مصادر عسكرية اسرائيلية لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية عدم اعلام القاهرة لإسرائيل بهذا الاجراء وان القاهرة اتخذته من جانب واحد".
وذكرت المصادر الإسرائيلية:" إننا لم نعلم بالاجراء المصري وهو مخالف لما تم الاتفاق بشأنه وخاصة فيما يضر بالمصالح الامنية بالجانبين"، إلا أن مصدرا اسرائيليا آخر ارجع القرار لضغوط داخلية، مشيرة إلى أن مبارك لا يتخذ القرار بمفرده فهناك جهاز المخابرات الذي ادرك استغلال الخصوم السياسيون وخاصة الاخوان المسلمين لازمة الحجاج في البرهنة على ضعف ووهن النظام المصري الحالي، فكان اتخاذ هذا الاجراء حتى لايؤدي الى ازمة اكبر تهدد مستقبل النظام المصري " .
تصاعد الخلافات الإسرائيلية المصرية
وجاءت أزمة الحجاج لتزيد من الموقف اشتعالا بين مصر وإسرائيل ففي الاسبوع الماضي التقى وزير الحرب الاسرائيلي والرئيس المصري محمد حسني مبارك لتهدئة الاجواء بعد اتهامات وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني لمصر وانشطة قواتها في محور صلاح الدين "فيلادليفي" وهو ماجعل مبارك يحذر ليفني من أنها تجاوزت بتصرفاتها الخطوط الحمراء.
وبعد لقاء مبارك وباراك كشفت مصادر اسرائيلية على وثيقة تعاون امني بين الجانيين مفادها تكوين قوة عسكرية مشتركة تتولى تدمير الانفاق الحدودية التي تستخدم في تهريب الاسلحة بين غزة ومصر.
مخالب مصرية
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حذر اسرائيل من أن بامكان القاهرة أن تستعمل نفوذها الدبلوماسي ضد اسرائيل التي قال انها تحاول الاضرار بعلاقات مصر مع واشنطن، ونقلت مصادر إعلامية عن ابو الغيط قوله "اذا استمروا في الدفع ومحاولة التأثير على علاقات مصر بالولايات المتحدة والحاق الضرر بالمصالح المصرية بالتأكيد مصر سوف ترد عليهم وستحاول أن تضر بمصالحهم"، وأضاف نحن لنا مخالب قادرة في كل الاتجاهات والمجالات وكلها مجالات دبلوماسية لا تتجاوز العمل الدبلوماسي الذي يلحق بالغ الضرر".
وقال أبو الغيط ان مصر تنتظر موقف الادارة الاميركية الرسمي من قرار الكونغرس حول المساعدات، وعبر عن اعتقاده أن الادارة الاميركية لا توافق على توجه الجماعات التي قال انها ضغطت على الكونغرس "لأنها تؤثر على المصالح الاميركية".
اهمية الدعم الأمريكي
وأكّد أبو الغيط أهميّة الدعم الأميركي الجاد للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وضرورة اتخاذ كل طرف الخطوات المترتّبة على التزاماته وتعهّداته للمساعدة في دفع عملية السلام والوصول إلى التسوية العادلة. ولفت المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية في بيان صحفي عقب اجتماع وفد من أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري مع أبو الغيط إلى "الضرورة القصوى" للوقف الكامل لكل نشاط استعماري إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وما حولها. وأوضح أنّ النقاش مع وفد الكونغرس تطرق كذلك إلى عدد من الموضوعات الإقليمية المهمة والأوضاع في لبنان.
في غضون ذلك انتقدت لجنة الشؤون العربيّة في مجلس الشعب المصري امس، إسرائيل لا سيّما خِططها لاستئناف الأنشطة الاستعماريّة في الضفّة الغربية بالقول إنّ التصرُّفات الإسرائيلية تؤكّد عدم احترام مقرّرات مؤتمر أنابوليس. وأضافت اللجنة في بيانٍ لها امس أن إسرائيل مستمرّة في سياسة الاستعمار والاعتداء على باب المغاربة في القدس وطالبتها بإيقاف أي استعمار في الضفة، وطالب البيان إسرائيل بالقيام بمجموعة إجراءات من شأنها تخفيف معاناة الفلسطينيين للتحرُّك بحريّة وأن يتسلّم الفلسطينيّون الأمن في مدنهم وقراهم والتوقّف عن بناء جدار الفصل العنصري والبؤر الاستعماريّة الجديدة.