بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبر: أعلن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن استطلاع للرأي كشف أن الشعب المصري هو أكثر الشعوب العربية السنية تقبلاً للتشيع.
التعليق
كتبه للمفكرة / شريف عبد العزيز
مفكرة الإسلام: يعتبر سلاح الاستطلاع من أهم وأخطر أسلحة الجيوش الحديثة والمعاصرة ، وعليه تعتمد القيادات الميدانية والعسكرية في وضع الخطط والأساليب التي ستسير عليها دفة القتال، وهو عادة ما كان يتكون من صفوة المقاتلين والجنود والخبراء الذين يتسللون خلف خطوط العدو وينقلون الأخبار والأحوال داخل معسكر الأعداء ، وهم بالتالي يعملون قبل الهجوم ، ويحددون مساره ويرتبون كيفيته ، والعامل الأساسي في نجاح أي معركة يتوقف غالباً على نجاح سلاح الإستطلاع في نقل الأخبار ، وتمهيد الطريق نحو الجيوش النظامية .
وفي زمان العولمة الذي صارت العولمة فيه شعار لكل شيء، وأهمها الحرب العالمية الدولية علي الأمة المسلمة ، قام أعداء الأمة وعلى رأسهم أمريكا التي ما فتئت تكيد للأمة ليل نهار، وتتعب نفسها ومن حولها ، من أجل محاربة الأمة المسلمة ، قامت أمريكا بتطوير سلاح الإستطلاع ، ونقلته من ضمن أجنحة الجيوش النظامية ، إلي مرحلة متقدمة من الصراع ، واستبدلت الجنود والمقاتلين بمجموعة من الباحثين والدارسين وذوي الخبرة الميدانية في جمع المعلومات والأخبار ، يحملون بدلاً من المدافع والصواريخ، أقلاماً وأوراقاً ، يجوبون البلاد طولاً وعرضاً بكل راحة وأمان، وتستقبلهم الحكومات والهيئات والأحزاب ، وتفتح لهم الأبواب وتذلل لهم العقبات ، حتى يسبروا غور البلاد وأحوال أهلها ، وبعد ذلك يقدموا خطط عمل جاهزة وشاملة عن طبيعة طرق وأساليب السيطرة والهيمنة على بلاد الإسلام
وفي الأيام القليلة الماضية خرجت علينا وسائل الإعلام الأمريكية ، بثلاث دراسات استطلاعية تخص الشعب المصري تحديداً ، الأولي صدرت عن معهد جالوب للدراسات وهو معهد الدراسات الاستطلاعية الأشهر والأوثق ولدراساته قبولاً ووثوقاً عند كثير من الباحثين والمراقبين ، وقد أظهرت الدراسة أن الشعب المصري هو الشعب الأكثر تديناً في العالم الإسلامي كله ، أما الاستطلاع الثاني فصدر من مؤسسة (ورلد ببلك أوينيين) وفيه أظهرت الدراسة أن الشعب المصري هو أكثر الشعوب الإسلامية تأييداً لأهداف تنظيم القاعدة ، وخاصة فيما يتعلق بطرد القوات الأمريكية من بلاد الإسلام ، أما الدراسة الثالثة فخرجت من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ، وفيه أظهرت الدراسة أن الشعب المصري هو الأكثر تقبلاً للتشيع وممارساته التعبدية في العالم الإسلامي السني .
فماذا تريد أمريكا بالضبط من الشعب المصري ؟ وما وراء هذه الحملات الاستطلاعية المتتالية علي الشعب المصري ؟
للإجابة علي هذا السؤال لابد أن نخلع عباءة الغفلة التي تتدثر بها عقولنا منذ فترة طويلة ، ونفيق من حالة البراءة الطفولية التي نتناول بها أمثال هذه الدراسات المريبة ، فالغيبوبة الفكرية تجعلنا في حالة تصديق دائم لكل من يأتينا غرباً ، فافتراض المصداقية و الحيادية في أمثال هذه الدراسات الاستطلاعية يدفعنا للإتجاه الخطأ في التقييم والفهم ، ويكرس حالة العجز والغفلة عما يخططه أعداء الأمة لنا ، فبنظرة سريعة عن الأسلوب المتبع في هذه الدراسات الثلاثة ، نجده أسلوباً معيباً مليئاً بالثغرات المريبة التي لا تفوت علي أمثال هذه المعاهد المتخصصة والدولية في إعداد الدراسات الاستطلاعية ، فمثلاً في الاستطلاع الأول الذي خلص لأن يكون الشعب المصري هو أكثر الشعوب تديناً ، كانت المعايير المتبعة في التقييم في غاية السطحية ، إذ طرحت سؤالا واحداً علي المشاركين ، وهو هل يمثل الدين أهمية في حياتك ؟ وبالتالي أجاب كل المشاركين بنعم ، وهكذا بمنتهي التبسيط المخل لمعني التدين ، والدراسة الثانية أعجب من الأولي ، فلفقد جاءت في غاية التناقض ، ففي حين أظهرت الدراسة أن الشعب المصري أكثر الشعوب الإسلامية تأييدا لأهداف القاعدة ، قالت نفس الدراسة أن الشعب المصري أكثر الشعوب رفضاً لأسلوب القاعدة في العمليات القتالية ، وأظهرت أيضا أن الشعب المصري أكثر شعوب المنطقة كرهاً للأمريكان ورغبة في التخلص منهم ،أما الدراسة الثالثة فقد أشارت للميل المصري للتشيع ، مع الإقرار في الوقت نفسه لتدهور العلاقات المصرية الإيرانية والجهود الدعوية الحثيثة في محاربة التبشير الشيعي في المنطقة .
وهكذا نجد أن هذه الاستطلاعات تفتقر للمعايير السليمة والنزيهة لإجراء مثل هذه الاستطلاعات ، وأنها تحمل أجندة خفية للعدو الأمريكي ، وخاصة أن توقيت صدور هذه الاستطلاعات يثير حالة من الشك والريب في مصداقيتها ، فمصر الأن تقود جهوداً حثيثة للم الصف العربي المهترئ ، وتقود جهود المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، وقد شارفت هذه الجهود علي النجاح، ومصر و رغم كل ما يقال عنها وعن دورها في المنطقة ، تمثل رأس الحربة في مواجهة الطموحات الإيرانية الجامحة ، والشعب المصري بعيداً عن هذه الاستطلاعات المشبوهة شديد التدين ، جياش العاطفة ، يبدي تعاطفاً دائماً، واهتماماً مستمراً مع قضايا الأمة، وهو أيضا الشعب الأكبر في المنطقة ، وصاحب الثقل الدايمغرافي الأبرز في العالم الإسلامي ، والعديد من الحوادث المريبة قد وقعت بمصر في الأيام الفائتة، و لا تخفى فيها الأصابع الخارجية ، خاصة في ظل إجماع شعبي على رفضها ، قد تدفعنا للتساؤل عن توقيت ومصداقية هذه الاستطلاعات
إنها الحرب الجديدة التي أخرجتها آلة الحرب الأمريكية ، وهدفها الشعوب المسلمة ، والشعب المصري هو الهدف هذه المرة
تنبيــــه هـــــــــامعلى الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم
وحان الرحيلوأرحل في موكب الراحلينوحول الركاب الطيور تحوماستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعهالبحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)