سبحانك ربي ما اعظمك
نفعك الله بما نفعتنا
يبارك بعمرك ويسلم قلبك
مررت بهذه الآية من سورة الرعد فاستوقفني هذا المثل العجيب الذي ضربه الله تعالى في هذه الآية فبحثت عن تفاسيره وأحببت أن يطلع عليها جميع الاخوة والاخوات اعضاء وزوار المنتدى جزاكم الله خيرا
قال تعالى
{أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ}
تفسير السعدي رحمه الله تعالى
شبه تعالى الهدى، الذي أنزل على رسوله لحياة القلوب والأرواح، بالماء الذي أنزله لحياة الأشباح. وشبه ما في الهدى من النفع العام الكثير، الذي يضطر إليه العباد، بما في المطر من النفع العام الضروري، وشبه القلوب الحاملة للهدى وتفاوتها، بالأودية التي تسيل فيها السيول، فَوادٍ كبير، يسع ماء كثيراً، كقلب كبير، يسع علماً كثيراً، ووَادٍ صغير، يأخذ ماء قليلاً، كقلب صغير، يسع علماً قليلاً، وهكذا.
وشبه ما يكون في القلوب من الشهوات والشبهات، عند وصول الحق إليها، بالزبد الذي يعلو الماء، ويعلو ما يوقد عليه النار من الحلية التي يراد تخليصها وسبكها، وأنها لا تزال فوق الماء طافية مكدرة له، حتى تذهب وتضمحل، ويبقى ما ينفع الناس من الماء الصافي، والحلية الخالصة.
كذلك الشبهات والشهوات، لا يزال القلب يكرهها، ويجاهدها بالبراهين الصادقة، والإرادات الجازمة، حتى تذهب وتضمحل، ويبقى القلب خالصاً صافياً، ليس فيه إلا ما ينفع الناس من العلم بالحق، وإيثاره، والرغبة فيه، فالباطل يذهب ويمحقه الحق {إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ} ، وقال هنا: {كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ} ليتضح الحق من الباطل والهدى من الضلال
تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى
اشتملت هذه الآية الكريمة على مثلين مضروبين للحق في ثباته وبقائه، والباطل في اضمحلاله وفنائه، فقال تعالى: { أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً} أي مطراً { فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} أي أخذ كل واد بحسبه، فهذا كبير وسع كثيراً من الماء، وهذا صغير وسع بقدره، وهو إشارة إلى القلوب وتفاوتها، فمنها ما يسع علماً كثيراً، ومنها من لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها { فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا} أي فجاء على وجه الماء الذي سال في هذه الأودية زبد عال عليه، هذا مثل.
وقوله: { وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَـٰعٍ} الآية، هذا هو المثل الثاني وهو ما يسبك في النار من ذهب أو فضة ابتغاء حلية، أي ليجعل حلية نحاس أو حديد، فيجعل متاعاً، فإنه يعلوه زبد منه كما يعلو ذلك زبد منه { كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَـٰطِلَ} أي إذا اجتمعا، لا ثبات للباطل ولا دوام له، كما أن الزبد لا يثبت مع الماء ولا مع الذهب والفضة، ونحوهما مما يسبك في النار، بل يذهب ويضمحل، ولهذا قال: { فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً} أي لا ينتفع به بل يتفرق ويتمزق، ويذهب في جانبي الوادي، ويعلق بالشجر، وتنسفه الرياح، وكذلك خبث الذهب والفضة والحديد والنحاس، يذهب ولا يرجع منه شيء ولا يبقى إلا الماء، وذلك الذهب ونحوه ينتفع به، ولهذا قال: { وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلأٌّرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأٌّمْثَالَ} كقوله تعالى:
{ وَتِلْكَ ٱلأٌّمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَـٰلِمُونَ} وقال بعض السلف: كنت إِذا قرأت مثلاً من القرآن فلم أفهمه، بكيت على نفسي، لأن الله تعالى يقول { وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَـٰلِمُونَ} .
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: { أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} الآية، هذا مثل ضربه الله، احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها، فأما الشك فلا ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله وهو قوله: { فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ} وهو الشك، { فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلأٌّرْضِ} وهو اليقين، وكما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه ويترك خبثه في النار، فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك، وقال العوفي عن ابن عباس قوله: { أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا} يقول: احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة { وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ} فهو الذهب والفضة والحلية والمتاع والنحاس والحديد، فللنحاس والحديد خبث، فجعل الله مثل خبثه كزبد الماء، فأما ما ينفع الناس فالذهب والفضة، وأما ما ينفع الأرض فما شربت من الماء فأنبتت، فجعل ذاك مثل العمل الصالح يبقى لأهله، والعمل السيء يضمحل عن أهله، كما يذهب هذا الزبد، وكذلك الهدى والحق جاءا من عند الله، فمن عمل بالحق كان له وبقي، كما بقي ما ينفع الناس في الأرض، وكذلك الحديد لا يستطاع أن يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل في النار، فتأكل خبثه، ويخرج جيده فينتفع به، فكذلك يضمحل الباطل، فإذا كان يوم القيامة وأقيم الناس وعرضت الأعمال، فيزيغ الباطل ويهلك، وينتفع أهل الحق بالحق، وهكذا روي في تفسيرها عن مجاهد والحسن البصري وعطاء وقتادة، وغير واحد من السلف والخلف.
تفسير الجلالين
ثم ضرب مثلاً للحق والباطل فقال { أُنزِلَ} تعالى { مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً} مطرا { فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} بمقدارِ مثلها { فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا} عاليا عليه هو ما على وجهه من قذر ونحوه { وَمِمَّا * تُوقِدُونَ} بالتاء والياء { عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ} من جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس { ٱبْتِغَآءَ} طلب { حِلْيَةٍ} زينة { أَوْ مَتَـٰعٍ} ينتفع به كالأواني إذا أذيبت { زَبَدٌ مِّثْلُهُ} أي مثل زبد السيل وهو خبثه والذي ينفيه الكير { كَذَلِكَ} المذكور { يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَـٰطِلَ} أي مثلهما { فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ} من السيل وما أُوقِد عليه من الجواهر { فَيَذْهَبُ جُفَآءً} باطلاً مرميا به { وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ} من الماء والجواهر { فَيَمْكُثُ} يبقى { فِى ٱلأٌّرْضِ} زمانا،
أختكم فى الله ...منى رشدى
سبحانك ربي ما اعظمك
نفعك الله بما نفعتنا
يبارك بعمرك ويسلم قلبك
التعديل الأخير تم بواسطة طيف عابر ; 24 - 3 - 2009 الساعة 01:09 PM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
تنبيــــه هـــــــــامعلى الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم
وحان الرحيلوأرحل في موكب الراحلينوحول الركاب الطيور تحوماستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعهالبحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk
ماشاءالله عليك يامنى ربنا يزيدك من فضله حبيبتى
جزاك الله كل خير
سبحانك ربي ما اعظمك
نفعك الله بما نفعتنا
لم لا نحبك يا بشير وقد اخرجت السودان من عبودية كنا نعيشها, ولم لا نحبك يا بشير والسودان قد تحول رقما لا يستهان به , ولم لا نحبك يا بشير وقد تدفق الذهب الاسود رغم انف الحاقدين ,البحث على جميع مواضيع العضو عزالدين حسون
موناليزا الصادقة
سيدتي فتح الله عليك
وعلي مجهوداتك وجعلها في
ميزان حسناتك
واكثر من امثالك
هذه الصفحة ستبقي ناصعة البياض
وهذا القلم سيبقي مداده طاهرا نقيا
لما يكتبه من ايات مباركات
سيدتي
سلمت يدك الطاهرة التقية
وسلم قلبك الابيض والناصع
بنور الايمان
الله يسعدك
http://entaal7ob.blogspot.com/
ويروق لى الضيّ !
عندما ألمحهُ يتوضأ من كفيك
أنثى من طهر و أنفاسها عطر
http://www.youtube.com/user/mohey19631963?feature=mhee
البحث على جميع مواضيع العضو محيى زقزوق
سبحانك ربي ما اعظمك
نفعك الله بما نفعتنا
يبارك بعمرك ويسلم قلبك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)