قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    افتراضي ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))




    في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي على البائع تحية الصباح ويأخذ صحيفته
    المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك
    التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع
    ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك
    بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر
    أبكم لا يتكلم.

    إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم
    متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع
    الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية.

    فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟

    فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟

    فقال صاحبنا: لا ، قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟

    فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟

    فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى
    عليه التحية.

    فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟

    قال: نعم.

    قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

    فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.

    فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب.

    ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا
    فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها
    لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني
    سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو
    المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين
    أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن
    به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.

    ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار
    فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها
    اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن
    حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة
    أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم
    نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
    ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))




    في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته
    المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك
    التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع
    ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك
    بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر
    أبكم لا يتكلم.

    إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم
    متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع
    الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية.

    فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟

    فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟

    فقال صاحبنا: لا ، قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟

    فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟

    فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى
    عليه التحية.

    فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟

    قال: نعم.

    قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

    فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.

    فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب.

    ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا
    فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها
    لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني
    سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو
    المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين
    أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن
    به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.

    ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار
    فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها
    اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن
    حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة
    أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم
    نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
    الصواب والخطأ.

    ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال
    حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا إني أطمع أن
    يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

    لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من
    الصواب إلى الخطأ مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا
    أهين كما يتضايق البشر ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة
    من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب
    مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا، ويبقى
    السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم
    نعلمهم الأدب؟


    الصواب والخطأ.

    ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال
    حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا إني أطمع أن
    يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

    لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من
    الصواب إلى الخطأ مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا
    أهين كما يتضايق البشر ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة
    من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب
    مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا، ويبقى
    السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم
    نعلمهم الأدب؟

    رحمك الله ياطيف
    بعدد ماكتبتى من حروف وبعدد ما نطقتى من كلمات وبعدد من أسعدتى من بشر
    رحمك الله ياطيف
    كما أسعدتينا وكما علمتينا وكما أثريتينا و أثرتى فينا
    رحمك الله ياطيف
    رحمة تليق بعظيم كرمة وواسع رحمتة وجزيل عطائة
    رحمك الله ياطيف
    وأسكنك فسيح جناتة وغفر لكى ذلاتك وأبدل سيئاتك حسنات وجعل كل أعمالك فى ميزان حسناتك
    رحمك الله ياطيف

    البحث على جميع مواضيع العضو احمد الصباغ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    5 - 11 - 2007
    ساكن في
    جُحـــر التعبان ..
    العمر
    34
    المشاركات
    2,165
    النوع : ذكر Egypt

    تمام رد: ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    بصراحه انا كنت مثل ذلك الرجل الذى كان لا يلقى التحيه على من لايردها ..
    كنت بظن ان هو ا يستهلش انك تلقى عليه التحيه ..

    لاكن انت عندك حق ..

    هل سنتعلم منهم قلة الادب ام نعلمهم الادب ..

    وجزاك الله خيراً يا استاذ احمد ..

    واشكرك على الموضوع الهايل ده ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    بارك الله فيك سيد صباغ على الموضوع الذي يعلمنا سلوك سليم صحيح وهو ان لا نرد الاساءة بالاساءة
    وان نبقى على مبادئنا مهما واجهنا من مواقف مسيئة


  4. افتراضي رد: ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    موضوع أكثر من رائع فيه لمسة تسامح


    بحثت في أصدق الكلمات فلم أجد غير عبارة التوحيد
    أخوكم نجم النجوم

    البحث على جميع مواضيع العضو نجم النجوم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    8 - 11 - 2007
    ساكن في
    فى عالم غريب بالنسبالى
    المشاركات
    7,708
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي رد: ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    موضوع رائع يعلمنا السلوك والتعامل الصحيح

    جزاك الله كل خير

  6. افتراضي رد: ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    كلنا نمر بهذه الحالات ..... وكلنا أحيانا نكون ذاك الرجل ....... فإذا تخلينا عن ثقافة الانتصار للنفس وتحلينا بثقافة التسامح من غير غبن أو شطط في أمورنا حلت معظم مشاكلنا..... كذلك الإيجابية في الحياة من اهم الأمور التي يجب أن نتحلى بها

    ويبقى سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه معلم البشرية وقدوتنا في كل سلوك ..... اللهم خلّقنا بأخلاقه الرضية

    موضوع مميز ..... وفائدة رائعة
    بارك الله فيك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    11 - 11 - 2007
    ساكن في
    انت مالك
    العمر
    30
    المشاركات
    3,362
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي رد: ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    انا زمان ماما دايما كانت بتقولي علمي قليل الادب بالادب يعني لو حد شتمني او زعلني اقوله ربنا يسامحك عشان انا اعمله بادبي انا

    اشكرك جدا استاذي للمعلومه تسلم ايدك

    أيا دمعه مقيده باغلال الكبرياء...
    افتقدتك ..
    ففقدت احساسى بكل الاشياء...
    يا صديقتــى فى لحظــات الحزن والشقــاء ...
    اشتقـت اليكـــى ..
    اشتقـت الى البكــــاء ...

    البحث على جميع مواضيع العضو Young DeviL

  8. #8

    افتراضي رد: ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

    موضوع رائع جدا يا ابى العزيز يعلمنا التسامح وعدم مقابلة الاساءه بمثلها
    شكرا جزيلا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    18 - 11 - 2007
    ساكن في
    الاردن
    العمر
    32
    المشاركات
    14,186
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    جزاك الله خيرا احلى بابا على احلى واعظم درس عن التسامح
    بارك الله فيك

  10. #10

    افتراضي

    يجعله في ميزان حسناتك
    لازم واكيد نتعلم نتسامح وتكون قلوبنا صافيه بيضاء ونعلمه الادب مش نتعلم الرد السيء
    يسلمو

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 22 - 10 - 2011, 03:36 PM
  2. مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 20 - 12 - 2009, 08:28 PM
  3. لو مش لا قي حاجه تعملها ... يا ترى تعمل ايييييه ؟؟؟
    بواسطة انتهينا في المنتدى خمسة فرفشة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18 - 2 - 2009, 09:12 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©